تشيني يوجه نداء للتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب وبناء الديمقراطية في العراق

TT

دافوس ـ أ.ف.ب: وجه ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي امس في دافوس بسويسرا نداء، الى الاوروبيين بشكل خاص، دعاهم فيه الى التعاون في مكافحة الارهاب من اجل تحقيق العملية الانتقالية نحو الديمقراطية في العراق.

وقال نائب الرئيس الاميركي في خطاب القاه امام منتدى دافوس الاقتصادي العالمي: «على الشعوب المتحضرة ان تبذل كل ما بوسعها للانتصار على الارهاب ووقف انتشار اسلحة الدمار الشامل». واضاف «علينا مواجهة هذه المخاطر معا». وتابع في ما يشبه تسليما بالتعددية، ان «التعاون بين حكوماتنا ومؤسسات دولية فاعلة يرتدي اليوم اهمية اكثر من الماضي».

وبالنسبة الى العراق قال تشيني ان «الديمقراطية بدأت تتجذر» في العراق، داعيا الى مساعدة دولية في نقل السيادة الى العراقيين. وقال «اننا نطلب بالحاح من الدول الديمقراطية والامم المتحدة الاستجابة الى طلب الدعم الذي تقدم به مجلس الحكم الانتقالي العراقي لتأمين العملية الانتقالية نحو الديمقراطية».

كما طلب من الدول المدين لها العراق ان تتحلى «بالكرم» فتقدم على تخفيف هذه الديون.

واكد تشيني ان الحرب الاميركية البريطانية ضد العراق شكلت نجاحا، رغم الشجب الذي تعرضت له، لا سيما من اوروبا، مشيرا الى ان الولايات المتحدة لن تتردد في اللجوء الى القوة، بما فيها الوقائية، اذا شعرت انها مهددة. واضاف «عندما تفشل الدبلوماسية علينا ان نكون مستعدين لمواجهة مسؤولياتنا وان نكون مصممين على اللجوء للقوة اذا لزم الامر». وتابع «ان السيطرة على العتاة تكون باستخدام العنف»، في اشارة ضمنية الى الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وقال ان «التهديدات المباشرة تتطلب تحركات حازمة»، معتبرا ان على العالم «ان يواجه ايديولوجيات العنف من جذورها عبر تشجيع الديمقراطية في الشرق الاوسط وغيره». واضاف «علينا ان نواجه تهديدات اليوم حيث وجدت والا فإن هذه التهديدات ستصل الينا».

ثم توجه مباشرة الى المسؤولين الاوروبيين، قائلا ان «الاوروبيين يعرفون ان عملهم الكبير من اجل السلام والوحدة والازدهار لا يمكن ان يبقيهم جيبا يتمتع بامتيازات ومحاطا بمناطق ينمو فيها الحقد والتطرف».

كما حث تشيني المحافظين في ايران على «احترام المطالب المشروعة للشعب الايراني من اجل ديمقراطية حقيقية واحترام حقوق الانسان».

والقى تشيني كلمته في غياب اي مسؤول سياسي من الدرجة الاولى من الدول المعارضة للحرب على العراق (فرنسا والمانيا وروسيا) في منتدى دافوس الذي يشارك فيه 2100 شخص. وقد عدل وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان عن الحضور الى دافوس في اللحظة الاخيرة.

وعدد تشيني امثلة على جهود الاصلاح في عدد من دول الشرق الاوسط بينها السعودية ومصر، وتحدث عن «دعوات متزايدة من اجل ديمقراطية حقيقية واحترام حقوق الانسان». واعرب عن امله في ان يتبع نظام طهران «هذا المثال».

وخلافا للرئيس الاميركي جورج بوش الذي تجاهل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي في خطابه الاخير حول حال الاتحاد، متسببا باستياء كبير في العالم العربي، حرص تشيني على اعادة تأكيد الموقف الاميركي في شأن هذا الملف.

وقال ان واشنطن تريد لاسرائيل «الاعتراف بها والامن»، وللفلسطينيين «دولة مستقلة قابلة للاستمرار».

وطلب من السلطة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات قطع اي صلة مع المنظمات «الارهابية» والعمل على ارساء «ديمقراطية فلسطينية حقيقية» لا تكون قمعية ولا فاسدة.

في المقابل، اشار الى ان على الحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون ان «تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني» والا تقدم على شيء من شأنه ان «يهدد على المدى البعيد عناصر استمرار الحل القائم على وجود دولتين» اسرائيلية وفلسطينية. وفي ذلك اشارة واضحة الى سياسة الاستيطان الاسرائيلي وبناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية.