النائب الديمقراطي الأميركي توم لانتوس في ليبيا وتوقع وصول وفد ثان من الكونغرس إلى طرابلس اليوم

TT

وصل الى العاصمة الليبية طرابلس بعد ظهر امس النائب الديمقراطي توم لانتوس في زيارة تستغرق ثلاثة ايام في اول زيارة لمسؤول اميركي على هذا المستوى منذ اكثر من 30 عاما، واكثر من 20 سنة من القطيعة السياسية بين ليبيا والولايات المتحدة.

وتسبق زيارة لانتوس زيارة مماثلة يقوم بها اليوم وفد برلماني اميركي يضم ستة اعضاء جمهوريين برئاسة النائب كيرت ويلدون. وصرح لانتوس للصحافيين بانه مسرور جدا لزيارة ليبيا وان الكونغرس الاميركي والادارة الاميركية يتطلعان بقوة للعمل مع ليبيا، متمنيا ان تسهم في تحسين العلاقات بين البلدين.

وقال لانتوس انه ناقش هذه الزيارة مع اعلى مستوى في الادارة الاميركية ومع الكونغرس، مضيفا انه سيقدم تقريرا كاملا عن زيارته ومباحثاته مع المسؤولين فيها، واصفا ليبيا بأنها «بلد جميل وتاريخي». وقال «اننا نتطلع الى زيارات قادمة لنتعلم من تاريخكم وعاداتكم».

وكان في استقبال المسؤول الاميركي لدى وصوله طرابلس المسؤول البرلماني ليي عبد اللطيف الدالي ورئيس جمعية الصداقة الليبية ـ الاميركية عادل الدائمي. ورحب الدائمي في تصريح له بالمطار بلانتوس والوفد المرافق له وقال «نتمنى ان تكون زيارته بداية حقيقية لعودة قوية للعلاقات الليبية ـ الاميركية»، مشيرا الى ان وجود لانتوس هنا يؤكد ان ليبيا ارض آمنة وان الليبيين يرحبون بعودة العلاقات بين البلدين».

وكان مقررا ان يلتقي لانتوس مساء امس امين الشؤون الخارجية بمؤتمر الشعب العام وعددا من كبار المسؤولين الليبيين في رئاسة الوزراء ووزارتي الخارجية والاقتصاد. ومن المنتظر ايضا ان يزور جامعات ويلتقي اعضاء من الجالية الاميركية في ليبيا، التي تضم اكثر من 600 شخص معظمهم من العاملين في شركات او من الاميركيات المتزوجات من ليبيين.

ومن المعلوم ان السفارة البلجيكية ترعى المصالح الاميركية في ليبيا منذ ان قطعت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطرابلس عام 1980 .

وتأتي زيارة الوفدين الاميركيين التي تعد الاولى من نوعها منذ قيام الثورة الليبية عام 1969 بعد ان وافقت ليبيا على وقف برامج تطوير اسلحة الدمار الشامل وفتحت مختبراتها امام المفتشين الدوليين اثر مفاوضات سرية مع لندن وواشنطن وتسوية بعض مشاكلها مع الغرب وسعيها لفتح آفاق جديدة من العلاقات مع اميركا.

يشار الى ان النائب الجمهوري كورت ويلدون اعلن مع لانتوس الاربعاء الماضي في بيانين منفصلين انهما قبلا دعوات لزيارة ليبيا ولقاء مسؤولين ليبيين، من بينهم العقيد معمر القذافي.

وكان نائب المتحدث باسم الخارجية الاميركية ادم ايريلي اكد للصحافيين ان وجود الخبراء الاميركيين في طرابلس وزيارتهم بدعوة من ليبيا وكون ليبيا تسهل عملهم «كل ذلك يشكل مؤشرات ايجابية». وكان وزير الخارجية الليبية عبد الرحمن شلقم وصف ما جاء في خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش بخصوص ليبيا بأنه خطوة ايجابية، وقال «نأمل في اتخاذ خطوات عملية في مقدمتها انهاء المقاطعة الاميركية لليبيا».