واشنطن تبعث ساترفيلد وولف إلى المنطقة لتحريك عملية السلام

TT

يصل الى الشرق الأوسط هذه الايام، مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون المنطقة، ديفيد ساترفيلد، والمبعوث الاميركي للاشراف على تطبيق خطة «خريطة الطريق»، جون وولف، وذلك في مهمة وصفت بانها «لتحريك مسيرة السلام في الشرق الأوسط».

وقلل الطرفان، الاسرائيلي والفلسطيني، من توقعاتهما من هذه الجولة. فالاسرائيليون اعتبروها عملية تظاهرية والفلسطينيون رأوا فيها محاولة غير فاعلة.

وقال مصدر اسرائيلي، امس، ان الادارة الاميركية ادركت ان تجاهل الرئيس الاميركي جورج بوش ذكر النزاع هنا ولو بكلمة واحدة في خطابه حالة الاتحاد الاخير اثار قلقا في العالم العربي.

اذ كان بالنسبة لهم بمثابة موقف تظاهري يقول فيه إن هذا الموضوع ليس على رأس سلم الاهتمام في الاجندة الاميركية. ويريد اليوم تغيير هذا الانطباع. فأرسل ساترفيلد وولف لاعطاء شحنة امل بلا مضمون.

وفلسطينيا قال وزير الخارجية نبيل شعث انه لا يرى انها (الزيارة) ستعود بالتغيير الجذري في الواقع. واضاف «هناك تطورات جديدة في اسرائيل تمنع اي تقدم في المسيرة السلمية». وقصد بهذه التطورات الاتهام الموجه لرئيس الوزراء، ارييل شارون، بالتورط في الفساد. وقال: «لا ادري كيف سيتمكن شارون من العمل في ظل هذا الاتهام. فهو سيكون مشلولا تماماً».

وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد دعا الولايات المتحدة الى تغيير توجهها وزيادة دورها لغرض تطبيق «خريطة الطريق»، وذلك في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية، اعطيت قبل نشر خبر زيارة المبعوثين الاميركيين ونشرت امس. واضاف: ان الوقت يمضي بسرعة وينفد بالنسبة للحل على اساس دولتين للشعبين. وينبغي الاسراع في ذلك قبل فوات الاوان.

وقبل ان ينطلق وولف الى الشرق الاوسط، اختار ان يفصح عن موقفه من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وتصرفاتهما ازاء عملية السلام. فتحدث عن تجربته منذ ارسل الى المنطقة على رأس طاقم مراقبين لتطبيق «خريطة الطريق» في ربيع العام الماضي وحتى مغادرته المنطقة قبل ثلاثة اشهر.

وكان وولف يتكلم في لقاء اكاديمي في واشنطن فقال: «عندما التقيت الطرفين، منذ اول مرة، كان واضحا لي انهما غارقان في مشاكل الماضي التي تشدهما الى الوراء. هذا الجنرال الاسرائيلي يقول لك: «انا سجنت هذا المسؤول الفلسطيني 7 مرات» وذلك الفلسطيني يشير باصبعه الى الاسرائيلي ويقول لك: «لقد قتل ابنة عمي بمسدسه الشخصي». وهكذا. فقلت لهما تعالا نتحدث في المستقبل. فقد جئت الى المنطقة لاساعدكما على الوصول الى تسوية سلمية. واعلما انني، مهما توفرت لدي النوايا الطبية والاعصاب الحديدية، فانني فلن استطيع ان اكون راغبا في السلام اكثر منكما. فاذا لم تكن رغبتكما واضحة وغلابة، لن استطيع عمل شيء لكما». وقال وولف انه قدم للطرفين مذكرة في اواسط اغسطس (اب) الماضي، حدد فيها لكل طرف ما هو مطلوب منه لكي تنطلق المسيرة. وفوجئ من تجاوبهما الحار مع المذكرة. فبدأ يعمل على التنفيذ. وكان من المفروض ان تبدأ اسرائيل بالانسحاب من المدن الفلسطينية وتسلمها بشكل رسمي الى السلطة الفلسطينية واجهزتها الامنية.

وبذلك فتح الباب على مصراعيه لبدء تطبيق المرحلة الاولى من «خريطة الطريق»، وعندئذ جاءت العملية التفجيرية في حافلة الركاب الاسرائيلية في القدس الغربية التي قتل فيها 17 اسرائيليا.

واضاف، منتقدا الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي: «حاولنا ان نعمل مع الفلسطينيين بعد ان اقنعنا الاسرائيليين ان يعطوا الوقت لهم. لكن في الطرف الفلسطيني كنا نسمع فقط وعودا بلا تنفيذ. فقد استمر الارهابيون في حمل السلاح واستيراده وفي التخطيط للعمليات ضد المستوطنين. والسلطة الفلسطينية لم تجمع السلاح ولم تعالج مصانع المتفجرات. واما الاسرائيليون فقد لعبوا على الحبلين. من جهة بدأوا يحررون الاموال للفلسطينيين وتعاونوا في التنسيق الامني لكنهم من جهة اخرى واصلوا هدم بيوت الفلسطينيين وتوسيع المستوطنات وامتنعوا عن ازالة المستوطنات العشوائية، وهذا بالطبع اضافة الى استمرارهم في بناء الجدار العازل».

لكن وولف قال انه لم يفقد الامل بعد «فالمطلوب الآن ان يثبت الطرفان انهما معنيان فعلا بالتقدم نحو السلام».