استوكهولم ترفض مشاركة فلسطينية في منتدى دولي حول الإبادة الجماعية والمعارضون يتهمون الحكومة السويدية بالازدواجية في مواقفها

TT

رفضت الحكومة السويدية طلبا فلسطينيا بالمشاركة في المنتدى الدولي حول الإبادة الجماعية الذي يبدأ اعماله غدا ويستغرق 3 ايام بحجة أن الفلسطينيين ليس لهم دولة معترف بها دوليا. وقال السفير الفلسطيني في السويد لوجين مخلوف في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان الحكومة السويدية رفضت الطلب. واضاف «ان منظمي المؤتمر رغم انهم سيتناولون جرائم الإبادة الجماعية في رواندا وكوسوفو والاهم من ذلك موضوع محرقة اليهود وما قيل عن ممارسة الإبادة الجماعية ضدهم إلا أنهم يغفلون ما تعرض له الشعب الفلسطيني من طرد من وطنه عام 1948 وإزالة اسم فلسطين من الخريطة الدولية مما يعد جريمة إبادة لهوية شعب يعيش أكثره اليوم كلاجئين، كما يتعرض يوميا الى سياسات القتل والاغتيالات وتدمير للمنازل وتشريد للفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي».

واعتبر السفير الفلسطيني أن الدعم والمساعدات الاقتصادية الكبيرة المقدمة بشكل مباشر من قبل السويد والنرويج والدنمارك سنويا أو بشكل غير مباشر عبر منظمات الأمم المتحدة يدخل في إطار الخجل. كما ان لا شيء يقدم مجانا ففي ذلك مصلحة لإسرائيل. فاغلب السياسيين في الدول الاسكندنافية موال لإسرائيل وان ما تقرر من مساعدات الى السلطة الفلسطينية منذ أيام أوسلو والى اليوم هو لمصلحة إسرائيل وان أي مسؤول من أي دولة تقدم مساعدات للسلطة الفلسطينية عندما يزور الأراضي الفلسطينية فإنه يتم اقتطاع تكاليف الزيارة من ميزانية المساعدات المخصصة.

وقال السفير الفلسطيني انه لو كانت حكومات السويد وجيرانها من النرويج والدنمارك صادقة في مواقفها المعتدلة لكانت أصدرت كتيبات تدرس في المدارس الحكومية حول تاريخ ومعانات الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي وليس كما فعل رئيس وزراء السويد غوران بار شون الذي طبع كتابا حول محرقة اليهود ومعاناتهم ويدرس رسميا في المدارس الحكومية.

غير ان مخلوف اشاد بمواقف وزيرة خارجية السويد الراحلة آنا ليند التي وصفها بالمبدأية والأخلاقية وحاولت ان تدافع عن معانات الفلسطينيين. وقال ان القضية الفلسطينية خسرت الكثير بمقتلها.

وقال المتحدث باسم منظمي المنتدى ستيغ بارغلين في اتصال اجرته معه «الشرق الأوسط» ان المنتدى يعقد أول مرة برعاية حكومة السويد وانه لا يمكنه التعليق لماذا لم تتم دعوة الفلسطينيين للمشاركة بالمؤتمر وان بلاده تقدم مساعدات إنسانية كبيرة للفلسطينيين سنويا. هذا ويشارك في المنتدى 58 دولة معظمها على مستوى رئيس الدولة أو الحكومة بالإضافة الى 13 منظمة دولية إنسانية دولية.

ومن ابرز الشخصيات المشاركة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان والمفوض العام لشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي خافير سولانا وعدد من حاملي جائزة نوبل للسلا،م وهانس بليكس وروف اكيوس كبيري مفتشي الأسلحة الدمار الشامل السابقين في العراق.

من ناحية اخرى قررت 56 شخصية مقيمة في السويد من الشيشان وفلسطين والاكراد ومن اقليات أفريقية، عقد منتدى واقعي بمناهضي الحرب والإبادة ينطلق يوم الأحد. وقال رئيس الرابطة الفلسطينية في استكهولم نائل طوقان ان المنتدى يشارك فيه الجلادون وليس الضحايا فقد دعيت روسيا التي تبيد الشيشان وتركيا التي تبيد الأكراد وإسرائيل التي تبيد الفلسطينيين وهذا مؤسف.

وسيعرض في منتدى مناهضي الحرب، فيلم «جنين جنين» على هامش المنتدى وتنظم مسيرات للمتعاطفين مع ضحايا الإبادة الجماعية في كل من الشيشان ورواندا وفلسطين والاكراد وكولومبيا وغيرها من الدول الأفريقية تنطلق غدا ردا على المنتدى الدولي.