أنان يقترح تمديد ولاية «مينورسو» في الصحراء إلى نهاية أبريل

ترقب انطلاق رحلات جوية بين مخيمات تندوف والمدن الصحراوية

TT

اقترح كوفي أنان، الامين العام للامم المتحدة في تقريره الاخير المتعلق بنزاع الصحراء تمديدا لولاية بعثة «المينورسو» الى نهاية ابريل (نيسان) المقبل، وذلك من اجل اتاحة الفرصة للمغرب لتقديم رده على مقترحات مبعوثه الخاص جيمس بيكر، التي تقضي بمنح حكم ذاتي لسكان الصحراء مدة خمس سنوات يستفتى بعده السكان حول الانضمام الى المغرب او الاستقلال.

وبعد مرور 13 سنة تاريخ وصول بعثة الامم المتحدة «مينورسو» للمنطقة ما زالت هذه المشكلة تراوح مكانها نظرا لتباعد وجهات النظر بين اطراف النزاع. الا أن الامين العام للامم المتحدة، وبعد قناعته بان الحل السياسي لهذه المشكلة صعب المنال خصوصا بسبب انعدام تقارب مغربي ـ جزائري يشجع على ايجاد الحل الملائم، يسعى الى فصل القضايا الانسانية عن الحل السياسي.

فقد اشار انان عدة مرات الى ضرورة التعرض للجوانب الانسانية للنزاع مثل قضية الاسرى، والتواصل بين العائلات الصحراوية التي فرقتها الحرب مدة تزيد عن 29 سنة.

وهكذا نجح انان في استخدام عدة وساطات لاقناع جبهة البوليساريو باطلاق اسرى الحرب المغاربة المعتقلين لديها منذ ازيد من ربع قرن.

وكانت الوساطة الليبية نجحت في اطلاق دفعة من الاسرى منذ عدة اسابيع الا ان اجراءات الثقة الاخرى، والتي ينص عليها المقترح الاصلي للتسوية، الذي دخل حيز التطبيق منذ سبتمبر (ايلول) 1991 لم تثر نظرا للصعوبات التي تعرفها المفاوضات في الشق السياسي للمشكلة، والتي وصلت منذ مدة الى الباب المسدود، لذلك، وبتعاون بين الامين العام للامم المتحدة عن طريق بعثة «مينورسو وبين» المفوضية العليا للاجئين تمكنت الامم المتحدة من وضع المفاوضات بين الاطراف حتى تتمكن من تطبيق هذه الاجراءات والتي تقضي أولا بإمكانية الاتصال الهاتفي بين العائلات الصحراوية في مخيمات اللاجئين بتندوف (جنوب غربي الجزائر) وفي مختلف مدن الصحراء حيث بدأ تطبيق هذا البرنامج تحت اشراف مفوضية اللاجئين منذ اسابيع بعد توقف فرضته السلطات الجزائرية التي تملك ادارة الاتصالات الهاتفية فوق ترابها.

وتستمر المحادثات على قدم وساق للاتفاق على صيغة نهائية لتطبيق الاجراءات الاخرى والتي تهم امكانية تبادل المراسلات البريدية بين العائلات الصحراوية وضمان سريتها.

ولعل اكثر ما يثير الاهتمام هو الاجراء الثالث والمتعلق بامكانية تنظيم زيارات عائلية بين المخيمات ومدن الصحراء عن طريق تنظيم رحلات جوية باشراف بعثة الامم المتحدة المينورسو ومنظمة غوث اللاجئين. وقال اكتار سينزي، مسؤول وكالة غوث اللاجئين، الذي يشرف على هذه المفاوضات، إن جبهة البوليساريو اعطت موافقتها الشفاهية على هذا الاجراء، والوكالة تنتظر الرد الذي تتمنى ان يكون ايجابيا من طرف المغرب والجزائر.

واستنادا الى مصادر في البعثة الاممية في مدينة العيون (كبرى حواضر الصحراء) فإنه في حالة الحصول على الموافقة المغربية والجزائرية سيتم تنظيم رحلتين اسبوعيتين بين مطار تندوف (جنوب غربي الجزائر) وبين مدن العيون السمارة والداخلة وطانطان في الجنوب المغربي بمعدل 15 شخصا للرحلة من كلا الطرفين وستقتصر الرحلات على جميع العائلات القريبة الروابط كالاب بابنائه والام والاجداد.

واضاف اكتار ان الوكالة كانت تريد ان يكون الاحتفال الرمزي لانطلاق هذه الرحلات هو يوم عيد الاضحى المقبل، الذي يشكل فرصة في العالم الاسلامي لجمع العائلات. الا ان صعوبات قد تجعل ذلك غير ممكن نظرا لحساسية هذا الموضوع لدى كل الاطراف. فجبهة البوليساريو رغم موافقتها على هذه الرحلات ستسعى الى عدم اعطاء الفرصة لعائلة بكاملها بالوجود على التراب المغربي خوفا من عدم عودتها، والجانب المغربي يسعى الى ضمان حق من اراد البقاء من العائلات الصحراوية في بلده المغرب دون ان يشكل ذلك تهديدا لعائلته في المخيمات.

وتعتقد غالبية من سكان الصحراء الذين التقتهم «الشرق الأوسط» ان هذه الرحلات ستكسر حاجزا نفسيا كبيرا بين المغرب والجزائر، وستمكن الكثير من العائلات من استعادة الدفء العائلي، وجمع شتاتها.

بينما اكد آخرون على ضرورة ضمان البقاء في المغرب لمن اراد ذلك نظرا لجو الحرية والتنمية التي تشهدها الاقاليم الجنوبية ، الامر الذي سيغري الكثيرين بالبقاء واستبدال حياة اللجوء بنعيم الاستقرار.

وتعتقد مجموعة اخرى أن جبهة البوليساريو لن ترسل الا العناصر المؤطرة مذهبيا لاستقطاب مزيد من المناصرين لها.