كيري يدخل سباق نيوهامبشير في الطليعة.. والجنرال كلارك بين كبار منافسيه

استطلاع «لوس أنجليس تايمز» يعتبر ثاني اختبار ما زال بعيداً عن الحسم

TT

اظهرت نتائج استطلاع جديد للرأي اجرته صحيفة «لوس انجليس تايمز» ان مرشح الرئاسة الديمقراطي السناتور جون كيري، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس، ما يزال متقدماً على منافسيه في سباق الانتخاب التمهيدي لولاية نيوهامبشير ـ أول انتخاب تمهيدي في معركة ترشيحات الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية ـ يوم بعد غد الثلاثاء. كذلك أظهرت حصيلة الاستطلاع ان التنافس يحتدم الآن على المركز الثاني بين منافسي كيري الثلاثة الرئيسيين، وهم حاكم ولاية فيرمونت السابق هوارد دين والجنرال المتقاعد ويزلي كلارك والسناتور جون ادواردز من ولاية نورث كارولينا. ويرى المتابعون انه من المحتمل ان تؤدي معركة نيوهامبشير الى صياغة المرحلة التالية من السباق. أيضاً تشير الحصيلة الى ان التنافس على سباق نيوهامبشير ما زال بعيداً عن الحسم، اذ قال واحد من كل عشرة ناخبين انه لم يحسم بعد المرشح الذي سيصوّت له، بينما قال اثنان من أصل كل خمسة ناخبين حدّدوا مسبقاً المرشح الذي سيصوّتون له انهم ربما يعدلون عن رأيهم عند التصويت النهائي. وتعدّ هذه نفس نسبة الذين قالوا في الاستطلاع الذي سبق ان اجرته «نيويورك تايمز» إنهم ربما يغيّرون رأيهم حيال المرشح الذي كانوا قرّروا مسبقاً التصويت لمصلحته، وذلك قبل وقت قصير من تجمعات ايوا، حيث احتل كيري المركز الاول وادواردز المركز الثاني. تواجه المتنافسين الديمقراطيين احتمالات حاسمة في سابق نيوهامبشير، اذ لم يسبق ان حدث منذ عام 1952 ان فاز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة أي مرشح احتل ما دون المركز الثاني في السباق التمهيدي في هذه الولاية الصغيرة الواقعة بشمال شرق الولايات المتحدة. يساند كيري، طبقاً لنتائج الاستطلاع الجديد، 32 % من الناخبين الذين من المرجّح ان يدلوا باصواتهم، يليه في المركز الثاني دين بنسبة 19 % ثم كلارك ثالثاً بـ17 % ثم ادواردز رابعاً بـ 14 بالمائة. ثم على مسافة غير قصيرة يأتي السناتور جو ليبرمان ـ عضو مجلس الشيوخ من ولاية كونكتيكت ـ بنسبة 6 في المائة، والنائب دينيس كوسينيتش ـ من ولاية أوهايو ـ بنسبة 1 في المائة، بينما حصل القس الأسود آل شاربتون على نسبة تقل عن 1 في المائة، وبالاضافة الى الـ10 الذين قالوا انهم لم يحسموا امرهم بعد، اشار 1 في المائة الى انهم يفضلون مرشحا آخر. من العوامل التي اضرت بموقف دين، وفق حصيلة استطلاع «لوس انجليس تايمز» هيمنة القضايا المعيشية الأساسية للمواطن الاميركي على قضيته الرئيسية المتمثلة في موقفه من الحرب على العراق. فقد ابدت نسبة 36 % اهتماماً بمسألة الرعاية الصحية مقارنة بنسبة 20 % من الذين ابدوا اهتماما بقضية الحرب في العراق. واتضح ان الرعاية الصحية هي القضية الاكثر اهمية التي يريد المستفتون ان يتناولها المرشحون، كذلك احتل الاقتصاد مرتبة اعلى من الحرب في العراق (نسبة 22 %).

ولقد تبين ان المستفتين الذين اكدوا اهمية الرعاية الصحية والاقتصاد يساندون كيري، وهذا ما يفسر تقدمه على منافسيه. غير ان الامر المثير للاهتمام أيضاً ان كيري تقدم على دين حتى وسط المستفتين الذين قالوا ان الحرب في العراق تمثل جانباً رئيسياً في تحديد وجهة اصواتهم. وساند الجنرال المتقاعد كلارك 18% من الذين تمثل حرب العراق اهمية كبيرة لديهم. يشار الى ان استطلاع الرأي هذا، الذي اجرته «نيويورك تايمز» باشراف سوزان بينكاس، شمل 1176 ناخبا ديمقراطيا خلال الفترة من 20 الى 23 يناير (كانون الثاني) الجاري مع هامش خطأ + او - 3 في المائة. وقد اشتمل على 260 لقاء يوم الجمعة، أي بعد يوم واحد من آخر حديث للمرشحين قبل السباق التمهيدي في نيوهامبشير. ويستقى من الحصيلة ان البرنامج المطروح ليس له تأثير يذكر في مواقف الناخبين. ورغم ان معظم من شارك في الاستطلاع قالوا انهم اطلعوا على حديث المرشحين، فإن 9% فقط منهم قالوا انهم عدلوا عن رأيهم. ويبدو ان سباق تجمعات ايوا كان له اثر قوي، فقد قال 20% من الذين من المحتمل ان يدلوا بأصواتهم في سباق نيوهامبشير ان نتائج ايوا كان لها اثر مباشر في قراراتهم، في حين اشار 79% الى أن ما حصل في ايوا لم يؤثر البتة في مواقفهم. من ناحية أخرى، تشير الارقام الى ان موقف كيري كان افضل وسط الذين قالوا ان احاديث المرشحين ساهمت في تغيير قراراتهم، بينما كسب ادورادز تأييدا مضاعفا وسط الذين اشاروا الى ان خطب المرشحين في ايوا كان لها اثر في قراراتهم. وكما هو الحال في استطلاعات الرأي التي اجريت في ايوا، اظهر كيري انه لقي تأييداً واسعاً في مختلف قطاعات الحزب الديمقراطي طبقا لنتائج استطلاع «لوس انجليس تايمز». وطبقا لهذه النتائج تقدم كيري وسط الناخبين والناخبات من الجنسين على حد سواء ووسط الديمقراطيين الملتزمين والمستقلين، الذين سمح لهم بالتصويت في السباق التمهيدي.، كذلك اشارت النتائج ايضا الى انه حصل على تأييد ممن تقل مرتباتهم السنوية عن 40000 دولار وحتى في اوساط من يزيد دخلهم عن هذا المستوى، فضلا عن حصوله على تأييد من الليبراليين والمعتدلين وسكان المدن والارياف والمدن الصغيرة ايضاً. ايضاً تبين ان كيري يتقدم على منافسيه في اجتذابه شريحة الناخبين الذين لا يحملون مؤهلا جامعيا ـ فقد حصل على تأييد نسبته 39 % منهم، بالمقارنة بـ16% حصل عليها كلارك و13% لدين. وحصل كيري على نفس النسبة تقريبا التي حصل عليها دين بين الناخبين الجامعيين، الذين كانوا القاعدة الصلبة لتأييد حاكم فيرمونت السابق، اذ بلغت النسبة التي حصل عليها كيري 27%. بينما بلغت نسبة تأييد الجامعيين لدين 25 % و19 % لكلارك.

الاستطلاع كشف ايضاً عن تراجع متسارع لتأييد دين في نيوهامبشير منذ اواخر العام الماضي، عندما كانت الاستطلاعات تظهر انه يتمتع بتأييد 40 % من الناخبين. وتجدر الاشارة الى ان جزءا من مشكلة دين هي ان المقترعين يبدون اقل غضباً من المرشحين الديمقراطيين الذين ايدوا الرئيس بوش في الحرب.

فقد ذكر ثلاثة اخماس المقترعين المحتملين في الانتخابات التمهيدية انها يفضلون مرشحاً ديمقراطياً يعارض الحرب، غير ان ثلاثة ارباعهم ـ وهي نفس النسبة تقريبا في ايوا ـ قالوا انهم مستعدون للتصويت لصالح مرشح لا يشارك وجهة النظر تلك.

ويبدو ان دين تضرر من الشكوك في مزاجه وصلاحيته للرئاسة، وهذه قضية تبلورت عقب خطابه العصبي الذي اعلن فيه هزيمته في انتخابات ايوا التمهيدية. ويكشف الاستطلاع عن مقارنة واضحة: فبينما يعتبر 81% من الناخبين كيري اكثر المرشحين صلاحية لمنصب الرئيس و75% منهم ان كلارك أيضاً يصلح للرئاسة، لا تزيد هذه النسبة في حالة دين عن الـ50% فقط.

مع هذا، بالرغم من تخلي عدد من المؤيدين عن دين عقب خطبته في ايوا فإن الاستطلاع يشير الى ان تدهور شعبية دين قد توقف. وانه ما زال يحتفظ بدعم قوي بين جماعات ساهمت في صعوده. فقد بدا حسب الاستطلاع على قدم المساواة مع كيري بين الشباب والعمال والليبراليين الديمقراطيين، بالاضافة الى خريجي الجامعات.

ومثل كيري، يبدو ان كلارك يجذب الناخبين اعتمادا على صلاحيته للرئاسة اكثر من برنامج عمله: ففي سؤال حول لماذا يؤيدونه، اجاب 16% ان ذلك يرجع الى صفاته القيادية و15% الى خلفيته العسكرية و14% الى خبرته. اما ادورادز فيبقى «الشخصية المجهولة» بالنسبة لعدد كبير من الناخبين اعتمادا على نسبة 56% من مؤيديه الذين قالوا انهم يمكن ان يغيروا وجهة نظرهم. غير ان شعبيته في ازدياد، فقد كانت نسبة مؤيديه في نيوهامبشير قبل نتائج ايوا محدودة.

ويشير انصاره الى ان جاذبيته ولطفه وعفويته عناصر كانت حاسمة في تنامي تأييدهم له، واظهر الاستطلاع ان هذه العناصر اتاحت له الحصول على موطئ قدم حقيقي عبر فئات الحزب.