احتدام أزمة الغاز بين روسيا وروسيا البيضاء

TT

احتدم الخلاف بين روسيا وروسيا البيضاء (بيلاروسيا) بعدما قررت شركات الغاز الروسية ايقاف ضخ الغاز الى روسيا البيضاء التي تريد شراءه باسعار تسهيلية تعادل سعره في السوق الداخلية الروسية. وجرت أمس مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو الذي أعرب عن قلقه بصدد توقف ضخ الغاز من قبل المنتجين المستقلين الروس الى بلاده، مما يترك آثاره السلبية في المؤسسات الصناعية والبيوت بصورة خاصة. وأكد بوتين لمحدثه أنه كرئيس للدولة لا يستطيع ارغام المنتجين المستقلين على مواصلة توريد الغاز ما لم يصدر تعهد من الجانب البيلاروسي بتسديد ديون الغاز ودفع اثمانه في الوقت المناسب. كما طلب من لوكاشينكو ارسال الوثائق اللازمة التي تؤكد حجم ارساليات الغاز المصدرة الى بيلاروسيا.

وفي مينسك عاصمة روسيا البيضاء، صرح ناطق باسم شركة «بيلتوبغاز» الحكومية التي تتولى توزيع الغاز في البلاد ان الجمهورية السوفياتية السابقة حافظت على حجم استهلاك الغاز السابق. وحسب قوله فان الغاز موجود في الانابيب التي يضخ بواسطتها الى اوروبا الغربية عبر الاراضي البيلاروسية. لكن شركة «غازبروم» الروسية اوقفت ضخه الى السوق البيلاروسية منذ اول يناير (كانون الثاني) الحالي، بينما اعلنت شركتا «ايتيرا هولدنغ» و«ارانس نفتا» المستقلتان انهما ستتوقفان عن ضخ الغاز اعتبارا من 24 يناير. وقال الناطق ان وفدا من شركة «بيلترانس غاز» قد توجه صباح امس الى العاصمة الروسية موسكو من اجل اجراء مفاوضات مع «غازبروم». بينما علق فلاديمير سيماشكو نائب رئيس وزراء روسيا البيضاء على الوضع الناشئ بقوله ان جميع مؤسسات البلاد ستحصل على الغاز باستمرار.

من جانب آخر صرح مسؤول في الحكومة البيلاروسية قائلا ان مينسك تعتبر ان تمديد فترة سريان مفعول الاتفاقية المعقودة مع شركة «غازبروم» في العام الماضي، يعطي الجانب البيلاروسي الحق في الحصول على الغاز من خط الانابيب الذي ينقل الغاز بالترانزيت الى بولندا والمانيا. وحسب قوله فان موقف الحكومة يقوم على ان «غازبروم» تقوم بنقل الغاز عبر أراضي روسيا البيضاء من دون وجود عقد خاص بذلك. وبهذا فانها تحصل على الغاز الروسي الآن مجانا.

ويشير المراقبون الى ان سلطات مينسك تمارس الضغوط على موسكو لارغامها على القبول بمبدأ توريد الغاز بأسعار تسهيلية باعتبار ان البلدين يتوجهان الان نحو توحيد اقتصادهما في اطار عملية الاتحاد بين البلدين التي تجري بصورة بطيئة جدا. علما بان موسكو استخدمت سلاح الغاز ايضا من قبل في عام 1991 ضد جمهوريات البلطيق بعد قرارها الخروج من الاتحاد السوفياتي وكذلك ضد جورجيا ومولدافيا واوكرانيا في اوقات مختلفة بسبب احجامها عن دفع ديون الغاز. ويتوقف ضخ الغاز الى روسيا البيضاء للمرة الثالثة ولو انها تمارس ما قامت به اوكرانيا من قبل أي «سرقة» الغاز من الانابيب المارة الى اوروبا الغربية.