الملك فهد لمؤتمر مكة الرابع: التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية لا سبيل إلى إصلاحها إلا بتبني منهج شامل للإصلاح

TT

طالب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بإصلاح ذات البين في الصف الإسلامي، مبيناً أن القضايا التي تواجه الأمة الإسلامية لا سبيل إلى معالجتها إلا بهذا الإصلاح وبيان الحق للناس. وطالب الملك فهد في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة لدى افتتاحه مساء أول من أمس السبت أعمال مؤتمر مكة الرابع، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، العلماء المسلمين بأن يتأملوا واقع الشعوب المسلمة، وأن يدققوا في مواضع الخلل في حياتها والعمل على إصلاحها. وأكد خادم الحرمين الشريفين أن وحدة الأمة الإسلامية تنطلق من وحدتها الدينية، مبيناً أن العزوف عن تطبيق أحكام الإسلام قد أضعف المسلمين، موضحاً أن معالجة أوضاعهم تعتمد على قدرة الأمة الإسلامية على تبني منهج شامل للإصلاح. وحدد الملك فهد القضايا التي يحتاج واقع الأمة إلى مواجهتها بأنها تتلخص في ثلاث قضايا هي عدم فهم الإسلام عند بعض الشباب المسلم، والبعد عن النهج الذي اختاره الله للناس. وتفرق المسلمين وتحولهم من الوحدة إلى الشتات. وقال إن رسالة الإسلام قد واجهت منذ انطلاقها محاولات شتى لوأد الدعوة وصرف الناس عنها وتفريق المسلمين وتشتيت صفوفهم، مؤكداً أن الأمة قد صمدت بإسلامها الذي ثبتت عليه ووحدة الكيان التي عرفت بها. ومن جانبه أكد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي أن نشر الصورة الصحيحة للدين الإسلامي هو مسؤولية العلماء والمفكرين من أبنائها كما أنه أمانة في أعناق الجميع لتزيل عن عقيدتنا كل الشبهات التي يلفقها أعداء الأمة بها والذين يتهموننا بأننا أعداء للإنسانية، وأننا هضمنا الإنسان حقه وسلبنا المرأة حقوقها. وأوضح مفتي عام السعودية أن الأمة الإسلامية تواجه حرباً على مختلف الأصعدة، وتحديات من قبل أعدائها مؤكداً أن رابطة الإسلام فوق رابطة الأرض واللون والنسب، وأن أمة الإسلام قد حكمت قروناً عديدة بالعدل والإنصاف. وقال إن أعداء الأمة يحاولون تحديها في ثقافتها وفكرها واقتصادها. وأنهم لذلك يروجون أنها أمة القتل والتخريب وأمة متخلفة لا يمكن أن تقف على أرجلها، وطالب رجال الفكر والسياسة بأن ينهضوا بمسؤولياتهم بأن يوضحوا للعالم حقيقة الإسلام وأخلاقه وقيمه ومبادئه. من جهة أخرى حذر الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي من أن وضع الأمة الإسلامية في خانة العداوة والإقصاء، والتشكيك في صلاحيتها وما تحمله حضارتها سيفتح طريقاً طويلاً من الصراع بين الشرق والغرب لا فائدة فيه لأحد. وقال الدكتور التركي ان الأمة الإسلامية وإن كانت أمة مستقلة في فكرها ومنهجها، إلا أننا كمسلمين نعيش مع غيرنا في أسرة دولية واحدة، ويهمنا ما يهم غيرنا من قضايا الأمن وحقوق الإنسان والبيئة وكل ما له تأثير سلبي أو إيجابي على مستقبل الإنسانية. وأضاف أن النزعة السافرة التي أخذت تسود عالم اليوم مستعلنة بالعداوة للإسلام، مراهنة على التهويل والتخويف من خطر المسلمين على غيرهم وعلى الحضارة الحديثة.. ومحاولة تقديم المسلمين للعالم بصورة الأمة التي تكن العداوة والأحقاد لغيرها، وتهضم حقوق الإنسان وتهين المرأة وتغتال الحريات.. كلها من التحديات التي تؤثر على التعاون والعمل المشترك في خدمة المصلحة الإنسانية.

وأكد كامل الشريف الذي خاطب الجلسة نيابة عن المشاركين في المؤتمر أن الدوائر التي تسعى لعرقلة أعمال المنظمات الإسلامية هي نفسها التي تشن الحملات على الإسلام وعلى المملكة العربية السعودية.

وأضاف أن التحديات التي تواجه الأمة متعددة التيارات والصور وهي في مجملها في غاية الأهمية، مطالباً في هذا الصدد إلى موضوع الحوار بين الحضارات مشيداً بمبادرات رابطة العالم الإسلامي في هذا الموضوع، مشيراً إلى أن دعم المملكة العربية السعودية لمناشط الرابطة عزز نجاحاتها في إزالة كثير من الشبهات في أذهان المحاورين الغربيين. ومن جانبه أكد الدكتور أحمد المورعي منسق عام المؤتمر أن على الأمة الإسلامية إن أرادت لنفسها الحياة، أن تجد مساراً في الوضع العالمي الجديد المتسارع، عليها أن تسير هذا التطور وفق خطط وبرامج علمية وتطويرية بقصد استشراف المستقبل. وقال إن الأمة تعيش في مفترق طرق وتمر بمنعطف تاريخي لم يسبق أن مرت به.. وأنها أمام خيارين: إما أن تضعف وتضمحل وتذوب في الثقافات الأخرى، أو أن تصمد بأصولها وثوابتها وتنافس غيرها من الثقافات المعاصرة.