القوات الأميركية تعتزم تدمير «حفرة العنكبوت» لكي لا يصبح مخبأ صدام مزارا للسياح والفضوليين

TT

الدورـ ا.ف.ب: قرر الاميركيون تدمير «حفرة العنكبوت» التي عثر فيها على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في الشهر الماضي وذلك لتفادي ان تصبح مزارا ووجهة سياحية.

واضحت صور صدام حسين الاشعث التي عرضها له الجيش الاميركي يوم 14 ديسمبر (كانون الاول) الماضي بعد اعتقاله في قبو في بلدة مزرعة في الدور قرب تكريت، رمزا لنهاية غير مشرفة للرجل الذي حكم بلاده بيد من حديد 24 سنة.

واليوم يخشى العسكريون الاميركيون ان يجتذب هذا القبو المحاذي لمبنى في مزرعة مهملة في بلدة الدور الصغيرة على بعد حوالي 180 كلم شمالي بغداد، كل الذين يحنون الى الماضي او الفضوليين. ولذلك قرروا تدميره.

وقالت متحدثة باسم الفرقة الرابعة مشاة التي تشرف على منطقة الدور ان رؤساءها مصرون على محو هذا الموقع من الوجود.

واوضحت جوسلين البرت «ليس من صلاحيتنا تقرير مصير هذه الحفرة بيد اننا نناقش الامر داخل الفرقة وستصدر اوامر بازالتها». واضافت «نخشى ان يتحول الموقع الى نقطة جذب سياحي. وبما اننا لا نزال نقوم بمهام في هذا القطاع فانه من الافضل عدم حدوث ازدحام من شأنه تعطيل مهمتنا».

وتقع بلدة الدور في المنطقة السنية شمال غربي بغداد حيث تتعدد الهجمات على قوات الاحتلال الاميركي.

وقال العديد من سكان الدور ان القبض على صدام حسين في منطقتهم حول تلك المزرعة الى «موقع للعار» يشير الى «خيانة». واذا كان البعض يريد ازالة القبو فان الغالبية تحبذ الحفاظ عليه ليبقى شاهدا على ما حدث.

وقال الاستاذ المتقاعد عبد الجبار عمر الدوري «لماذا يريدون تدمير هذا الموقع؟ هل يخشون ان يعود صدام ليختبئ فيه؟».

وكان صدام حسين اختبأ في المنطقة نفسها سنة 1959 اثر محاولة اغتيال استهدفت الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم. واضاف الدوري «سواء ان دمروا الحفرة او لم يدمروها سيظل المكان شاهدا على ما جرى».

وشكك اخرون في السبب الذي يقدمه الاميركيون لهدم الموقع، مشيرين الى ان تدميره سيضاعف من فضول الناس بدلا من تقليصه.

وقال احمد صالح «ان الشعب العراقي تأثر بالاحداث التي وقعت في السنوات الاخيرة ونفضل ان يتم اهمال هذا المكان، انه موقع العار. لكن اذا قام الاميركيون بتدميره فسيتساءل الناس عما يريدون اخفاءه» من وراء ذلك. ولا يزور القبو الموضوع تحت حراسة عسكرية حاليا الا عسكريون او كبار المسؤولين او الصحافيون.

ويعتبر جنود الفرقة الرابعة مشاة التي تتمركز في تكريت معقل الرئيس العراقي السابق، ان اكثر ما يسعدهم قبل المغادرة منتصف مارس (اذار) القادم هو زيارة القبو والتقاط صورة للذكرى.

وقال عناصر قوات الدفاع المدني العراقي الذين يحوطون المكان انه لو فتح الموقع امام الجمهور لاصطف العراقيون في طوابير طويلة للتمكن من زيارته.

وقال المقدم صدام من الدفاع المدني العراقي «الكل يريد رؤية المكان الذي شهد نهاية مسيرة الرجل الذي قاد العراق وكان يعيش في قصور فخمة. وهم لا يأتون لانهم يعرفون ان الزيارة ممنوعة». ولا يحبذ المقدم تدمير المكان. ويقول «هذا المكان كباقي العراق ليس ملك صدام حسين. انه ملك الشعب العراقي ويجب الحفاظ عليه للذكرى وكشاهد».