تبادل الأسرى بين إسرائيل و«حزب الله» الخميس والجمعة

TT

اعلن الامين العام لـ«حزب الله» اللبناني الشيخ حسن نصر الله ان صفقة تبادل الاسرى وجثامين الشهداء اللبنانيين والعرب بالعسكريين الاسرائيليين المعتقلين لديه ستتم يومي الخميس والجمعة المقبلين، وفقاً للاتفاق الذي اعلنه الوسيط الالماني ارنست اورلاو مساء اول من امس.

ورفض نصر الله كشف مصير ثلاثة جنود اسرائيليين، اسرتهم المقاومة على الحدود اللبنانية بعد اشهر قليلة من تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي في صيف العام 2000. واعلنت اسرائيل موتهم. واكتفي بالقول لحشد من الصحافيين حضروا مؤتمراً صحافياً عقده امس: «لن نكشف مصيرهم قبل يوم التبادل (الخميس المقبل) ولننتظر».

واكد نصر الله ان مرحلة ثانية من مفاوضات تبادل الاسرى مع اسرائيل ستبدأ فور انتهاء العملية الحالية التي ستطلق اسرائيل بموجبها 400 اسير ومعتقل فلسطيني يعودون الى منازلهم في غزة والضفة الغربية (كما قضى الاتفاق واكده نصر الله) و12 اسيراً عربياً بينهم ليبي واحد وثلاثة مغاربة وثلاثة سودانيين وعدد من الاردنيين، بالاضافة الى اسير الماني هو ستيفان سمارك الذي اعتقلته اسرائيل بتهمة التعامل مع «حزب الله». كما سيُطلق 23 اسيراً لبنانياً هم: الشيخ عبد الكريم عبيد، مصطفي الديراني، علي حسن بلحص، جواد قصفي، انور ياسين، يوسف وزني، حسن العنقوني، مصطفى حمود، مخايل نهرا، ابراهيم ابو زيد، محمد مصطفي عرماني، فادي عواد، ديب عواد، فوزي ايوب، حسن اويضة، فادي عليان، فؤاد سليم، علي برو، عساف نجيب، جهاد شومان، فادي محمد الجزار، سالم السنكري وجان غاريوس.

واضافة الى الجنود الاسرائيليين الثلاثة فان الصفقة تقضي باستعادة اسرائيل العقيد المتقاعد الحنان تننباوم الذي استدرجته المقاومة الى بيروت واسرته لقيامه بمهمة مخابراتية، فيما تعتبره اسرائيل رجل اعمال.

واوضح الشيخ نصر الله ان صفقة التبادل تتضمن استعادة جثامين 59 مقاوماً لبنانياً وفلسطينياً قتلوا في فترات مختلفة خلال سنوات التصدي للاحتلال الاسرائيلي قبل العام 1982. واشار الى ان 40 شهيداً محددة هوياتهم، فيما اسماء الـ19 الباقين مجهولة. لكن اسرائيل حددت تواريخ واماكن مقتلهم مما سيساعد على تحديد اسمائهم. وقال ان جثامين الشهداء سيتم تسلمها على الحدود اللبنانية الجمعة المقبل فيما يتم تسلم الاسرى في مطار بيروت الخميس المقبل.

وقال نصر الله ان «حزب الله» سيسلم الوسيط الالماني الاسرائيليين الموجودين لديه في الوقت نفسه الذي يتسلم من اسرائيل الاسرى اللبنانيين والعرب.

واكد نصر الله ان عميد الاسرى اللبنانيين لدى اسرائيل سمير القنطار سيكون «القضية المركزية» في الاسابيع المقبلة وان «حزب الله» ملتزم هذه القضية. وتوقع ان يتم اطلاق سراحه في غضون الشهرين او الثلاثة المقبلة تبعاً للتقدم في معالجة ملف الطيار الاسرائيلي رون آراد الذي تطالب الحكومة الاسرائيلية بمعرفة مصيره لقاء اطلاق القنطار.

واشار امين عام «حزب الله» الى ان المرحلة المقبلة من المفاوضات ستتناول كشف مصير 24 لبنانياً فقدوا خلال الاحتلال الاسرائيلي للبنان، اضافة الى اربعة دبلوماسيين ايرانيين خطفوا على حاجز لميليشيا «القوات اللبنانية» المنحلة على الطريق البحري بين طرابلس وبيروت خلال فترة الاحتلال. وذكر ان المفاوضات في المراحل المقبلة «ستشمل من يكون قد بقي من الاسرى العرب في سجون اسرائيل».

وشدد نصر الله، رداً على اسئلة الصحافيين، على «ان المقاومة لديها خيارات متعددة للمضي في تحرير الاسرى والاراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها اسرائيل» مشيراً الى ان المقاومة «مستعدة لخطف جنود اسرائيليين جدد اذا دعت الضرورة». وقال: «ان المقاومة والدولة اللبنانية وكل لبنان ملتزمون الدفاع عن السيادة اللبنانية». واكد: «ان اي خرق اسرائيلي في الجو او البحر او البر سيواجه، ولو كانت لدينا اسلحة متطورة لكنا كل يوم نسقط طائرة تخترق اجواءنا. وستستمر المقاومة في اطلاق نيران المضادات على الطائرات المعادية. واي خرق للحدود سيتم التصدي له من من دون الرجوع للقيادة المركزية، فالمقاومون مفوضون بذلك. لذلك فان الوضع على الحدود يتوقف على التصرفات الاسرائيلية».

وقد استهل نصر الله مؤتمره الصحافي مشيداً بالوسيط الالماني ارنست اورلاو لـ«جديته ونزاهته». كما نوه بمساعدة ودعم الرئيس اللبناني اميل لحود. وشكر سورية وايران. واوضح ان الاتفاق الذي اعلن اول من امس من قبل الوسيط الالماني «هو اتفاق واحد بمرحلتين. وكانت هناك حاجة لمرحلتين لانه عندما نريد ان نصل الى حل شامل لا يكفي ما عند حزب الله فعلاً من اسرى، اي ان الاسرائيليين الاربعة بمعزل عن حياة بعضهم او موت بعضهم، هو عدد غير كاف لايجاد حل شامل خصوصاً ان هناك مفقودين اسرائيليين آخرين موجودون في لبنان».

وقال: «ان الحل الشامل يجب ان يتناول هؤلاء المفقودين في المرحلة الثانية ليكون هناك اتفاق واحد ومرحلتان. ونحن حاجتنا للجزء الثاني هي لمعرفتنا بان ما عندنا لن يحل مشكلة كل المعتقلين. وهذا ما قلناه منذ البداية. وكنت اقول منذ اليوم الاول: كل اللبنانيين واكبر عدد ممكن من المعتقلين الفلسطينيين والعرب، لنبقي حقنا وكي لا نحتاج للعودة لاحقاً الى التفاوض حول المبدأ، الامر الذي يتطلب احياناً سنة او سنتين.. وعندما نذهب الى المرحلة الثانية سنكون امام مفاوضات اجرائية وليس النقاش في المبادئ».

وافاد انه «بالنسبة لقضية سمير القنطار، كانت العقدة التي اخرت الاتفاق حتى الآن هي قضية سمير القنطار. وكانت هذه العقدة مفاجئة لنا، لاننا خلال المفاوضات حصلنا على موافقة خطية من الوسيط الالماني بان ارييل شارون قبل اطلاق سراح جميع اللبنانيين. ولم يكن هناك مشكلة في يوم من الايام اسمها سمير القنطار، لا مع الوسيط الالماني ولا الوسطاء الذين كانوا قبله. وكان الموضوع محلولاً. وفي مرحلة من المراحل كانت المشكلة الشيخ عبيد وابو علي الديراني. ولكنهم اخترعوا قصة سمير في مجلس وزراء العدو. وبالنسبة لهذه القضية توصلنا الى نص يقول انه سيتم اطلاق سراحه الى لبنان من دون اي تأخير حالما تنتهي بنجاح المفاوضات الجارية بشأن حالته. ويأمل جميع الاطراف ان هذا ما سيحدث خلال شهرين او 3 اشهر. واؤكد ان حزب الله يلتزم قضية سمير القنطار. وسيكون سمير هو القضية المركزية للمقاومة الاسلامية ولـ«حزب الله» في المرحلة المقبلة. وهذا التزام قاطع».

ولفت نصر الله الى ان مبدأ التفاوض على الافراج عن معتقلين فلسطينيين كان مرفوضاً من قبل اسرائيل لكن اصرار «حزب الله» فرض على اسرائيل القبول بهذا المبدأ. واكد ان المعتقلين الفلسطينيين الـ 400 سيعودون الى منازلهم في الضفة الغربية وقطاع غزة ولن يتم ابعادهم. وذكر نصر الله ان السلطات الاسرائيلية انكرت وجود اللبناني يحيى سكاف في سجونها، فيما اهله يؤكدون اسره من قبل قوات الاحتلال. وقال: «نحن سنتابع في المرحلة المقبلة هذه القضية، كما سنتابع قضية المعتقل نسيم نسر وهو من اب لبناني وام يهودية. وقد اعتقلته اسرائيل بحجة التعامل مع حزب الله. والمشكلة انه يحمل الجنسية الاسرائيلية. كما اننا سنتابع قضية المفقودين اللبنانيين والمقدر عددهم بـ250 اعتقلتهم قوات الاحتلال او الميليشيات المتعاملة معها خلال فترة الاحتلال». واوضح ان اسرائيل ابلغت ان لديها معلومات عن 24 حالة.

وتناول نصر الله موضوع السوريين المعتقلين لدى اسرائيل، وقال: «طبعاً كان لدينا لوائح قدمناها في المفاوضات لكن المعتقلين السوريين هم قسمان: قسم لا يحمل الجنسية الاسرائيلية وهؤلاء سيطلق سراحهم في اطار هذا الاتفاق والعدد والاسماء هناك اعادة تدقيق بها، حتى ان العدد الذي اعلن هو غير دقيق. وقسم يحمل الجنسية الاسرائيلية في معزل انهم اخذوا الجنسية بارادتهم او فرضت عليهم لاننا نعرف انه في الجولان السوري الكثير من السوريين فرضت عليه الجنسية الاسرائيلية. هناك مشكلة عامة اسمها حملة الجنسية الاسرائيلية».

وعن آلية تبادل الاسرى قال نصر الله: «يوم الخميس المقبل الوسيط الالماني يتسلم في تل ابيب الاسرى اللبنانيين والعرب المفرج عنهم. واذا كان هناك اسرى سوريون يذهبون الى الجولان. والفلسطينيون يذهبون الى منازلهم في الضفة والقطاع. اما اللبنانيون فيأتون مع الالماني الذي يسلم ويتسلم في الوقت نفسه وسيتسلم الالماني الاسرائيليين الاربعة سواء كانوا احياء ام امواتاً».

وامل «بالوصول الى نتائج في ملف رون اراد. وهذا سيشكل عنصر قوة مهماً جداً. وعليه ستبنى المرحلة الثانية بشكل اساسي».

واخيراً سئل نصر الله: اتسمت لهجتكم بالهدوء لتمرير الاتفاق، هل ستنسحب هذه اللهجة على الوضع في الحدود وما تعليقك على ما صرح به السفير الاميركي في بيروت فنسنت باتل بان «حزب الله» منظمة اجنبية، فقال: (ضاحكاً) «نحن منظمة المانية». واضاف: «موضوع الحدود موضوع مختلف. الاميركيون احرار ان يروا ما يريدون. هناك ارض محتلة في مزارع شبعا. والمقاومة لديها حق طبيعي في تنفيذ عمليات. وتوقيت هذه العمليات يعود لها ويخضع لاستراتيجيتها. وبالنسبة الى الحدود الدولية تلاحظون انها هادئة منذ ثلاث سنوات باستثناء بعض الحوادث المتفرقة. التزام حزب الله والدولة اللبنانية على الحدود هو التالي: اي خرق اسرائيلي ستتم مواجهته من البر او البحر او الجو وبكل الاسلحة المتوافرة لدينا والتي تسبب ازعاجاً للاسرائيليين ولطائراتهم، وكما حصل أخيرا عندما تصدينا لجرافة اسرائيلية خرقت الحدود. وستطلق النار على اي آلية فوراً من دون الرجوع الى القيادة المركزية. والمقاومة على الحدود مفوضة بالتصدي لاي خرق وهذه مهمتها».