دافوس: وزير الخارجية الأردني يدعو الدول العربية لتقديم مبادرات سلام واضحة وإدانة العمليات الانتحارية

TT

دعا وزير الخارجية الاردني مروان المعشر امس الدول العربية الى ادانة العمليات الانتحارية ضد الاسرائيليين وتقديم مبادرات السلام العربية «بوضوح وصراحة» الى الاسرائيليين. وقد جاء ذلك في ختام اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس الذي تميز هذه السنة بأجواء اكثر تفاؤلا ورسميات اقل من المنتديات السابقة.

وقال المعشر خلال لقاء مع ارباب العمل وقادة العالم: «لم نتخذ علناً وصراحة وبوضوح موقفاً ضد العمليات الانتحارية». واضاف: «لم نقل للمواطن الاسرائيلي العادي ان التفجيرات الانتحارية خاطئة من الناحية الاخلاقية ومن وجهة نظر سياسية». لكن الوزير الاردني قال ايضاً انه يتعين على اسرائيل ان تطبق خطة «خريطة الطريق» على قواعد حدود حرب 1967.

وشارك في النقاش ايضاً وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث الذي انتقد غياب الدبلوماسية الاميركية لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. واشار شعث الى ان الرئيس الاميركي جورج بوش لم يذكر الصراع العربي الاسرائيلي في خطابه حول حالة الاتحاد الاسبوع الماضي.

يذكر ان منتدى دافوس بسويسرا لم يسجل هذه السنة حجم الحضور والمشاركة الذي شهدته المنتديات السابقة، الا انه تميز بأجواء اكثر تفاؤلاً. فقد حضر ما يفوق بقليل ألفي مشارك من كبار ارباب العمل والمسؤولين السياسيين الى منتجع دافوس للمشاركة في المنتدى الذي استمر خمسة ايام. وتناولت المحادثات هذه السنة العجز في الموازنة الاميركية وتقلبات اسعار الصرف، وهي باتت المشكلات المطروحة اليوم على اوساط الاعمال والسياسة.

وتباينت الآراء بشأن انتعاش الاقتصاد الاميركي الذي يعتبر محركا للاقتصاد العالمي، اذ تراوحت بين «الثقة القوية» والحذر الشديد، في حين كانت السوق الصينية تثير احلام الصناعيين المشاركين. وتم ارجاء مسألة تراجع قيمة الدولار الى الاجتماع المقبل لوزراء مالية دول مجموعة السبع المقرر عقده في فبراير (شباط) المقبل في فلوريدا.

ودعا نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الذي حل ضيفا مدعوا على المنتدى، الى التضامن بين «الشعوب المتحضرة» للتغلب على الارهاب ووقف انتشار الاسلحة النووية واعادة اعمار العراق. وبعد ان كان تشيني هو الذي حث ادارة جورج بوش على تجاوز الامم المتحدة لشن الحرب في العراق، فقد دعا في دافوس الى تعاون اكبر بين «الدول الديمقراطية» و«مؤسسات دولية اكثر فاعلية».

واياً كانت دواعي هذا التبدل في الخطاب الاميركي، فان الانتقادات الموجهة الى واشنطن صارت اقل حدة من العام الماضي. ورأى النائب الجمهوري الاميركي روبرت بورتمان ان اللهجة العامة كانت «اقل حدة بكثير». غير ان الولايات المتحدة لا تزال تواجه صعوبة في تجاوز صورة القوة العظمى المتغطرسة. ورأى الرئيس الباكستاني برويز مشرف ان الولايات المتحدة «اثارت عداء العالم الاسلامي والمصالحة لم تبدأ حقا». واعتبر الرئيس الايراني محمد خاتمي الذي صنف بوش بلاده ضمن دول ما اعتبره «محور شر»، ان هذا التبدل في اللهجة قد يكون مجرد «مناورة تكتيكية».

وفي مسعى لاحلال اجواء من الارتياح بعيدا عن الرسميات، حرم منظمو المنتدى على المشاركين وضع ربطة عنق، على ان تفرض على المخالفين غرامة بقيمة ثلاثة يورو تدفع لصندوق الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف). وتخلفت الشخصيات الكبرى الواحدة تلو الاخرى عن الحضور، ومنها الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر ورئيس الوزراء الليبي شكري غانم ووزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان. وكانت اميركا اللاتينية ممثلة على اعلى مستوى في شخص الرئيس الاكوادوري لوثيو غوتييريس.

ولم يعد منتدى دافوس يستقطب تظاهرات كبرى مناهضة له. واقتصرت هذه المعارضة على تظاهر خمسين ناشطا لفترة وجيزة اول من امس في المنتجع قبل ان يتفرقوا ويستقلوا قطاراتهم. وسجل عدد ضئيل من الحوادث في هذه المدينة الصغيرة. واحدث رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المفاجأة في المنتدى الذي جرى بدون حوادث بارزة او مواضيع كبرى، اذ قدم اقتراحات لتحريك المفاوضات حول اعادة توحيد قبرص. وفي المقابل، عجز وزراء التجارة من عشرين دولة عن انجاز مهمتهم المستحيلة القاضية بانعاش المفاوضات التجارية الدولية المتوقفة منذ اربعة اشهر.

وحث الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان الدول الغنية على وقف الدعم الحكومي لقطاعها الزراعي الذي يضر بمزارعي دول العالم الثالث. وقال انان ان مسألتي العراق والارهاب يجب الا تحجبا مشكلات البؤس والجوع وانتشار الايدز، معلنا عن انعقاد قمة عالمية حول التنمية في نهاية يونيو (حزيران) في نيويورك.