قيّمون على مركز إسلامي في أميركا يقيلون إمام مسجدهم من منصبه

TT

القيّمون على المركز الاسلامي في مدينة كليفلاند، بولاية أوهايو الأميركية، أقالوا اول من أمس امام المسجد التابع للمركز من منصبه، لأن القضاء الأميركي يشتبه في أنه أخفى معلومات عن علاقته بمنظمات فلسطينية، تعتبرها الحكومة الأميركية ارهابية، عندما تقدم بطلب للحصول قبل سنوات على الجنسية الأميركية.

والامام فواز محمد دمرة، هو فلسطيني، وكان قد دافع قبل أسبوع عن براءته وقال، وهو محاط بمؤيدين مسلمين ومسيحيين ويهود تجمعوا عند باب المركز، إن ايمانه بالله ثم ثقته بالنظام القضائي يجعله يشعر بأنه سيبرّأ «من هذه التهمة الزائفة» وفق تعبيره.

وكان أكثر من 250 مؤيدا للشيخ دمرة، 41 سنة، قد تجمعوا في المركز للاستماع اليه عن تهم وجهها له القضاء حول حصوله على الجنسية الأميركية من دون أن يذكر في الطلب بأنه كان عضوا بمجموعات فلسطينية، بينها «الجهاد الاسلامي» وكذلك «اللجنة الاسلامية من أجل فلسطين» وأيضا «مركز الكفاح للاجئين» الذي شارك في تأسيسه ببروكلن في نيويورك عندما هاجر من فلسطين، وهو مركز ساعد على تجنيد عناصر للقتال ضد السوفيات بأفغانستان خلال الثمانينات، وانتقل لاحقا لامامة مسجده الشيخ المصري، عمر عبد الرحمن، قبل ادانته بالسجن لدوره بتفجير مركز التجارة الدولي عام 1993 بنيويورك.

ويزعم مسؤولون أميركيون أن لدمرة علاقات سابقة مع سامي العريان، الاكاديمي الفلسطيني السابق في فلوريدا، الذي وُجهت اليه قبل 11 شهرا تهم بالتآمر لقتل اليهود في ولاية فلوريدا والاراضي الفلسطينية، وهو ما نفاه العريان.

وقد أصبح دمرة شخصية بارزة في كليفلاند، خصوصا في السنوات العشر الأخيرة، من خلال جهوده للتقريب بين المركز الاسلامي في المدينة من جهة والمسيحيين واليهود من جهة أخرى، لكنه بعد تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 بواشنطن ونيويورك، ظهر في برنامج تلفزيوني وهاجم من وصفهم بـ«أبناء القردة والخنازير اليهود»، مما جعله عرضة للكثيرين ممن تربصوا به في كليفلاند، رغم أنه اعتذر لاحقا عما قال. مع ذلك، وجه اليه الاتهام سرا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يجر الاعلان عن الاتهام الا قبل 10 أيام، فاعتقلوه على إثرها، ومثل أمام المحكمة. وخلال الجلسة الأولى أكد على براءته، فأطلق سراحه بكفالة قيمتها 160 ألف دولار الى حين بدء محاكمته في 23 الشهر المقبل، حيث قد تُسحب منه الجنسية الأميركية ويسجن 5 سنوات مع غرامة 5 آلاف دولار في حال ادانته.

وقد اتصلت «الشرق الأوسط» أمس بالامام دمرة، فلم تعثر عليه في كليفلاند، ولم يكن هناك من يرد على الجانب الآخر من الخط في المركز الاسلامي بالمدينة. لكن أحد القيمين على المركز طلب من «الشرق الأوسط» عدم ذكر اسمه، أكد أن أعضاء ادارة المركز، ممن يرأسهم الدكتور علي الحلبي، اجتمعوا فيما بينهم «وأقروا الطلب منه بأن يتوقف عن ممارسة دور الامام في المسجد الى حين جلاء الأمور عند محاكمته الشهر المقبل» كما قال.