القذافي يلمح إلى تعاون ليبي سري مع المخابرات الأميركية ضد الليبيين الذين حاربوا في أفغانستان

وفد الكونغرس الأميركي يزور مواقع نووية ومزرعة خاصة لسيف الإسلام القذافي

TT

التقى وفد الكونغرس الاميركي الذي بدأ اول من امس زيارة مهمة الى ليبيا الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في العاصمة الليبية طرابلس، واستمر اللقاء لمدة ساعتين ونصف الساعة، وذكر اعضاء الوفد ان اللقاء تطرق الى عدة قضايا على رأسها برامج التسلح الليبية. وقال النائب الجمهوري كورت ولدون الذي يترأس الوفد ان اللقاء كان مفيدا وانه بحث الكثير من القضايا مثل العقوبات الاميركية المفروضة على ليبيا واستئناف العلاقات الدبوماسية وبرامج التسلح الليبية، واضاف «القذافي كان منفتحا. تحدثنا عن اسلحة الدمار الشامل».

من جهته، اكد النائب الديمقراطي سولومون اورتيز «نريد ان ننسى الماضي، ونأمل في هذا اليوم الجديد فتح صفحة جديدة»، واصفا اللقاء مع العقيد القذافي والذي جرى في خيمة الزعيم الليبي في باب العزيزية في طرابلس امام مقر اقامته السابق الذي دمره قصف اميركي قبل 18 عاما، بانه «ودي».

واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الليبية حسونة الشاوش الذي حضر اللقاء ان المباحثات تطرقت «الى وسائل تعزيز الروابط واقامة علاقات متساوية بين البلدين»، الى ذلك رحب الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بحالة الدفء الراهنة في العلاقات الليبية ـ الاميركية، ملمحا في الوقت نفسه إلى أن هناك بالفعل تعاونا بين اجهزة المخابرات في البلدين ضد الليبيين الأفغان الذين حاربوا في افغانستان. ويأتي ذلك فيما واصل وفد الكونغرس الاميركي مباحثاته مع كبار المسؤولين الليبيين، وذكرت مصادر انه سيزور عددا من مواقع اسلحة الدمار الشامل الليبية التي بدأت فرق مفتشين من الولايات المتحدة وبريطانيا العمل على تفكيكها، ونقل بعض المواد النووية الى خارج الاراضي الليبية.

واكد القذافي في مقابلة مع صحيفة لا ريبوبليكا الايطالية امس ان التعاون بين ليبيا والولايات المتحدة «طيب»، معربا عن ترحيبه بالتطور الايجابي الكبير الذي حدث في الاونة الاخيرة في علاقات البلدين. ولمح الزعيم الليبي الى انه ربما كان هناك تعاون سري بين أجهزة المخابرات في البلدين ضد الاصوليين الليبيين الذين حاربوا الى جانب حكومة طالبان خلال الحرب على افغانستان. ونقلت عنه «لاريبوبليكا» قوله «هناك جماعات تعمل ضدنا جميعا... من المحتمل أنه كان هناك تعاون بين الاجهزة السرية خاصة فيما يتعلق بالمواطنين الليبيين الذين حاربوا مع طالبان في أفغانستان». وانتقد القذافي اسرائيل متهما اياها بحيازة اسلحة للدمار الشامل واغراق الدول العربية بالمخدرات. واضاف «أقول ان هناك ارهاب الافراد وارهاب الدولة ويتعين ايقاف الاثنين، اذا دمر شخص ما بناية مأهولة بالسكان بصاروخ من الجو فلا يمكن ان تقول ان ذلك ليس ارهابا». وتابع «يلقي الاسرائيليون الحشيش على الساحل المصري وفي سورية وشمال افريقيا. وربما كان الحشيش الذي يصل الى ليبيا يأتي من اسرائيل. في الواقع نحن متأكدون».

ودعا القذافي المجتمع الدولي الى منع اسرائيل من ممارساتها، وتابع «امل فيما يتصل بهذه النقطة ألا يتغافل المجتمع الدولي عن الامر كما يفعل فيما يتعلق باسلحة الدمار الشامل الاسرائيلية. لديها مئات الرؤوس الذرية وترسانة كيماوية وبيولوجية ضخمة». وتأتي هذه المقابلة بعد يوم واحد من وصول أعضاء بالكونغرس الاميركي الى طرابلس للتباحث بشأن اعادة العلاقات بين البلدين وانهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على ليبيا، وذلك في اعقاب قرار الحكومة الليبية الشهر الماضي تخليها عن برامج لتطوير اسلحة للدمار الشامل، وحلها عدة نزاعات معلقة منذ فترة طويلة بشأن تفجير طائرة مدنية أميركية فوق بلدة لوكربي باسكوتلندا عام 1988 وطائرة فرنسية فوق النيجر عام 1989 .

وواصل الوفد الاميركي امس زيارته لليبيا، وذكرت مصادر مطلعة ان الوفد اجرى مباحثاته مع كبار المسؤولين الليبيين حول طرق استئناف العلاقات ورفع العقوبات المفروضة على ليبيا قبل اكثر من عشرين عاما. واضافت المصادر ان الوفد سيقوم بزيارة الى عدة مواقع لانتاج اسلحة الدمار الشامل بناء على طلبه. والتقى الوفد الاميركي اول من امس رئيس الوزراء الليبي شكري غانم، ووزير الخارجية الليبي ووفداً من اللجان الشعبية ـ البرلمان ـ كما قام بزيارة الى مزرعة مملوكة لسيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي. ولفتت المصادر الى ان الوفد قوبل بحفاوة بالغة. ووصل الوفد الاميركي على متن طائرة تابعة للبحرية الاميركية اول من امس. وهي أول طائرة عسكرية اميركية تهبط في طرابلس منذ أن وصل القذافي للسلطة في انقلاب أطاح بالنظام الملكي في ليبيا عام 1969 .

ومن ناحيته، قال شكري غانم رئيس وزراء ليبيا ان جذب الاستثمارات الخاصة الاجنبية والمحلية يمثل احدى الاولويات في الوقت الذي بدأت فيه ليبيا تخرج من العزلة الدولية وعقود من سوء الادارة الاقتصادية.

وقال غانم في مقابلة مع صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية امس «تحدينا الحقيقي هو كيفية تعبئة مواردنا.. التي لم يستغل كثير منها.. وجعل الجميع يشاركون في تطوير الاقتصاد».

واضاف غانم ان «مهمة تحويل الاقتصاد الليبي غير سهلة. نتعشم الا تكون مهمة مستحيلة». وقال ان الممارسات السابقة للحكومة اثبتت ان «اي شيء تلمسه يفسد. وانتهى بنا الامر بعدد من الاعباء الثقيلة التي لا طائل من ورائها. انها مشكلة تتعلق بانعدام قرار وتنسيق وحزم الحكومة».