لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر تكشف خروقات أمنية جسيمة: بعض الخاطفين دخلوا بتأشيرات مزورة والغامدي حقق معه ضباط الهجرة

TT

كشفت امس لجنة الكونغرس الأميركي المكلفة بالكشف عن الملابسات الأمنية التي أدت الى احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 في الولايات المتحدة الأميركية ان خروقات أمنية جسيمة، منها السماح للمهاجمين بدخول البلد رغم حمل بعضهم تأشيرات «مزورة»، هي التي أدت الى تلك الاحداث.

وقالت اللجنة المستقلة المكونة من اعضاء من الحزب الجمهوري الحاكم التابع له الرئيس جورج بوش والحزب الديمقراطي المعارض في لجنة استماع بالكونغرس ان المهاجمين دخلوا أميركا على الرغم من انهم قد تعرضوا لاستجوابات مختلفة من ضباط الجمارك الأميركية وشك بعضهم فيهم. وقالت اللجنة في بيان لها في أول جزء من لجنة الاستماع صباح امس ان سعيد الغامدي مثلا وهو أحد المنفذين للهجمات قد تم توقيفه من قبل ضباط تفتيش الهجرة في يونيو (حزيران) من عام 2001 وذلك لأنه لم يقدم عنوانا لمكان اقامته على استمارة الجمارك عند وصوله أميركا وكذلك لأنه كان بحوذته تذكرة طيران ذهاب فقط وليس اكثر من 500 دولار وهي كمية لا تكفي للبقاء غير ايام قليلة في بلد مكلف مثل الولايات المتحدة الأميركية. الا ان الغامدي استطاع أثناء الاستجواب ان يقنع مفتش الهجرة انه سائح. وقالت اللجنة في بيانها ان «الحكومة الأميركية لم تستغل اخطاء القاعدة في ترتيبها للسفر». وقالت اللجنة ان اثنين على الاقل من بين 19 منفذا للهجمات كانت لديهم تأشيرات دخول مزورة حصلوا عليها بطرق ملتوية. وكشفت اللجنة على ان 6 من ضمن المختطفين قد خالفوا قواعد تأشيرات دخولهم عن طريق بقائهم في الولايات المتحدة بعد المدة المسموح لهم بها في التأشيرة وان هؤلاء الستة لم يحضروا دروس اللغة الانجليزية التي اعطوا التأشيرات بسببها. ووفق بيان صحافي من قبل اللجنة المستقلة فانه من المقرر الاستماع الى ضابط من الجمارك اسمه خوذيه مليندس بريز يعرف انه رفض دخول أحد الاشخاص تعتقد السلطات الأميركية انه كان من المفترض ان يكون الخاطف رقم 20 حيث قام مليندس بايقاف رجل تصفه المباحث الفيدرالية باسم «القحطاني» وذلك في أغسطس (آب) 2001 بمطار اورلاندوا الدولي بعد ان شك فيه لإعطائه اجابات مبهمة وعامة حول ما كان يعتزم القيام به في أميركا واسباب زيارته. وتم استبعاد القحطاني وطرده الى السعودية حيث انتهى به الحال في أفغانستان وحارب ضد الأميركيين وتم القبض عليه وهو أسير الآن في قاعدة غوانتانامو .

وتقول اللجنة انها قد جمعت معلومات تكفي لبدء الكشف عن ملابسات الاحداث في جلسات استماع متتالية. وستنتهي اللجنة من أولى هذه الجلسات يوم الثلاثاء ببعض المعلومات الأمنية وقالت انها ستستمر في الكشف عن نتائج بحثها في فترات لاحقة.

وقد تكونت اللجنة بناء على طلب من الرئيس الأميركي جورج بوش في 2002 بعد ان تعرضت ادارته لانتقادات حادة حول عدم قدرتها على ايقاف تلك الهجمات على الرغم من تواتر المعلومات والمؤشرات ان هناك من كان يخطط لمثل هذا العمل. وقال رئيس اللجنة توماس اتش كين في البيان ان اللجنة سوف تثير على مدار يومي الاثنين والثلاثاء بعض «المعلومات الجديدة التي لم تسجل علنا من قبل». هذا ومن المنتظر ان تعلن اللجنة المكونة من 10 أعضاء من الحزبين عن نتائج بحثها النهائية في 27 مايو (ايار) لتقدم تقريرها الى الرئيس الأميركي والى الكونغرس. غير ان هناك عددا متزايدا من رجال الكونغرس وأعضاء من اللجنة يطالبون بتمديد ميعاد تقديم التقرير بثلاثة اشهر ليتم اصدار التقرير في اوج الحملة الانتخابية في أميركا.