عراقيون مغتبطون بالحصول على منح دراسية من مؤسسة «فولبرايت» الأميركية

TT

بغداد ـ ا.ف. ب: لم يخف 25 عراقيا تتراوح اعمارهم بين 20 و40 سنة ولم يغادر الكثير منهم العراق مطلقا، فرحتهم العارمة بعد ان حصلوا على منح للدراسة سنتين في الولايات المتحدة مقدمة من مؤسسة «فولبرايت» الاميركية.

وتقول داليا كهرمان خسرو، 25 عاما، «لا اجد الكلمات للتعبير عن مبلغ فرحتي». وتغادر داليا الاثنين المقبل بعد ان حصلت على منحة الى الولايات المتحدة لدراسة الادارة العامة وهي لا تعرف حتى في اي جامعة. ولم يغادر الكثير من هؤلاء العراق بتاتا. وتقول الشابة التي تتحدر من مدينة السليمانية في كردستان «انا سعيدة جدا. لقد تم حبسنا في قفص منذ زمن بعيد. ويمثل الخروج من البلاد والذهاب الى الولايات المتحدة حلما كان مستحيل التحقيق».

واثناء حفل اقيم اول من امس حضره الحاكم المدني الاميركي بول بريمر لمناسبة توزيع هذه المنح لم يكن هناك ما يشير الى ان البلاد لا تزال غير آمنة لولا بعض الجنود والحراس المسلحين.

وحضر رواند عبد القادر مقدم برامج في قناة كردستان الفضائية الناطقة باللغة الانجليزية الى الحفل مصحوبا بوالديه وزوجته وابنائه وقد علت وجهه ابتسامة عريضة. وقال «الحمد لله لقد تم قبولي. الامر على غاية من الاهمية لان بلادنا كانت مغلقة وفرض علينا النظام السابق حظرا. وكان يمنعنا من السفر الى الخارج».

اما زياد الديال، 27 سنة، وهو من الموصل فقد فضل ترك زوجته وابنه في البيت لانه يخشى اعمال العنف في العاصمة. وكان 24 عراقيا قتلوا قبل ايام في انفجار سيارة مفخخة على بعد بضعة امتار من موقع الحفل. وقال وقد بدا متحفزا «يغالبني الشوق لاكتشاف الولايات المتحدة. لقد سمعت الكثير عن الحضارة الاميركية واريد ان التقي سريعا سكانها».

وعمل زياد والبعض الاخر من الذين حصلوا على هذه المنح مترجمين لدى الجيش الاميركي. وخلال الحفل تلقى كل طالب حصل على منحة حاسوبا محمولا هدية من شركة اميركية. وقال احمد حازم شاوشين استاذ الاقتصاد في مدينة اربيل الكردية «انه لشرف لي ان تحصل ابنتي على هذه المنحة الرائعة. وكوالد اشعر بالفرح وادرك ما تعنيه الدراسة في الولايات المتحدة».

وتقول ابنته هيدي، 23 سنة، التي تريد دراسة علوم البيئة «لقد تغيرت حياتي بالكامل». وبدأ برنامج «فولبرايت» الذي يمول المبادلات بين الولايات المتحدة والدول الصديقة، سنة 1951 في العراق وتوقف سنة 1991 مع اندلاع حرب الخليج الثانية.

واستؤنف في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي بعد الاطاحة بنظام صدام حسين ليتقدم 400 مرشح له. ودعت سهام عفيف استاذة الفيزياء في جامعة النهرين ببغداد الحاصلين على المنح الى الافادة القصوى من هذه الفرصة التي اتيحت لهم. وقالت «بالصبر والعمل والثقة في النفس يمكنكم تحقيق ما يبدو لكم مستحيلا». وبدا بريمر اشد تحمسا لوصولهم الى نيويورك. وقال «ان الاميركيين سيحضنونكم لانهم يقدرون من يتخطى الصعوبات والعراقيل».

بيد ان بعض من نالوا المنحة كانوا متشككين ازاء التعايش مع الاميركيين الذين طالما اعتبروا اعداء. وقال زياد «لقد وعدني المسؤولون الاميركيون الذين عملت معهم بالمساعدة. بيد انهم نبهوني الى انه لن تتم معاملتي بود من قبل كل الاميركيين. البعض سيكون متفهما والبعض الاخر لن يكون كذلك».