قرار تاريخي لليابان بإرسال فرقة مشاة إلى العراق في أول عملية منذ الحرب العالمية الثانية

TT

طوكيو ـ ا.ف. ب: قررت الحكومة اليابانية رسميا امس ارسال فرقة تضم 600 من قوات المشاة للمرابطة في جنوب العراق في اول عملية انتشار للجيش الياباني في منطقة تشهد معارك منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وجاءت الموافقة على القرار التاريخي خلال لقاء بين رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي وشريكه في الائتلاف الحكومي تاكينوري كانزاكي رئيس حزب «كوميتو الجديد» البوذي. واعلن كانزاكي ان رئيس الوزراء «اكد في بداية الاجتماع ان شروط ارسال قوات برية توافرت»، وانه قال لكويزومي انه «يحترم قراره».

وكانت موافقة حزب «كوميتو الجديد» الذي يعتمد مفاهيم سلمية، وعارض لفترة طويلة التدخل العسكري الياباني في العراق، العقبة الاخيرة في وجه خطة كويزومي. ويلتحق جنود سلاح البر الياباني في الاسابيع المقبلة بطلائع القوات اليابانية التي كلفت التمهيد للمهمة والمرابطة في مدينة السماوة في جنوب العراق منذ 16 الشهر الجاري. ونشرت حكومة طوكيو «خطة اساسية» عرضت فيها تفاصيل مهمة الجيش الياباني في العراق وشروط انتشاره. وتضمنت الخطة مرابطة600 جندي كحد اقصى من قوات الدفاع الذاتي البرية في جنوب شرقي العراق ترافقهم 200 آلية.

وتكلف القوات البرية حصرا بعمليات انسانية وطبية واعمال تكرير ونقل المياه واعادة تأهيل وبناء مبان عامة. وتعمل في محافظة المثنى وتتخذ من مدينة السماوة مقرا لها.

واشارت الخطة الى انه يحق لهذه القوات ان تدافع عن نفسها في حال تعرضها لهجوم. وستجهز من اجل الدفاع عن ذاتها بآليات مدرعة ورشاشات من عيار 9 ملم ومدافع وذخائر خفيفة مضادة للدروع.

من جهته استبعد وزير الدفاع شيجيرو ايشيبا ان تتدخل القوات اليابانية عسكريا للدفاع عن جنود دول اخرى او حمايتهم، اذ يحظر الدستور الياباني على الجيش المشاركة في عمليات دفاع جماعي. وتنتشرعناصر من قوات الدفاع الذاتي الجوية في الكويت للقيام بمهمات لوجستية وتموينية في العراق اضافة الى ثماني طائرات نقل يابانية. وستضم الوحدة حوالي 200 عنصر. وتتولى قوات الدفاع الذاتي البحرية نقل القوات البرية على متن المدمرتين وسفينتي النقل اليابانية المنتشرة في مياه الخليج والمحيط الهندي.

وتستمر مهمة القوة اليابانية وفق الخطة سنة ابتداء من 15 ديسمبر (كانون الاول) 2003. وتزامن قرار الحكومة اليابانية ارسال قوات الى العراق مع اعلان وزارة الدفاع عن تعرض شاحنة تنقل معدات للجيش الياباني اول من امس لهجوم قرب بغداد ادى الى مقتل سائقها الاردني. واوضح متحدث ياباني ان الحادث وقع في الرمادي غرب بغداد بينما كانت شاحنة تقوم بنقل منزل تم تصنيعه لضابط ياباني سيبدأ عمله في بغداد. واضاف المتحدث «ليس من الواضح ما اذا كان الهجوم يستهدف اليابان لان الشاحنة وحمولتها لم تحمل اي اشارات تدل على انها يابانية». ولم يكشف المتحدث هوية السائق ولا اي تفاصيل اخرى.