1000 ضابط سابق في الجيش والاستخبارات يتخلون علنا في الموصل عن حزب البعث العراقي ويقسمون بالعمل من أجل العراق الجديد

TT

الموصل (العراق) ـ أ.ف.ب: من دون اوهام ولا اسف او علامات فرح اعلن مئات من الضباط السابقين في الجيش والاستخبارات العراقيين تخليهم عن ماضيهم في حزب البعث الحاكم سابقا في العراق، وذلك اثناء تجمع نظم لهم امس في مدينة الموصل.

ووقف أكثر من ألف من العناصر السابقين في الجيش والاستخبارات ينتظرون وسط الوحل في طوابير امام معهد الشرطة في المدينة منذ الصباح بلباسهم المدني ولم يكن هناك شيء يدل على انهم كانوا من كبار الضباط في الجيش او مخابرات النظام السابق.

وادخلوا في مجموعات من مائة شخص الى قاعة صغيرة ليوقعوا على وثيقة تنصلوا فيها من حزب البعث. ووسط موسيقى تنبعث من ارجاء القاعة تم توزيع مشروبات غازية ومرطبات، وعلقت يافطة كتب عليها «اهلا بكم». وكانت الاجواء ودية بل تكاد تكون سريالية بالنسبة الى هؤلاء الرجال الذين قدموا لاعلان تنصلهم علنا من ماضيهم.

وردد الجمع وقوفا رافعين اليد اليمنى «اقسم بالله على حماية العراق الجديد واعادة اعماره، واعلن على رؤوس الاشهاد انه لم تعد لي اي علاقة بحزب البعث واني لن اعود الى صفوفه ابدا. انا الان مستقل والله على ما اقول شهيد» وذلك قبل مغادرة القاعة لتحل محلهم مجموعة اخرى.

واعرب الجميع عن احساسهم بان «شيئا ما انتهى». وقال طه الزيباري العقيد السابق في الجيش العراقي «انتهى البعث ولن يعود. ولست آسفا على ذلك».

من جهته قال فرحان محمود الضابط السابق الذي اصبح سائق سيارة اجرة «نحن مواطنون عراقيون وكنا في الماضي نخدم بلدنا وسنخدمه الان ايضا».

واغلب هؤلاء الرجال هم من الرتب العليا في الجيش واجهزة الامن ولم يحصلوا بالتالي على رواتبهم منذ سبعة اشهر كما انهم منعوا من العمل في الادارات العامة بموجب سياسة استبعاد البعثيين.

وقال الضابط الاميركي هيو كايت من الفرقة 101 المجوقلة المكلفة محافظة الموصل «لم نعدهم بعمل. ان هذه المصالحة تهدف الى اعطاء هؤلاء الناس املا وتمكينهم من النظر الى المستقبل».

واضاف المقدم ستروس سكانتلين «لا يمكن ان نستبعد من الحياة المدنية شريحة كبيرة من الناس من دون انعكاسات سلبية. من المهم بالنسبة اليهم ان يشعروا مجددا انهم معنيون بالمستقبل» بينما هنأ ممثل محافظة الموصل ادريس البرزنجي هؤلاء الرجال على «شجاعتهم» وتحدث عن مسار «مصالحة وطنية».

وقال ستروس ان «اغلب هؤلاء الناس صادقون في ادانتهم للبعث» بيد ان عددا منهم جاء لاسباب عملية.

وقال عقيد سابق فضل عدم كشف اسمه «الوضع تغير ونحن مجبرون على القبول بذلك، وفي سني هذا لا اساوي شيئا من دون مرتبي. الامر بالغ القسوة ولكن هذا هو الوضع».

وقال احمد الموسوي الذي قدم من قرية تبعد 70 كلم عن الموصل «انا اريد فقط العيش بسلام. نحن البعثيين سابقا اصبحنا العدو المفضل لباقي الاحزاب والكثيرون يكرهوننا ويريدون الانتقام منا. وبعد الحصول على هذه الشهادة امل الا يضايقني احد».

وقلة هم من يؤكدون انهم آمنوا بالبعث. ويقول سامي «لقد التحقت بالحزب طوعا وكان حزبا قوميا وكنت اؤمن به. اتيت هذا الصباح لانه لم يعد امامي خيار ولدي اسرة علي ان اعيلها. والان آمل ان احصل على مرتب».