مقتل أربعة جنود روس في هجوم بالشيشان وكولن باول ينتقد روسيا وسياستها الخارجية

TT

شن الثوار الشيشان هجوما على قافلة عسكرية روسية مما أسفر عن مقتل اربعة جنود واصابة اربعة اخرين امس في الوقت الذي بدأ فيه مبعوث الامم المتحدة محادثات جديدة حول الاوضاع في المنطقة المضطربة وحولها. وفي موسكو انتقد وزير الخارجية الأميركي الزائر كولن باول الديمقراطية في روسيا وسياسة موسكو الخارجية وفي الشيشان.

وقال مسؤولون شيشان ان انفجارا على الطريق أوقف قافلة الجنود الروس خارج قرية في منطقة شاروي بغرب الشيشان وان الجنود قتلوا في اطلاق للنيران وقع بعد ذلك. ويأتي الهجوم ضمن المضايقات اليومية التي يتعرض لها نحو 60 الف جندي روسي بالرغم من تأكيدات موسكو ان الشيشان «تحت السيطرة» وان الحرب ضد الارهاب الدولي «أوشكت على الانتهاء».

ورد الكرملين على انتقادات غربية بوجود تجاوزات في حملتها لقمع الانفصاليين بخطة لانهاء عقد من الصراع تعتمد على اجراء استفتاء على ان الشيشان جزء من روسيا وعلى انتخاب رئيس اقليمي موال لروسيا. وكان مقررا ان يبدأ جان ايغلاند، منسق اغاثة الطوارئ التابع للامم المتحدة، محادثات في موسكو امس مع الوزير الروسي لشؤون الشيشان ستانيسلاف ايلياسوف. وسيزور مخيمات لاجئين في المناطق الواقعة على الحدود مع الشيشان الاسبوع الحالي.

وترفض موسكو اجراء محادثات مع اي من الانفصاليين، ويرفض الثوار، من جهتهم، خطة الكرملين للسلام. وتعهد انفصاليون متطرفون بالمضي قدما في حملة التفجيرات التي يشنها مهاجمون انتحاريون في مناطق روسية اخرى أسفرت عن أكثر من 250 قتيلا العام الماضي.

وفي موسكو ابدى وزير الخارجية الاميركي امس تحفظات تجاه الديمقراطية في روسيا وطريقة تعاملها مع دول مجاورة. وقال ان هناك «حدودا للعلاقات الاميركية ـ الروسية في حالة عدم وجود قيم مشتركة». وفي مقال نشر في الصفحة الاولى لصحيفة «ازفيستيا» الروسية، أصدر باول بعض اكثر التعليقات انتقادا من ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش للديمقراطية الروسية قائلا ان السياسة الروسية الداخلية «ليست خاضعة بقدر كاف لسيادة القانون».

كما انتقد سياسة روسيا في الشيشان وطريقة تعاملها القوية مع دول مثل جورجيا ومولدوفيا وأوكرانيا وان لم يذكر تلك الدول بالاسم. وقال: «أثارت قلقنا جوانب معينة من السياسة الداخلية الروسية في الشيشان وتجاه دول مجاورة نشأت عن انهيار الاتحاد السوفياتي».

وكتب باول في مستهل زيارة تستغرق يومين الى موسكو لاجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية ايغور ايفانوف: «لفتت تطورات بعينها في السياسة الروسية والسياسة الخارجية في الشهور الاخيرة انتباهنا». وأضاف: «يبدو ان النظام الديمقراطي الروسي لم يجد بعد التوازن المطلوب بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في الحكم، ولم ترتبط السلطة السياسية بشكل كامل بالقانون بعد».

ورغم أنه لم يذكر أحدا بالاسم فيبدو أن في انتقاد باول للسياسة الداخلية اشارة الى القبض في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي على رجل الاعمال الروسي ميخائيل خودوروفسكي الذي يعتقد على نطاق واسع أن وراء اعتقاله دوافع سياسية.

لكن باول والرئيس بوتين شددا خلال محادثات في الكرملين على «متانة الشراكة بين روسيا والولايات المتحدة على الرغم من الخلافات التي نشبت خلال الازمة العراقية». وصرح بوتين، لدى استقباله ضيفه في الكرملين بقوله: «رغم بعض الاختلاف الناجم عن سياستنا الخارجية والدفاع عن مصالحنا الوطنية، فان القواعد الاساسية للعلاقات الروسية ـ الاميركية متينة الى حد يمكننا من تجاوزها». وقال باول: «في المجالات التي نشهد فيها خلافات واختلافات تمكننا متانة علاقاتنا من التطرق لهذه القضايا بصراحة وصدق».

*سجلت روسيا رقما قياسيا جديدا في مبيعات الاسلحة عام 2003، اذ زادت قيمتها عن خمسة مليارات دولار على ما جاء في ارقام نشرتها امس شركة «روسوبورون اكسبورت» التي تتمتع بشبه احتكار في هذا المجال. واوضح المدير العام للشركة، اندريه بيليانينوف في بيان صادر عن المجموعة، ان روسوبورون اكسبورت «حققت 94% من صادرات الاسلحة الروسية العام الماضي وهو ما بلغت قيمته 5.1 مليار دولار».

وقال ان الشركة «لاحظت اتجاها مستقرا لنمو مبيعات الاسلحة التي زادت بشكل منتظم سنويا بحوالى مليار دولار مسجلة 3.2 مليار دولار عام 2001 و4.2 مليار دولار في 2002 و5.1 مليار دولار في 2003».

واكد مدير الشركة ان الهند والصين «تبقيان الشريكين الاستراتيجيين الرئيسيين لروسيا مع ان علاقات شراكة متينة اقيمت مع شركاء محتملين في جنوب شرقي آسيا مثل ماليزيا واندونيسيا وفيتنام».

وابرمت الشركة الروسية على سبيل المثال اتفاقا مع الصين في يناير (كانون الثاني) 2003 بقيمة مليار دولار تقريبا لتسليمها 24 طائرة «سوخوي». واعلنت موسكو ونيودلهي الاسبوع الماضي توقيع عقد لبيع حاملة طائرات روسية و28 طائرة ميغ بقيمة 1.5 مليار دولار. وشدد بيليانينوف على ان عام 2003 «شهد ارتفاعا ملحوظا في صادرات التجهيزات لسلاح البحرية والدفاع الجوي».