تركيا: الكرة القبرصية الآن في ملعب اليونان

TT

أنقرة ـ وكالات الأنباء: قال عبد الله غول وزير الخارجية التركي امس ان الامر يرجع للقبارصة اليونانيين الآن لاتخاذ الخطوة المقبلة في محاولة لانهاء انقسام قبرص المستمر من عقود بعد ان وافق الجانب التركي على استئناف محادثات السلام.

وقال غول للصحافيين، بعد يوم من سفر رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان الى الولايات المتحدة لبحث المسألة القبرصية مع مسؤولين أميركيين: «نحن في انتظار معرفة موقف القبارصة اليونانيين. اذا اتخذ الجانب اليوناني خطوات ايضا فستظهر آمال في التوصل الى حل».

وقال ان تركيا وجيب القبارصة الاتراك الصغير الذي ترعاه «متفقان على افضل سبيل لدفع هذه العملية قدما». وأكد مجددا دعوة اردوغان مطلع الاسبوع لتعيين وسيط غير منحاز للمحادثات. وأضاف: «ادراج وسيط قوي وغير منحاز في العملية من المسائل المهمة بالنسبة لتركيا».

وتكهنت وسائل الاعلام التركية بأن اردوغان سيحث الولايات المتحدة على الوساطة خلال زيارته لها التي تستمر خمسة ايام. وقال اردوغان مطلع الاسبوع كذلك ان تركيا مستعدة لأن تترك لكوفي انان الامين العام للامم المتحدة مهمة ملء الفراغات في مسودة مشروع الوحدة الذي رفضه القبارصة الاتراك في مارس (اذار) الماضي بشرط موافقة القبارصة اليونانيين. ورد أنان والقبارصة اليونانيون بحذر حتى الآن على مسعى انقرة الدبلوماسي الجديد.

وامس قال تاسوس بابادوبولوس زعيم القبارصة اليونانيين انه يحتاج للاطلاع على مزيد من التفاصيل. وقال للصحافيين في نيقوسيا: «سمعت روايات عديدة لما قاله السيد اردوغان. بعضها ينطوي على تراجع.. -+نحتاج لايضاحات لما قال وما يعنيه». وبدا رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس حذرا كذلك. وقال في اثينا: «المطلوب الان هو تحول كبير في الموقف التركي حتى يكون من الممكن التوصل الى حل عادل وقابل للنجاح بشأن قبرص داخل اطار الامم المتحدة». لكن الوقت يمر سريعا للتوصل الى اتفاق قبل ان تنضم قبرص الى الاتحاد الاوروبي في الاول من مايو (ايار) المقبل. وبدون التوصل الى تسوية لن تنضم سوى حكومة القبارصة اليونانيين المعترف بها دوليا الى الاتحاد مما يعمق عزلة القبارصة الاتراك وقد يضر بمساعي تركيا نفسها للانضمام للاتحاد.

وكان بيان نشر في ختام محادثات بين الرئيس التركي احمد نجدت سزر وزعيم المجموعة القبرصية التركية رؤوف دنكطاش قد اعلن ان الجانبين «متفقان على المبادئ الاساسية والافكار» لتسوية القضية القبرصية. وقال البيان الذي صدر ليل الاحد/ الاثنين ان الرئيسين «اشارا بارتياح الى الاتفاق بين تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية على المبادئ الاساسية والافكار المتعلقة بتسوية النزاع في اطار عملية المفاوضات التي ترعاها الامم المتحدة».

واضاف ان سزر ودنكطاش «تعهدا ايضا العمل والتعاون للتوصل الى حل دائم حسب المبادئ التي اكدها اعلان مجلس الأمن القومي في 23 يناير (كانون الثاني). وكان هذا المجلس، الذي يتمتع فيه الجيش التركي بنفوذ كبير، قد وجه الجمعة نداء لاستئناف مفاوضات السلام في قبرص. ووافقت هذه الهيئة المكلفة تقديم النصح للحكومة التركية على خطة اعادة توحيد الجزيرة التي اعدتها الامم المتحدة ورفضها دنكطاش. واعتبر دنكطاش هذه الخطة «مؤامرة دولية لاخضاع الاقلية القبرصية التركية لسيطرة القبارصة اليونانيين».

ولا يعترف بجمهورية شمال قبرص التركية المعلنة من جانب واحد سوى تركيا. فقد غزت تركيا القطاع الشمالي من قبرص عام 1974 ردا على انقلاب للقبارصة اليونانيين دبرته الزمرة العسكرية الحاكمة في اليونان في ذلك الوقت.