تحضيرات في لبنان لاستقبال الأسرى العائدين وألمانيا لا تستبعد إتمام الصفقة في أحد مطاراتها

TT

تلقى «حزب الله» ليل امس تفاصيل الاجراءات الميدانية لعملية تبادل الاسرى والمعتقلين مع اسرائيل. وباشر فعلياً الاستعداد لاستقبال الاسرى اللبنانيين والذي يتوقع ان يكون احتفالاً رسمياً يشارك فيه رؤساء الجمهورية اميل لحود ومجلس النواب نبيه بري والحكومة رفيق الحريري ويليه استقبال خاص يقيمه «حزب الله» للأسرى. اما الاهالي فهم يحضرون بدورهم لـ«استقبال عائلي».

وفي حين تردد ان الاسرى اللبنانيين سيسلمون على الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية، وأنه سوف يتم تسلم الاسرى الفلسطينيين في المانيا، على ان تنشر اللوائح كاملة في الساعات القليلة المقبلة، ذكرت معلومات ان عملية التسليم ستتم بكاملها في المانيا التي يتوجه اليها الاسرى من الجانبين. ورجحت مصادر متابعة للملف ان يتم تنفيذ المرحلة الثانية خلال اسابيع قليلة. وفي هذه الاثناء يكون الوسيط الالماني ارنست اورلاو حصل على معلومات دقيقة حول الاسرى الاسرائيليين ومصير الطيار الاسرائيلي رون اراد تعزز المفاوضات الجارية.

وأمس قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية، يورج بلوتنتر، لـ«الشرق الأوسط»، انه «من غير المستبعد» ان يتم تنفيذ اتفاق تبادل الاسرى بين «حزب الله» واسرائيل على الاراضي الالمانية، مشيرا الى ان مطارات المانيا، بما فيها المطارات العسكرية، «اماكن صالحة لتنفيذ الاتفاق».

وقد انجزت الوحدة الاعلامية لـ«حزب الله» في الجنوب ترتيبات حفل استقبال الاسرى المحررين ورفات المقاومين وأعدت الاعلام والصور والرايات التي كتب عليها اقوال لقادة المقاومة ومنها: «نحن قوم لا نترك اسرانا»، و«اسرانا انتم الاحرار والاحتلال الى زوال». كما طبعت 250 جدارية ضخمة تحمل صور الاسرى المحررين ومنهم الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني، اضافة الى ستة آلاف راية للحزب. وستقوم عناصر الوحدة بتعليق الرايات واللافتات اعتباراً من صباح اليوم عند مداخل القرى والبلدات.

وعقدت الجمعيات اللبنانية للأسرى المحررين اجتماعاً لها مع هيئة ممثلي الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وثمنت الخطوات الميدانية التي انتهت اليها المفاوضات التي خاضها «حزب الله» والتي قضت بتحرير 430 اسيراً فلسطينياً وعربياً ولبنانياً اضافة الى استرجاع جثامين الشهداء.

وفي محافظة الشمال اللبناني تتواصل استعدادات الاهالي لاستقبال اربعة اشخاص هم: ديب اويضة وابن شقيقه حسين دياب اويضة وصهره فادي مروان عواد من بلدة ببنين (25 كلم شمال طرابلس) في قضاء عكار، وكانوا قد اعتقلوا في مايو (ايار) الماضي قبالة منطقة العريش المصرية. والرابع هو سالم السنكري (وهو في الواقع لا ينتمي الى الشمال إلا بالاسم) اذ انه منذ عمر الرابعة عشرة التحق بالعمل الفدائي الفلسطيني ولم ير الشمال الا لماماً، فيما عائلته (زوجته وولداه) تقطن في العاصمة اليمنية صنعاء.

وسالم محمود السنكري من مواليد مدينة ميناء طرابلس في عام 1959 من اسرة تضم عشرة اولاد (ترتيبه الخامس).

وفي الجنوب الانتظار سيد الموقف في منزل عائلة يسرى فياض اسماعيل التي سقطت في عملية قادتها مع ثلاثة من رفاقها في الحزب الشيوعي اللبناني في وادي الحجير عام 1990. وتتابع العائلة الاخبار لمعرفة ما اذا كانت جثة يسرى ستكون من بين الجثامين العائدة الى ارض الوطن.