الباز: الإدارة الأميركية تريد سلاما في الشرق الأوسط يشمل فلسطين وسورية

TT

أكد الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري ان القيادة الأميركية تريد سلاماً في الشرق الأوسط يشمل فلسطين وسورية، مشيراً إلى أن ذلك لا يلقى اذاناً صاغية من اسرائيل التي تريد التهرب من عملية السلام. وقال الباز، خلال اللقاء الفكري الذي عقده ليلة أول من امس على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن الرؤية الاميركية لعملية السلام في المنطقة تشمل الفلسطينيين والسوريين، لكنها لا تلقى اذانا اسرائيلية، مشيرا الى أن الادارة الاميركية تريد الاستقرار للمنطقة عبر انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة الاطراف، وهي المرجعية التي تطالب سورية باستكمال التفاوض على اساسها واستغلال التقدم الذي حدث خلال مفاوضات سابقة. وحذر من أن «استمرار الظروف التي تمر بها منطقتنا العربية حاليا من احتلال للعراق ومحاولات تقسيمه واحتلال للاراضي الفلسطينية والجولان السوري سيؤدي الى تدهور للوضع العربي العام والمناطق المجاورة». وقال: ان الوضع الذي خلقته اسرائيل في المنطقة، بالاضافة الى تطورات الاوضاع في العراق هو العامل الذي أدى الى ما نحن فيه، واستمراره سيؤدي الى أوضاع كارثية على مستوى المنطقة والعالم بشكل عام. وقال الباز انه اذا تنصلت اسرائيل كعادتها من ذلك واحتفظت بترسانتها التي تصل الى أكثر من 200 رأس نووي وأسلحة التدمير الاخرى فهي بذلك تهدد السلام في المنطقة بأكملها ولن يستقيم سلام دائم وشامل وسيؤدي هذا الى تدهور سريع. وحذر الباز من خطورة وتداعيات الجدار الاسرائيلي العنصري العازل الذي اقامته اسرائيل على الاراضي الفلسطينية وأصبح سجنا فعليا لحوالي 190 الف فلسطيني تنوي اسرائيل تهجيرهم الى الاردن وفي العراق او ابعادهم الى قطاع غزة.

وأوضح أنه على الفلسطينيين اتخاذ مواقف موحدة للوقوف بشكل واضح أمام اسرائيل، بالاضافة الى اتخاذ مواقف تلقى دعما وتأييدا من قوى المجتمع الدولي واوروبا والصين، لممارسة كافة الضغوط على القيادة الاسرائيلية وارغامها على التعامل بايجابية. وقال الدكتور أسامة الباز: ان الاوضاع المتدهورة بالعراق جعلت الادارة الاميركية تعيد حساباتها في المنطقة، وانها استوعبت الدرس جيدا وعرفوا ان مغامرتهم في العراق لم تكن نزهة وبالتالي يحاولون تقليل فترة وجودهم بشتى الوسائل لتقليل حجم الخسائر الرهيب الذين يتعرضون له يوميا ماديا وبشريا ودبلوماسيا، ناهيك من عدم العثور عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة والتي بنى على اساسها الغزو والاحتلال.

وأضاف ان واشنطن حاولت بشتى الوسائل دفع ما تسميهم «تحالف الراغبين» لتقليل خسائرها خاصة ان العائد السلبي للعمليات العسكرية كان الغالب حتى وصلت مؤخرا الى قبول ما رفضته في السابق وهو وجود دور كبير للأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وأوضح أنه رغم الضبابية والتعتيم التي تكتنف الاحداث في العراق من بدايتها مع الانهيار المفاجئ ثم القبض على الرئيس المخلوع صدام حسين صدام، الا أن ما أعلن عن انهاء الاحتلال للعراق قبل نهاية يونيو وتكوين قيادة عراقية ذات سيادة هو السبيل الوحيد لاستقرار الاوضاع بالمنطقة. وقال ان المجلس المنتخب سيكون هو سلطة الحكم الشرعية خاصة لان الشعب العراقي سيكون المتحكم بزمام الامور عبر الانتخابات.