معرض «الإسلام في جزيرة صقلية» يوضح علاقة الجزيرة بالعالم الإسلامي

TT

تحت رعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الملك عبد العزيز افتتح الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول أول أمس في الرياض معرض «الإسلام في جزيرة صقلية» الذي تنظمه السفارة الإيطالية في المملكة بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز والرئاسة العامة لرعاية الشباب وذلك في مركز الملك عبد العزيز التاريخي.

وقام الأمير عبد العزيز بجولة في المعرض واستمع إلى شرح حول المعروضات الفنية والصور والخرائط والمخطوطات التاريخية والكتب النادرة، كما شاهد عرضاً لمقتطفات من أفلام تسجيلية تلقي الضوء على الفتوحات العربية في الجزيرة واستمع لنماذج من الأشعار باللغة العربية من شعراء صقلية. وعقب ذلك قال الأمير عبد العزيز بن سلمان «إن مثل هذا المعرض سيكون مفيداً للجميع سواء للمملكة أو الزائرين أو المقيمين بها لمعرفة مفهوم تزاوج الحضارات، ولعل ما يعرض في قصر الملك عبد العزيز من مثل هذا النوع الغرض منه هو إبراز الجانب المشرق من الحضارة العربية والإسلامية التي كانت في فترة زمنية في جزيرة صقلية الإيطالية ورغبة الجانب الإيطالي سواء الحكومة أو المعنيين بالشأن الثقافي بإبراز هذا الجانب وإظهاره وتعميقه ووضعه في صورة معرض اعتقد أنه يلغي أيضاً مفهوم ـ وهو السائد ـ صراع الحضارات إلى مفهوم تلاقي الحضارات وتزاوجها. وأعتقد أن هذه الحضارة كمفهوم مثل هذا العرض تضاعف من تقنين هذا المفهوم وتفعيل مفهوم آخر وهو أن الحضارة هي حضارة أساسها تنموي وإنساني، وهذا المفهوم لن أجد أبلغ منه المعرض للتدليل عليه».

كما أعرب الدكتور فهد بن عبد الله السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز عن شكره وتقديره لرعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز لهذا المعرض ودعمه الدائم لكافة أنشطة الدارة وبرامجها، مقدراً تشريف الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيزافتتاح هذا المعرض.

وأضاف أن إقامة هذا المعرض تأتي في إطار الأنشطة الثقافية التي تتبناها الدارة ضمن برامجها لخدمة التاريخ العربي والإسلامي والتعريف بها ومد جسور التواصل والتعاون مع الهيئات والأجهزة المعنية بذلك سواء داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها.

وعبر عن شكره لمبادرة السفارة الإيطالية في السعودية لإقامة هذا المعرض في رحاب قصر المربع التاريخي وتعاونها مع الدارة للمساهمة في التعريف بالحضارات والثقافات المختلفة، كما أشاد بالتعاون والمساهمة الفاعلة من كافة المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب واهتمامهم بنجاح هذا المعرض.

تجدر الاشارة إلى أن المعرض سيفتح أبوابه للجمهور مجاناً لمدى شهر، وهو يتضمن عروضاً فنية وصوراً وخرائط وأفلاماً تلقي الأضواء على الفتوحات العربية في جزيرة صقلية وعلاقة الجزيرة بالعالم الإسلامي إضافة إلى أشعار باللغة العربية من تأليف شعراء صقلية، وعدد من الكتب والمخطوطات التاريخية النادرة. كما يتم عرض مسرحية مسجلة تتحدث عن تاريخ الإسلام في صقلية، وفيلم يحكي نوادر جحا باللغة العربية واللهجة الصقلية على شاشة عرض ضخمة. وفي ركن خاص داخل المعرض سيتم احياء بعض القصص الصقلية ذات الطابع العربي، والتي كانت مشهورة في الأسواق الشعبية في جزيرة صقلية في العصر الإسلامي.

وتعتبر جزيرة صقلية حلقة اتصال سياسي وحضاري بين أفريقيا وأوروبا لقربها من الساحل التونسي، وقد دخلها العرب في عهد الخليفة العباسي عبد الله المأمون في عام 827 بقيادة أسد بن الفرات، ولم يتوطد الوجود العربي فيها إلا بعد 80 عاماً على يد الأغالبة حكام أفريقيا. وبعد سقوط دولة الأغالبة لصالح الفاطميين دخلت جزيرة صقلية تحت الحكم الفاطمي. وخلال الفترة من عام 948 إلى 1052 كانت الجزيرة تتمتع بحكم ذاتي بعيدا عن سلطة الفاطميين وذلك في عهد الأسرة الكلبية التي شهدت خلالها الجزيرة فترة استقرار سياسي.

وخلال فترة الحكم الإسلامي للجزيرة، انتشرت الحضارة الإسلامية في مدنها المختلفة مما جعل الرحالة والجغرافيين المسلمين يشيدون بما كان في هذه المدن من مساجد وقصور وحمامات ومشاف وأسواق وأسوار وقلاع ومراس إلى جانب الصناعات التي أدخلوها ومنها صناعة الورق والحرير والسفن والفسيفساء ذات الرخام الملون إضافة إلى أنهم استخرجوا المعادن المختلفة مثل الكبريت والنفط والنشادر والرصاص والحديد، كما شاركوا في ضروب الزراعة والتجارة، ونشروا لغتهم العربية وعاداتهم وثقافتهم بين الخاصة والعامة.

وفي عام 1092 تمكن روجار حاكم كلابريا من بسط نفوذه على الجزيرة بعد تنازع الأمراء العرب فيها، لكنه عمل على حمايتهم وأقرهم على ديانتهم وشريعتهم، وترك لهم قضاتهم يتحاكمون إليهم، وجند فرقة منهم في جيوشه، كما أباح لهم حرية الاحتفال بأعيادهم علناً. وسار على نهجه ابنه روجار الثاني وحفيده وليام الثاني.