40 ألفاً زاروا متنزه سلام في الرياض

TT

شهد متنزه سلام في الرياض منذ افتتاحه للزوار الخميس الماضي اقبالا كبيرا فاق التوقعات المرصودة، حيث قدر عدد زواره خلال الأيام الاربعة الأولى من الافتتاح بحوالي 40 الف زائر. وتراوحت نسبة الزوار السعوديين بين 60 إلى 70 في المائة من اجمالي عدد الزوار الذين توافدوا من مناطق مختلفة من مدينة الرياض.

وحسب استطلاعات الرأي مع عدد كبير من شرائح المجتمع السعودي والمقيمين من سكان مدينة الرياض، فان المتنزه نال اعجاب كل من ارتاده وذلك لما يحويه من بيئات مختلفة ومتنوعة وتجهيزات تشتمل على العديد من العناصر الترفيهية والترويحية. حيث تنحصر الأنشطة المتاحة للجمهور حاليا في ركوب الخيل العربية وخيل البوني، وقوارب التبديل والتجديف، وقوارب التصادم، وقوارب التحكم عن بعد، والدراجات الهوائية، وسيارات التحكم عن بعد، والقطار، والعروض الترفيهية، بالإضافة إلى 8 مناطق لألعاب الأطفال ومطاعم الوجبات الخفيفة المنتشرة في أرجاء المتنزه والمقهى المطل على البحيرة. الجدير بالذكر أن تصميم هذا المتنزه الذي تبلغ مساحته 253 ألف متر مربع ويحده من الغرب طريق الملك فهد ومن الشمال شارع طارق بن زياد ومن الشرق شارع سلام ومن الجنوب شارع عسير، قد راعى التنوع في البيئات المكونة للمتنزه ومنها منطقة المزرعة التي تقع في الجزء الشمالي وتشتمل على ما تبقى من مزرعة النخيل، بالإضافة إلى أشجار النخيل الإضافية التي يصل عددها لألف نخلة. وتقدم هذه المنطقة نموذجاً للمزرعة التقليدية، حيث يتاح للجمهور الاستفادة من ظلال النخيل واختيار أماكن جلوسهم بحرية. كما تشمل أيضا منطقة التلال التي تقع في الوسط وتتكون غالباً من مسطحات خضراء، إضافة إلى منطقة البيئة الطبيعية التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من المتنزه، وهي مخصصة لتوفير بيئة طبيعية لأنواع مختارة من الحيوانات والطيور التي تعيش في المنطقة. وتمثل منطقة البحيرة واحدة من أبرز عناصر هذا المتنزه حيث تتوسطه بمساحة 34 ألف متر مربع، ويساهم نظام خفض منسوب المياه الأرضية في طريق الملك فهد في توفير مصدر مياه كاف ومتدفق لهذه البحيرة، مما تتيح لمرتادي المتنزه التنقل بين ضفتيها بالقوارب. وقد تم حفر هذه البحيرة بأعماق مختلفة بحيث لا تتجاوز أعمق نقطة فيها أربعة أمتار، فيما تقدر المياه التي تستوعبها بحوالي 110 آلاف متر مكعب، كما تم تجهيز أرضيتها بطبقات من الطين المرصوف وطبقات من المواد العازلة لحفظ الماء. ووضعت عدة احتياطات وتجهيزات لضمان حركة المياه في هذه البحيرة بشكل دائم والحيلولة دون نمو الحشرات والبعوض فيها، ويدخل ضمن هذه الاحتياطات نوافير مياه متعددة مضاءة ليلاً، ومضخات لتوليد تيارات مائية دائمة، فضلاً عن زراعة النباتات التي تحد من انتشار الطحالب، وقد قسمت البحيرة إلى منطقتين إحداهما يتاح فيها ركوب القوارب والأخرى تمثل تكويناً طبيعياً حيث يتوقع أن تستقطب البحيرة مع المسطحات الخضراء في المتنزه الطيور المحلية والمهاجرة، ويحيط بالبحيرة ممر مشاة دائري بعرض عشرة أمتار وطول كيلومتر، يمر عبر معظم أرجاء المتنزه، يمكن لهواة رياضة المشي ممارسة هذه الهواية من خلاله.

وقد تم ضمن أعمال المتنزه ترميم مسجدين أحدهما المسجد القديم وسط المتنزه الذي تأسس عام 1360هـ، بالإضافة إلى توفر عدة مصليات مفتوحة، ودورات مياه، ومحلات لبيع التذاكر والمأكولات الخفيفة، وأكثر من 380 موقف للسيارات.

كما يحيط بالمتنزه من الخارج ممر فسيح وآمن لممارسة رياضة المشي. ويخدم المتنزه بمساحته الشاسعة البيئة العامة للمدينة بزيادة الرقعة الخضراء، وإيجاد محيط بصري من التكوينات الطبيعية تخفف من حدة مظاهر العمران والكثافة المرورية في المنطقة.

وقد روعي في تصميم المتنزه الذي تشكل المسطحات الخضراء جزءه الأكبر، أن تكون لدى هذه المسطحات والمزروعات القدرة على النمو والتكاثر في ظل الظروف الصحراوية لمدينة الرياض.