إسرائيل تلغي جميع اللقاءات العلنية بما فيها لقاء شارون ـ أبو العلاء رداً على عملية القدس

ارتفاع الأصوات الداعية مجدداً إلى طرد عرفات إلى تونس

TT

في رد عصبي أولي على العملية التفجيرية في القدس الغربية، امس، امر رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، بوقف كل اللقاءات العلنية مع ممثلي السلطة الوطنية الفلسطينية، بما فيها اللقاء الذي جرى الحديث عن عقده قريبا بينه وبين نظيره الفلسطيني، أحمد قريع (ابو علاء)، ولقاء آخر كان مقررا ليوم امس في احدى العواصم الاوروبية بين الاسرائيليين والفلسطينيين وممثلين عن الدول المانحة بهدف تخفيف الاجراءات الاسرائيلية القمعية ضد الفلسطينيين.

وقالت اوساط سياسية مقربة من شارون ان هذا الاجراء أولي، وان عملية انتقام عسكرية ستعقبها في وقت قريب. واقرت فعلا اجراءات عسكرية انتقامية، في جلسة رسمية عقدها وزير الدفاع، شاؤول موفاز، لرؤساء الجيش والاجهزة الامنية مساء امس.

وقالت تلك المصادر ان عملية القدس ستكون لها تبعات كبرى على الموضوع الفلسطيني. اذ انها جاءت تتحدى دول العالم بمجملها «ففي الوقت الذي فتح فيه باب الانفراج النسبي، بفضل صفقة تبادل الاسرى مع حزب الله، وتقوم فيه الولايات المتحدة ببذل جهد كبير مع مصر لاعادة تحريك المسيرة السلمية مع الفلسطينيين، جاء ذلك التنظيم (كتائب الاقصى التابع لحركة فتح، الذي يقوده الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، نفسه) لينفذ عملية قتل جديدة ضد المدنيين الاسرائيليين». واعتبرت العملية «تدميرا للجهود السلمية وتأكيدا على ضرورة التوجه الى خطوات اسرائيلية احادية الجانب».

وقال مصدر مقرب من شارون، الذي ابلغ بعملية القدس عندما كان في بيته في النقب يشاهد التلفزيون حول عملية تبادل الاسرى، ان قناعاته قد زادت بان المخرج الوحيد من ازمة النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، هو خطة الفصل من جانب واحد. وبان العملية التفجيرية في القدس تساعده الآن على اقناع الادارة الاميركية بهذه الخطة من جهة وبحيوية الجدار العازل من جهة ثانية. واضاف: «لو كنا قد اتممنا الجدار حول القدس، لما كان ذلك الارهابي قد نجح في العبور من بيت لحم لكي يفجر نفسه». وقال: «نأمل في ان يكون اولئك الجالسون في محكمة العدل الدولية العليا في لاهاي يشاهدون صور ضحايا الانفجار في القدس من المدنيين الاسرائيليين. فالان لم يعد لهم ولا لأي طرف آخر في العالم الحق الاخلاقي لان يقرر لاسرائيل كيف تحمي امنها وامن سكانها. فالجدار العازل هو وسيلة امنية ضرورية. ولن نتنازل عنها مهما يكن الامر».

يذكر ان عملية القدس تمت في الوقت الذي كان فيه موفاز يجتمع الى مبعوثي الرئيس بوش، ديفيد ساترفيلد وجون وولف، ويبحث معهما المبادرة لاستئناف الحوار مع الفلسطينيين والتعاون الامني بشكل خاص. وراح يتابع معهما ما يبثه التلفزيون الاسرائيلي عن العملية ويعلق عليها واصدر اوامره، بحضورهما، باغلاق الضفة الغربية ونصب المزيد من الحواجز العسكرية التي تضيق الخناق على الفلسطينيين.

وعادت تسمع في إسرائيل اصوات اليمين واليمين المتطرف التي تطالب بوقف كل الاتصالات مع الفلسطينيين وطرد الرئيس ياسر عرفات الى تونس والقضاء على السلطة الفلسطينية. وقال وزير الزراعة، يسرائيل كاتس (وهو من حزب الليكود الحاكم ويعتبر احد المقربين من وزير المالية، بنيامين نتنياهو، المنافس الاول لشارون)، ان عرفات شخصيا ومعه ابو علاء وسائر قادة السلطة الفلسطينية الذين حضروا معه من تونس، هم المسؤولون عن عملية القدس، خصوصا بعد ان تبنت العملية كتائب شهداء الاقصى.

وقال وزير الخارجية، سلفان شالوم، ان «المساعي الاسرائيلية للحوار السلمي لا يمكن ان تستمر في اجواء هذا الارهاب» ودعا السلطة الفلسطينية الى اتخاذ قرار واعلانه على الملأ، بمكافحة تنظيمات الارهاب الفلسطينية والضرب بيد من حديد على يد كل من يواصل التمسك به».