الأسد وخدام يبحثان مع وفد من مجلس الحكم الانتقالي العراقي الفدرالية والأمن على الحدود والأموال المودعة في المصارف السورية

TT

جددت دمشق أمس دعمها لكل ما من شأنه استعادة العراق السيادة والاستقلال ووحدة الشعب الوطنية ليأخذ دوره في العربي والإقليمي والدولي.

وقال بيان سوري إن الرئيس السوري بشار الأسد بحث مع وفد عراقي برئاسة موفق الربيعي، عضو مجلس الحكم الانتقالي، في الأوضاع الراهنة على الساحة العراقية والعلاقات السورية العراقية في الظروف الحالية وإمكانيات التنسيق في مختلف المجالات.

وأضاف البيان إنه تم التأكيد على دعم سورية لأي جهد يصب في مصلحة الشعب العراقي لاستعادة سيادته واستقلاله، والحفاظ على الوحدة الوطنية والتلاحم الوطني بين جميع فئات المجتمع العراقي الأمر الذي يضمن بناء عراق موحد معافى يأخذ دوره الطبيعي على الساحات العربية والإقليمية والدولية. كما بحث الربيعي مع نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام الوضع في العراق ومعاناة الشعب العراقي والجهود المبذولة لاستعادة العراق استقلاله وسيادته وإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب العراقي من تقرير مصيره وبناء مستقبله.

وعقب لقائه الرئيس الأسد ونائب الرئيس خدام قال الربيعي للصحافيين إنه بحث مع الرئيس الأسد على مدى ساعتين مواضيع عدة تتصل بمسألة الفدرالية ونقل السلطة والوضع الأمني على الحدود السورية العراقية والأموال العراقية المودعة في المصارف السورية، فيما كشف عضو مجلس الحكم الانتقالي يوناديم كنا، أمين عام الحركة الديمقراطية الآشورية العراقية الذي يرافق الربيعي النقاب عن نية مجلس الحكم مناقشة مسألة تعيين سفراء للعراق في ثلاثين دولة من بينهم سورية.

وأعلن الربيعي أن وفد مجلس الحكم أوضح للرئيس السوري أن ما يريده العراقيون هو بناء جمهورية عراقية ديمقراطية فيدرالية موحدة، وأن محادثات الوفد مع الرئيس الأسد التي كان مقرراً لها نصف ساعة فقط، استمرت لمدة ساعتين، وكانت جدية وواضحة ومثمرة.

وأضاف الربيعي إن مفهوم الديمقراطية الذي نريده أحيط بكثير من سوء الفهم، مؤكداً أن وحدة العراق شيء مقدس وأن العراقيين هم وحدهم المعنيون بطريقة الحكم في بلدهم وأن الفيدرالية هي التي تصون وحدة العراق، لافتاً إلى أنها ستقوم على مبادئ حقوق الإنسان ووحدة العراق والحفاظ على التنوع الديني والقومي للشعب العراقي، ولن تؤثر على انتماء هذا الشعب إلى الأمة العربية، وقال: «لا يمكن أن ينسلخ العراق بأي شكل من الأشكال عن المحيط العربي والانتماء إلى الأمة الإسلامية».

وأعرب الربيعي عن اعتقاده بأنه لدى نقل السلطة للعراقيين في يونيو(حزيران) المقبل سيكون العراق بلداً مثالاً لدول المنطقة من حيث الديمقراطية والمؤسسات السياسية والإدارية وسيشكل حلماً لكثير من تلك الدول.

وأكد الربيعي ضرورة مراقبة الوضع الأمني على حدود العراق مع سورية وقال «إن موضوع الحدود السورية العراقية كان مطروحاً خلال لقائي مع الرئيس الأسد فهذا الأمر مهم جداً»، موضحاً أنه يمكن أن تستغل الحدود السورية وغير السورية من قبل إرهابيين للدخول إلى العراق.

وقال الربيعي: إننا نريد سد المنافذ الحدودية أمام الناس الذين يودون الدخول إلى العراق بطرق غير شرعية والذين ربما يقدمون عبر دول الجوار، مشيراً إلى أن مجلس الحكم الانتقالي ربما يرسل وزير الداخلية العراقي إلى سورية قريباً لإبرام مذكرة تفاهم بهذا الخصوص.

وأشار الربيعي إلى أن الرئيس الأسد طمأن وفد مجلس الحكم بأن لا خلاف على حجم الأموال العراقية المودعة في المصارف السورية وأن سورية مستعدة لتسليمها إلى حكومة عراقية.

وعما يتردد على لسان وفود عراقية زارت دمشق عن تغلغلٍ إسرائيلي في العراق قال الربيعي «لا علم لمجلس الحكم بمثل هذه الادعاءات إلا أنه يمكن لمثل هؤلاء الدخول إلى العراق عن طريق شركات أو جنسيات أجنبية».