كوندوليزا رايس: المخابرات الأميركية بدأت تحقيقا داخليا بشأن معلوماتها عن الأسلحة العراقية

البيت الأبيض يعارض إجراء تحقيق مستقل والخبير كاي يؤكد «كلنا أخطأنا»

TT

فيما اعرب البيت الابيض اول من امس عن حذره حيال امكانية فتح تحقيق مستقل لمعرفة سبب فشل اجهزة الاستخبارات الاميركية في مجال اسلحة الدمار الشامل العراقية وقفت كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي للرئيس جورج بوش امس في وجه دعوات تطالب باجراء التحقيق المستقل معتبرة ان الولايات المتحدة ربما لن تعرف أبدا الحقيقة بسبب أعمال النهب التي وقعت في العراق بعد الحرب، لكنها كشفت عن ان اجهزة المخابرات الاميركية بدأت تحقيقا داخليا في الامر.

وقالت رايس لشبكة «ان بي سي» التلفزيونية ان المخابرات بدأت بالفعل في اجراء تحقيق خاص بها وهو «نوع من التدقيق لمراجعة ما هو معروف أنه دخل بالفعل (للعراق) وما تم العثور عليه عندما ذهبوا الى هناك».

وقال مسؤول في وكالة المخابرات المركزية (سي.آي .ايه) ان تحقيقا يقوده ريتشارد كير وهو نائب سابق لمدير الوكالة يجري بالفعل.

وقالت رايس ان كاي أثار «بعض الاسئلة التي سنرغب في الاجابة عنها». لكنها أضافت في مقابلة اخرى مع شبكة تلفزيون «ايه بي سي» صباح امس ان العالم «لن يعرف بشكل كامل» المدى الذي بلغته برامج الاسلحة العراقية لان الوثائق والادلة ضاعت خلال أعمال النهب التي حدثت عندما انهار نظام صدام حسين.

وتابعت قائلة ان الادارة ترغب في الحصول على كل الحقائق لتقارن بين ما كان يظن البيت الابيض أنه سيتم العثور عليه في العراق وما عثر عليه بالفعل. وأضافت «ليس هناك من يريد أن يعرف أفضل وأكثر عما عثرنا عليه عندما دخلنا العراق أكثر من هذا الرئيس (بوش) وادارته».

وقالت انه مهما تكن النتيجة فان الادارة لن تغير موقفها بأنه كان يتعين رحيل صدام. وأضافت «التقدير سيظل كما هو.. هذا رجل خطير جدا في موقع خطير في العالم وأن الوقت حان لعمل شيء ما ازاء هذا التهديد».

وكان رئيس فريق المفتشين الاميركيين السابق ديفيد كاي قد اعلن خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الاميركي اول من امس «تبين بنظري اننا اخطأنا جميعا على الارجح. وهذا الامر يبعث قلقا كبيرا»، معتبرا وبصفة شخصية ان لجنة مستقلة وحدها قادرة على تسليط الضوء على الاخطاء التي ارتكبتها اجهزة الاستخبارات.

لكنه اعتبر ان اجهزة الاستخبارات لم تتعرض لضغوط سياسية ترغمها على تعديل تقاريرها، مشيرا الى ان اسباب الاخطاء التي ارتكبتها في تحاليلها للوضع اعمق بكثير.

كما رجح كاي ان يكون نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين نقل الى سورية قبل بدء الحرب في مارس (آذار) الماضي اسلحة للدمار الشامل ولكن ليس بكميات كبيرة بالتأكيد.

وكان بعض البرلمانيين الجمهوريين حاولوا تفسير الفشل الاميركي في العثور على هذه الاسلحة في العراق باحتمال ان يكون صدام حسين نقلها الى سورية لحمايتها.

وقال كاي «هل نقلوا معدات بكميات قليلة او تكنولوجيا او وثائق؟ هذا ممكن بالتأكيد وحتى مرجح. لكنني اعتقد شخصيا انهم لم ينقلوا مخزونات كبيرة» من اسلحة الدمار الشامل. واضاف «لا اعتقد انهم تمكنوا من استعادة القدرة على الحصول على مخزونات كبيرة».