القائم بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية يحذر حزب الله بأن صفقة مبادلة الأحياء بالأموات لن تتكرر

والد الجندي العربي القتيل يتوعد بالثأر «عشائريا» لمقتل ابنه

TT

هدد ايهود اولمرت، القائم بأعمال رئيس الحكومة الاسرائيلية، حزب الله اللبناني بعمليات عسكرية لم يعرفها من قبل اذا ما اقدم على خطف المزيد من الجنود الاسرائيليين. وقال ان ما يحدث اليوم من عملية تبادل اسرى لن يتكرر، وان اسرائيل ستواجه مثل هذا العمل بطريقة جديدة تجعل انصار عمليات الخطف يندمون.

وكان اولمرت يتكلم، امس، خلال تنفيذ عملية تبادل الاسرى بين اسرائيل وحزب الله في المانيا. واختار ان يطلق تهديداته من مدينة الناصرة العربية في الجليل، حيث رعى احتفالا بافتتاح مشروع حضانات اطفال تعمل بالتعليم التكنولوجي. فقال: «تعتصر قلوبنا الما ونحن نتسلم شبابنا بالتوابيت، فيما يقوم اللبنانيون والفلسطينيون بتنظيم احتفالات الرقص والغناء وهم يستقبلون ابناءهم الارهابيين احياء سليمين ومعافين. ولهذا، فانني ابلغهم من هنا ان هذا لن يتكرر،لا في المرحلة الثانية من الصفقة مع حزب الله (التي تطلب فيها اسرائيل استعادة الطيار الاسير، رون اراد، حيا ويطلب فيها حزب الله اطلاق سراح الوف الاسرى الفلسطينيين، وبينهم عدد من القادة النوعيين) ولا في اية صفقة اخرى». ورد اولمرت بهذا الكلام ايضا على الاسرى الفلسطينيين الذين هددوا من داخل السجون الاسرائيلية بخطف جنود وحجزهم رهائن، كوسيلة وحيدة تفهمها اسرائيل من اجل اطلاق سراحهم.

يذكر ان صفقة تبادل الاسرى استمرت امس كما خطط لها بالضبط، رغم العملية التفجيرية في القدس، وغيرها من العقبات القضائية (حيث قدمت الى المحكمة العليا الاسرائيلية 3 دعاوى من ذوي ضحايا العمليات من اجل الغاء الصفقة لكن المحكمة ردتها جميعا) والسياسية (حيث حاول رئيس الدولة، موشيه قصاب، منع اطلاق سراح الاسير الالماني، ستيفن سميرك، ثم تراجع بعد تعهد المخابرات الألمانية بمراقبته. ومن جهة ثانية اعلن والد الجندي الاسرائيلي، عمر قاسم سواعد، الذي اعيدت رفاته امس ضمن صفقة تبادل الاسرى، انه بعد ان ثبت له الان ان ابنه قتل، يعتبر ان عائلته اصبحت في عداوة مع حزب الله ورئيسه الشيخ حسن نصر الله، وانها ستثأر لمقتل ابنها.

وقال سواعد، وهو نفسه جندي سابق في الجيش الاسرائيلي، انه لم يكن واثقا من ان ابنه قتل. وانه توقع ان يعود اليه حيا. وفي هذه الحالة كان سيصفح. اما وقد عاد على هذا النحو، فانه سيحاسب حزب الله ورئيسه «حسب التقاليد العربية العشائرية»، بالثأر.

والمتحدث هو ابن عشيرة بدوية كبيرة في اسرائيل، تعاني الامرين من سياسة التمييز العنصري المتبعة ضد المواطنين العرب (فلسطينيي 48). ويتركز سكانها في منطقة الجليل.

وقسم بسيط من ابنائها يتطوعون في الخدمة العسكرية طمعا في الوظيفة، لكن غالبيتهم تعمل في تربية المواشي، وتكافح من اجل بقائها في اراضيها. وبعض شبانها كانوا قد هربوا من اسرائيل وانضموا الى صفوف الثورة الفلسطينية في السبعينات والثمانينات.

وقال احد مشايخ العشيرة، انه لا يأخذ هذا التهديد بجدية «فالرجل يتكلم في لحظة حرجة، وهو ينتظر تسلم رفات ابنه».

ومن ناحية أخرى انطلقت عملية التبادل في جانبها اللبناني ليل اول من امس بوصول طائرة عسكرية المانية خاصة الى مطار بيروت الدولي، وهي من نوع «ايرباص 310» آتية من مطار كولون في المانيا. وحطت على مدرج مطار بيروت في الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل.

وقد ضرب الجيش اللبناني طوقاً أمنياً مشدداً حول المكان وعلى امتداد الطريق المؤدية الى المطار وفي محيطه. وعندما فتحت ابواب الطائرة نزل منها فريق الماني في عداده خبير طبي تولى معاينة جثث الجنود الاسرائيليين الثلاثة، عدي افيطان وبنيامين ابراهام وعمر سواعد، الذين كان «حزب الله» قد اسرهم في اكتوبر (تشرين الاول) 2000 في معركة دارت في منطقة مزارع شبعا التي لا تزال اسرائيل تحتلها في جنوب لبنان.

ووضعت جثث الجنود الثلاثة داخل نعوش معدنية يحمل كل منها رقماً وورقة تعريف بالجندي الذي ترقد جثته داخله. وبعد ان كشف الخبير الالماني على جثث الجنود للتأكد من هوية اصحابها وضعت النعوش داخل صناديق خشبية، ثم ادخلت الى الطائرة عبر سلم متحرك ومعها صناديق حديدية وضعت فيها بعض اغراض عسكرية خاصة بالجنود الثلاثة. وبعد ان استقرت نعوش الجنود الثلاثة داخل الطائرة الالمانية، أحضر الى المطار العقيد الاحتياطي الاسرائيلي الحنان تننباوم طليق اليدين وفي صحة جيدة. وكان يسير وسط حراس مدنيين من «حزب الله» ويرتدي بذلة رمادية وربطة عنق. وجرى تسليمه للوفد الأمني الالماني.