لبنان يتسلم اليوم جثامين 59 مقاوما بعد نقلها إلى الـ«يونيفيل»

TT

بعد عودة الاسرى اللبنانيين والعرب الى بيروت والفلسطينيين الى ديارهم في غزة والضفة الغربية، امس، تنفذ اليوم الخطوة الثانية من عملية التبادل بين «حزب الله» واسرائيل. ويستعيد لبنان في اطارها جثامين 59 قتيلا في احتفال رسمي وشعبي يقام في بلدة الناقورة عند نقطة الحدود.

وكانت جثامين الضحايا الـ59 (40 منها حددت هويات اصحابها والـ19 المتبقية تنتظر التعرف عليها) قد عبرت الحدود اللبنانية امس، بعدما نقلت من اسرائيل في ثماني شاحنات عسكرية يواكبها ممثلون للصليب الاحمر الدولي، وتسلمتها قيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل).

وقد باتت جثامين الـ59 مقاتلا الذين سقطوا في جولات مختلفة وعلى مدى اكثر من ربع قرن من المواجهة بين قوات الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة اللبنانية، ليلة الغربة الاخيرة في حمى القوات الدولية في مقرها الرئيسي في الناقورة، على ان يتم تسليمها للبنان عند العاشرة من صباح اليوم في احتفال يحضره ممثلون لرؤساء الجمهورية اميل لحود ومجلس النواب نبيه بري والحكومة رفيق الحريري وقيادة «حزب الله» وحشود شعبية تتقدمها عائلات الشهداء ووفود من الاحزاب والقوى التي ينتمون اليها.

واثناء عملية نقل الجثامين الى الجانب اللبناني من الحدود، شوهدت اربعة زوارق حربية اسرائيلية ترابط في البحر قبالة الناقورة. كذلك ذكرت مصادر أمنية لبنانية ان قوات الاحتلال الاسرائيلي المرابطة على امتداد الحدود مع لبنان وضعت في حالة عالية من الاستنفار اثناء عملية نقل الجثامين.

وبعد الاحتفال في الناقورة تنقل الجثامين اليوم الى بيروت ملفوفة باعلام لبنانية وفي شاحنات تابعة للجيش اللبناني. وتواكب النعوش وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي. ويتوقف الموكب في مدينتي صور وصيدا حيث تنثر عليه الزهور ويستقبل رسمياً من قبل الجهات الادارية المسؤولة في المدينتين.

وبعد ان تصل النعوش الى بيروت ظهر اليوم يصار الى الكشف عليها وتوزيعها على المناطق حيث مسقط كل شهيد.

وعلى امتداد الطريق الساحلية من الناقورة الى بيروت رفعت الاعلام اللبنانية واعلام «حزب الله» والجهات التي ينتمي اليها الضحايا. كما رفعت اللافتات التي تمجد المقاومة والانجاز الوطني الذي تحقق بفعل تضافر تضحيات المقاومة مع سياسة الدولة اللبنانية الداعمة لها. كما رفعت، في صيدا اعلام المانية تعبيراً عن التقدير للدور الذي لعبته المانيا في اتمام هذه الصفقة.

وفي بلدات كفررمان وحبوش وجباع وكفركلا وزوطر الشرقية والخيام في الجنوب اتخذت الاستعدادات لاستقبال جثامين شهدائها. واعدت الترتيبات لمواراتها بعد الصلاة عليها. وفي منطقة شمال سهل البقاع يتوزع سبعة من الضحايا على بعلبك والهرمل وقصرنبا واللبوة. والى شمال لبنان ستنقل جثامين ثمانية ضحايا آخرين اربعة منهم ينتمون الى الحزب الشيوعي اللبناني.