عائلات فلسطينية تستقبل أسراها عند المعابر وأعداد من المفرج عنهم توجهوا لمقابلة عرفات

TT

بمشاعر مختلطة استقبل الفلسطينيون 400 اسير افرجت عنهم سلطات الاحتلال الاسرائيلية ظهر امس، اثر تلقي هذه السلطات تاكيدا من المانيا بان رفات الجنود الثلاثة هي بالفعل رفات الجنود الذين اختطفهم حزب الله عام 2000. ففي شمال قطاع غزة استقبل المئات من الفلسطينيين، عند اطراف بلدة بيت حانون، 29 اسيرا فلسطينيا اطلق سراحهم من سجون اسرائيلية مختلفة. وقد انتظر الاسرى الفلسطينيون في الحافلة قرابة ساعتين في معبر ايرز قبل اطلاق سراحهم. وبمجرد ان وصلت الحافلة الفلسطينية التي اقلت الاسرى الى المعبر حتى علت اصوات التكبير من ذوي الاسرى واقاربهم واصدقائهم وسكان المنطقة المحيطة. واستقبلت العديد من الامهات الاسرى بالاهازيج الفلسطينية الشعبية، واخذ الاسرى يخرجون ايديهم مشهرين علامة النصر، في حين اطلق العديد منهم التكبيرات. ولم ينتظر العديد من ذوي الاسرى توقف الحافلة، حتى اندفعوا الى داخلها لمعانقة ابنائهم بحرارة كبيرة. واختلطت دموع الاسرى بدموع ذويهم اثناء العناق. وبمجرد ان وطأت اقدامهم الارض، اسرع العديد من الاسرى للسجود شكرا لله على التحرر من سجون الاحتلال.

وقد ردد العديد من الاسرى وذويهم هتافات التأييد لحزب الله وزعيمه حسن نصر الله، في حين عبرت بعض الامهات عن شعور بالغضب ازاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، فرددت احداهن اهزوجة تقول «يا الله يا الله.... يا شارون يوخذك الله». وقد اخبر الاسرى الصحافيين، ما كان معلوما من قبل من ان جميع الاسرى المفرج عنهم من الذين شارفوا على انهاء فترة محكوميتهم، فقد قال علي القدرة، من خان يونس، وهو احد الاسرى المفرج عنهم، ان موعد الافراج عنه كان اول امس، لكن تم تأجيل الموعد لكي يتطابق مع موعد تنفيذ الصفقة. اما رفعت كامل ماضي، من مدينة رفح والذي كان يقضي حكما بالسجن لمدة خمس سنوات، فقد كان قد تبقت على انتهاء محكوميته سبعة اشهر.

وقد عبر الاسرى عن مشاعر مختلطة، فمن ناحية هم فرحون لكونهم اصبحوا بين ذويهم، ومن ناحية ثانية هناك شعور بالمرارة لكونهم يتركون خلفهم الافا من زملائهم من الاسرى من ذوي المحكوميات العالية، الذين لا يوجد امل لديهم في الحرية الا عبر صفقات تبادل اسرى. وفي معبر بيتونيا اقلت ثلاث حافلات 90 اسيرا فلسطينيا من منطقة رام الله والبيرة والمنطقة المحيطة بها. وقد توجه الاسرى المفرج عنهم الى مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي قطع اجتماعا كان له مع ضيوف اجانب، وقام بتحية الاسرى ومصافحة بعضهم وذويهم.

وقد حاول عرفات إلقاء خطاب امام الاسرى، الا ان جهاز الميكرفون كان معطلا، فقام احد مساعديه بالقاء كلمة، وعاد عرفات لاستكمال لقائه. وفي معبر ترقوميا، القريب من الخليل، جنوب الضفة الغربية اقلت خمس حافلات 150 اسيرا فلسطينيا من منطقة الخليل وبيت لحم. وذكرت مصادر فلسطينية ان اكثر الاسرى الذين بقيت لهم فترة في السجن هو شريف مسك، إذ بقيت له ثلاث سنوات. والى الحاجز العسكري الواقع جنوب مدينة طولكرم وصلت اربع حافلات تقل 131 اسيرا فلسطينيا من مناطق طولكرم ونابلس وجنين.