وزير مصري سابق يثير جدلا حول علاقة فاروق حسني بالاستخبارات المصرية

وزير الثقافة: لا أخشى الحديث عن تلك الفترة والاستخبارات كلفتني حماية الطلبة من «الموساد»

TT

أثار كتاب «قصة حياة عادية» لأستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة الدكتور يحيى الجمل وزير التنمية الأسبق والذي صدر حديثاً عن دار الهلال ضجة داخل الأوساط السياسية والثقافية في مصر، حيث تحدث الكتاب الذي يدخل في نطاق السيرة الذاتية عن الفترة التي قضاها وزير الثقافة المصري فاروق حسني في باريس كملحق ثقافي بالسفارة المصرية هناك. وكان الجمل يعمل ابان تلك الفترة من عام 1972 وحتى أكتوبر (تشرين الاول) 1973 مستشاراً ثقافياً بالسفارة نفسها، وقد أكد في كتابه وجود علاقة لفاروق حسني مع الاستخبارات المصرية.

من جانبه أكد فاروق حسني وزير الثقافة في مواجهة حوارية بينه وبين الجمل نظمتها مجلة «المصور» المصرية في عددها الصادر أمس أنه لا يخشى الحديث عن هذه الفترة، مؤكداً أنه كان يرفض الخوض فيها على اعتبار أن مهمته آنذاك واجب وطني قام به كمواطن يحب بلده، وأن علاقته بالاستخبارات المصرية بدأت عن طريق أحمد كامل الذي عرفه منذ أن كان محافظاً للاسكندرية.

وأضاف فاروق حسني أنه فوجئ بأحمد كامل يطلب منه العمل في المخابرات بعد انتقاله لتولي منصب رئيس جهاز المخابرات العامة في بداية السبعينات، إلا أن ذلك العرض لم يكتمل بعد القبض على أحمد كامل ضمن مجموعة مراكز القوى في 15 مايو ( ايار) عام 1971. ثم عاد الموضوع ليطرح مرة أخرى حينما تلقى اتصالاً هاتفياً من أحد العاملين بجهاز المخابرات المصرية عام 1972 يطلب منه المجئ للقاهرة حيث طلب منه السفر الى باريس كملحق ثقافي بسفارة مصر هناك، مؤكداً له أن مصر بحاجة إلى وجوده هناك لحماية الطلاب المصريين الذين يدرسون في باريس التي صارت أرضاً شديدة الخصوبة لجهاز المخابرات الاسرائيلية (الموساد) الذي كان يسعى وراء الطلاب المصريين والعرب لتجنيدهم للعمل لحساب اسرائيل كما حدث مع الجاسوسة المصرية هبة سليم. ويؤكد فاروق حسني أن ذلك التكليف كان ضد طبيعته كفنان يحب الحرية والانطلاق ولا يحب التخفي، ولكن كانت مهمته أقوى من أن يرفضها وبخاصة أن دوره تركز في حماية الطلاب من الانزلاق نحو أي أجهزة مخابراتية وبخاصة اسرائيل.

كما أكد حسني أن دوره في عملية السفينة «كيلي لاورو» التي اختطفتها مجموعة فلسطينية جاء بمحض الصدفة ومن دون أن يتم تكليفه بأي شيء من قبل المخابرات العامة وقال: إن طائرة مصر للطيران كانت متجهة إلى تونس وعلى متنها أبو العباس وفلسطينيان آخران، إلا أن عدداً من الطائرات الأميركية خرجت على الطائرة المصرية من قاعدة في جنوب ايطاليا وأجبرتها على تغيير مسارها والهبوط في مطار «سيفونيللا» بايطاليا، وهناك جرت بعض المباحثات بين الايطاليين والأميركيين فتم نقل الطائرة إلى روما حيث أعلنت المخابرات المصرية أن ركابها سيتوجهون الى الأكاديمية المصرية في روما، وكنت وقتها أعمل مديراً لها. وأثناء نزول الركاب من الطائرة ترك رجال المخابرات المصرية الفلسطينيين الثلاثة داخل الطائرة وأغلقت عليهم الأبواب تمامأ من دون أن يشعر بهم أحد، ولم أكن أعلم بكل هذه الأمور ولكنني أعددت 17 غرفة بالأكاديمية بناء على طلب المخابرات للركاب الذين لم أكن أعلم عنهم أي شيء سوى أنهم مصريون. وبعد وصولهم جاءني النائب العام الايطالي وطلب مني استجواب غير المصريين بهدف ادانة مصر واحراجها دولياً، فأخبرته أنه لا يوجد بالأكاديمية غير المصريين. واستأذنته وحادثت سفيرنا في روما هاتفياً لأستشيره وأحكي له ما حدث فحمد الله على ما قلته للنائب العام الايطالي وطلب مني مماطلته في تسليم جوازات سفر الموجودين بالأكاديمية لحين خروج الطائرة المصرية التي أقلعت بركابها الثلاثة من نطاق الحدود الايطالية. وبالفعل سلمت للنائب العام الايطالي جوازات سفر الركاب فلم يجد بها غير مصريين.

وقال وزير الثقافة: هكذا كان لي دوري في تلك العملية من دون تكليف من جهاز المخابرات القومي ومن دون أن أعلم عنها شيئاً فقط لأنني مصري أشعر بالمسؤولية تجاه وطني أياً كان موقعي.

ومن جانبه نفي دكتور يحيى الجمل أن يكون قد هدف من مذكراته أي اساءة لوزير الثقافة المصري.