انتخابات الرئاسة الأميركية: كيري اكتشف قبل سنة فقط أصل عائلته التشيكي اليهودي

TT

براغ ـ أ.ف.ب: تتابع قرية هورني بينيسوف الجبلية التشيكية التي عاش فيها اجداد السناتور جون كيري ابرز مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، باهتمام خاص، سباق الانتخابات التمهيدي لمعركة الرئاسة المرتقبة في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

جوزف كليش رئيس بلدية هورني بينيسوف في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية قال انه «سعيد جداً بأن البلدة أخذت تشق طريقها نحو الشهرة بفضل جون كيري.. واذا حصل كيري على ترشيح الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة الاميركية، سأقترح منحه جنسية فخرية».

القرية بسكانها البالغ عددهم 2400 نسمة تحلم منذ الآن بفوز كيري على الرئيس الاميركي جورج بوش لان السناتور قطع وعداً في تصريح مقتضب للتلفزيون التشيكي قال فيه «انتظر بفارغ الصبر زيارتكم كرئيس للولايات المتحدة».

الواقع ان علاقات كيري، الذي يمثل ولاية ماساتشوستس في مجلس الشيوخ الاميركي، مع هذه القرية المعزولة القريبة من الحدود البولندية، تعود الى عام واحد فقط. فبطلب من صحيفة «بوسطن غلوب» ـ أشهر صحف الولاية ـ كتب عالم الانساب النمساوي فليكس غونداكر تاريخ فريدريك كيري، جد جون كيري الذي هاجر الى الولايات المتحدة في نهاية 1904. وكانت المفاجأة الكبرى لكيري التي اكتشفها غونداكر هي ان فريدريك كيري كان يهودياً نمساوياً اعتنق المسيحية الكاثوليكية مع اسرته قبل هجرته الى الولايات المتحدة عام 1901. وتمكن ايضا من تغيير اسم عائلته من كون الى كيري وهو الاسم الذي اعتمده شقيقه اوتو قبل اربع سنوات من ذلك. كما تخلى عن اسمه الأول فريتز عند وصوله الى الولايات المتحدة.

وتفيد الدراسة التي اعدها غونداكر ان فريتز كون ولد في هورني بيسوف في مايو (ايار) عام 1873 حيث كان والده بينيديكت خمّاراً ينتج الجعة. وفي نهاية القرن التاسع عشر كانت هورني بيسوف تحمل الاسم الالماني بينيش وكانت بلدة صغيرة اكثر ازدهارا عما هي عليه اليوم يبلغ عدد سكانها اكثر من خمسة آلاف كلهم ناطقون بالالمانية. وعلى غرار الجمهورية التشيكية برمتها حالياً، كانت القرية تقع في منطقة ضمن الإمبراطورية النمساوية المجرية.

رئيس البلدية كليش قال للوكالة الفرنسية ان هورني بيسوف تعاني اليوم من «ظاهرة البلدة الحدودية المقتلعة من جذورها». وكغيرها من المدن والقرى الالمانية التي كانت جزءا من اقليم السوديت، تضرّرت بينيش بعد هزيمة النازيين عام 1945 بابعاد حوالي 5.2 مليون مواطن من اصل الماني كانوا يقيمون فيها الى المانيا والنمسا. وتابع كليش ان «التركيبة السكانية هنا تغيرت تماماً بعد الحرب العالمية الثانية بعد تدفق سكان جدد جاءوا اليها من مختلف مناطق مورافيا».

أما بخصوص التأثيرات المحتملة في حال انتخاب كيري، فإن رئيس البلدية يفضّل الاحتفاظ حالياً بهدوئه ويرفض الحديث عن اي خطط. لكنه قال «بالنسبة لعدد كبير من مواطنيّ الامر ليس بسيطاً. لا تنس اننا نعيش في منطقة فقيرة جدا فيها نسبة بطالة هائلة هي المشكلة الأساسية للاهالي».