مجزرة أربيل تصادر فرحة العيد في بغداد أيضا

TT

ارخى الهاجس الامني بظلاله على احتفالات عيد الاضحى المبارك في بغداد، إذ ترددت في شوارعها واحيائها واسواقها الاصداء الثقيلة لاكثر الهجمات دموية خلال الاشهر العشرة الماضية، حيث قتل دفعة واحدة العشرات وجرح المئات من المدنيين المحتفلين بعيد الاضحى في اول ايامه في مقري الحزبين الكرديين الرئيسيين في مدينة اربيل. شوارع العاصمة العراقية بدت شبه مهجورة، وكذلك الملاعب القليلة التي خاطر اصحابها بفتحها في هذه الظروف الامنية المتردية بكل المقاييس رغم وجود المئات من دوريات الشرطة وانتشارها على ابواب تلك الملاعب لمشاركة الاطفال فرحتهم، وكان هناك قلة قليلة من الاطفال الشجعان والمغامرين الذين اصروا على ممارسة طقوسهم الاحتفالية. كان مجيد عثمان، 51 سنة، في غاية الغضب وهو يعلق على البداية الدامية للعيد: «الله يأمرنا بذبح الاضاحي تقربا منه وايفاء بالنذور، وهنا ينحرون الناس ويدمعون عيون الاطفال والنساء في احلى مناسبة دينية عند المسلمين، فاين هم من الاسلام ودين الله الذي يدعو الى السلام والمحبة والتسامح؟». حتى الملاعب الخاصة بالاطفال بدت خالية من ضحكات الاطفال وصخبهم البريء، وكان وصف ناظم عبد الحميد، 48 سنة، دقيقا الى حد كبير عندما قال «اطفالنا شاخوا مبكرا واصبحوا مثلنا محرومين من متع الحياة لا يبالون بهذه المناسبة التي كانت بالنسبة لهم ذروة ايام الفرح والسرور من ايام السنة، فالعيد في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العراق لا يختلف عن بقية الايام.. الخوف من الخروج الى المناطق المزدحمة تحسبا من وقوع تفجيرات.. لعنهم الله اولئك الذين يحرمون اطفالنا من ابهج ايام عمرهم». وحين استوقفنا ليلى سليمان بصحبة زوجها واطفالها الثلاثة (وسن، 15 عاما، وانس، 10 اعوام، وهدى، 4 اعوام) قالت: «اخذت اولادي معي لمعايدة اهلي ويدي على قلبي من الخوف من وقوع انفجار رغم خلو الشوارع كما ترى في اول ايام العيد، وانا راجعة الان الى البيت ولا اسمح لاطفالي بالخروج رغم ان ذلك من حقهم في هذه المناسبة.. لقد افسدوا علينا الفرحة وبخاصة على اطفالنا المحرومين من كل شيء». سألناها: من هم؟ قالت: «الذين لا يحترمون الانسان ولا دين الله فيقتلون الناس في هذا اليوم العظيم ويجعلون الاطفال والنساء يبكون».

كانت مناظر الملاعب الخاصة بالاطفال بمراجيحها ودواليبها وهي خالية حتى من حراسها، مؤلمة للغاية، خاصة ان هذه الملاعب كانت تغص بالاطفال في السنين السابقة.

وكان ثائر عبد المهدي محقا في تساؤلاته: «ماذا حدث لنا؟ اين يذهب اطفالنا؟ ولماذا يحرمون من البسمة؟ والى متى هذا الوضع الامني القاتل للانسان؟ ماذا يريد الارهابيون المأجورون منا؟ لماذا ينقلون ثاراتهم الى بلدنا فيحرموننا من جميع متع الحياة؟».