الجامعة العربية تستضيف المؤتمر العربي لتنمية جنوب السودان

TT

في اطار الجهود التي تقوم بها الجامعة العربية لدعم وتنمية جنوب السودان تعقد الأمانة العامة للجامعة «المؤتمر العربي للاستثمار والتنمية في جنوب السودان» يوم 20 فبراير (شباط) الجاري تحت رعاية الأمين العام للجامعة عمرو موسى وبمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين العرب والسودانيين.

وسوف تتناول جلسات عمل المؤتمر والذي ينعقد لمدة يوم واحد عدة محاور اهمها التعريف بجنوب السودان ومناخ وظروف الاستثمار وضمانات وأنظمة الاستثمار هناك الى جانب الترويج للمشروعات الاستثمارية الخاصة بالجنوب ودور الصناديق ومؤسسات التمويل العربية والمنظمات العربية المتخصصة والاتحادات العربية النوعية.

والمنتظر ان تطرح خلال المؤتمر جملة من المشروعات الاستثمارية على المشاركين فيه والتي يمكن اقامتها في مواقع عديدة من جنوب السودان الذي يزخر بالامكانيات الهائلة من الأراضي الخصبة والمياه والنفط وفرص التصنيع الزراعي والنقل والمواصلات.

ومن بين تلك المشروعات «سكر ملوط» بطاقة 65 ألف طن يوميا ويقع على بعد 600 كيلومتر جنوب الخرطوم ويحتاج الى تمويل قدره 110 ملايين دولار و«أرز أويل» والذي يقع غرب الولايات الجنوبية على مساحة 18 ألفا و600 فدان ويحتاج الى 4.39 مليون دولار.

بالاضافة الى مشروع «نمولي للبترول» والذي يهدف الى امداد الولايات الجنوبية بالمواد البترولية بتكلفة اجمالية قدرها 20 مليون دولار الى جانب مصفى السلام بملكال بتكلفة تبلغ 15 مليون دولار.

ومن بين المشروعات التي اعدها السودان لعرضها على المؤتمر «مخازن تبريد وانتاج الثلج» في الدمازين وذلك للمساعدة في انتاج الثروة السمكية والصناعات الغذائية واللحوم بتكلفة اجمالية قدرها 1.3مليون دولار الى جانب زراعة 500 ألف فدان فى منطقة جونقلي بالحبوب والقطن وهو ما يتطلب بصفة مبدئية توفير مبلغ قدره 10 ملايين دولار.

كما تتضمن قائمة المشروعات ايضا انتاج السكر الأسمر في ملوط بأعالي النيل ويتطلب تكلفة استثمارية قدرها 700 ألف دولار وايضا انتاج الصمغ العربي في ولاية جونقلي في مساحة 500 ألف فدان ويمكن ان تتضاعف في الولايات الجنوبية المختلفة وتقدر تكلفتها بنحو 50 مليون دولار وهناك دراسة جدوى كاملة عن المشروع الى جانب اعادة تأهيل الغابات بالولايات الجنوبية بهدف انتاج الاخشاب والورق والمحافظة على البيئة واستدامة انتاجها وحفظ تنوعها وذلك خلال فترة زمنية تمتد لثلاث سنوات وبتكلفة تقديرية 1.975 مليون دولار. وتشمل القائمة ايضا مشروع تطوير الثروة الحيوانية بالولايات الجنوبية والذي يهدف الى زيادة الانتاج الحيواني والسمكي وتوفير اللحوم والالبان ومشتقاتها بالاضافة الى توفير الامصال للوقاية من الامراض وتوفير مدابغ الجلود بتكلفة قدرها 20 مليون دولار الى جانب الثروة المعدنية بالولايات الجنوبية وهناك دراسة شاملة توضح توفر كميات هائلة من خدمات ومعادن الحديد والكروم والذهب وغيرها وهو ما يمكن الاستثمار فيه.

كما سيتم خلال المؤتمر تقديم عروض لمشاريع استثمارية اخرى في المجالات الزراعية والصناعية والتعدينية والطاقة والبترول.

وكان عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية قد دعا خلال الفترة من 19 يناير 2002 وحتى 7 يونيو (حزيران) الماضي الى عقد ثلاثة اجتماعات تنسيقية للدول وصناديق التمويل والاستثمار العربية بمقر الجامعة العربية خصصت لدفع منظومة العمل العربي المشترك الى القيام بدور بارز في تنمية جنوب السودان.

وفي الاجتماع الأول الذي عقد في 19 يناير (كانون الثاني) 2002 قدمت الحكومة السودانية عرضا شاملا حول الاحتياجات والمشروعات المراد تمويلها لتنمية جنوب السودان واعربت صناديق الاستثمار والتمويل العربية خلاله عن استعدادها لتمويل هذه المشروعات وكذلك المنظمات والمجالس الوزارية المتخصصة.

أما في الاجتماع الثاني الذي عقد في 17 فبراير 2003 فقد قدمت صناديق التمويل والاستثمار تعهدات بشأن المشروعات التي سوف تقوم بتنفيذها في جنوب السودان وخاصة الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي الذي اعلن استعداده للاسهام بمبلغ 75 مليون دولار لانشاء طريق «الرنك ـ ملكال» والمسمى بطريق السلام الذي يربط شمال السودان بجنوبه.. كما اعلن الصندوق استعداده ايضا للمساهمة بمبلغ 10 ملايين دولار لتكملة وبناء محطات لتنقية المياه وحفر آبار وبناء سدود صغيرة في الجنوب.

وعقد الاجتماع الثالث في 7 يونيو الماضي وخلاله تم عرض المشروعات التي دخلت حيز التنفيذ بالفعل في جنوب السودان وهي مشروع دعم شبكة المياه في الجنوب بمنحة قدرها 10 ملايين دولار مقدمة من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي الى جانب مشروع طريق السلام والذي يربط شمال السودان بجنوبه والذي يشمل طريق «الجبلين» بتمويل من بيت الخبرة السعودي قدره 30 مليون دولار وطريق «الرنك ـ فوج» بتكلفة 150 مليون دولار مناصفة بين كل من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي والصندوق السعودي للتنمية.

ومن بين المشروعات التي دخلت حيز التنفيذ ايضا انشاء نحو 22 مدرسة للتعليم الاساسي في جنوب السودان وكهرباء مناطق جبال النوبة وانشاء 52 موقعا خدميا في الولايات الجنوبية واعادة تأهيل مدينة جوبا اكبر مدن الجنوب. وكان الأمين العام للجامعة العربية قد قام في شهر يونيو الماضي بزيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لجنوب السودان (جوبا وغرب أعالي النيل) واعلن في جوبا اثناء الزيارة عزم الجامعة العربية ومؤسساتها على تنمية جنوب السودان كما ارسل وفدا الى الجنوب وكان في ضيافة الحركة الشعبية لتحرير السودان في مدينة رومبيك وأعد تقريرا عن الاوضاع هناك وتم توزيعه على الجهات العربية المعنية.

وحرصا على وحدة السودان ودعما لمسيرة السلام والوفاق هناك فقد ظل موضوع السودان بندا دائما على جدول أعمال الجامعة العربية.

وشملت جهود الجامعة العربية جانبين; أولهما سياسي يتعلق بدفع مسيرة السلام وتحقيق الوفاق الوطني السوداني، وثانيهما تنموي يتعلق بدفع منظومة العمل العربي المشترك برمتها الى المشاركة في تنفيذ خطة تسهم في تنمية جنوب السودان والمناطق التي تأثرت بالحرب.

وادراكا لأهمية الدور الذي يضطلع به القطاع الخاص العربي وخاصة المستثمرين ورجال الاعمال العرب في الاستثمار في جنوب السودان فقد اصدر مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري قراره رقم 6329 بتاريخ 9 سبتمبر (أيلول) 2002 وقراره رقم 6279 بتاريخ 24 مارس (آذار) 2003 كلف بموجبهما الأمانة العامة لجامعة الدول العربية واتحاد المستثمرين العرب بالتعاون مع الحكومة السودانية بتنظيم مؤتمر في الجامعة العربية للترويج للمشروعات الاستثمارية في جنوب السودان لدى القطاع الخاص.

ومن المقرر ان يشارك في المؤتمر العربي للاستثمار والتنمية في جنوب السودان والمقرر عقده في 20 فبراير الجاري بمقر الجامعة العربية عدد كبير من رجال الاعمال العرب ومؤسساتهم وممثلو غرف التجارة والصناعة والزراعة في البلاد العربية.. كما تشارك في المؤتمر المنظمات والاتحادات والشركات العاملة في مختلف قطاعات العمل الاقتصادي العربي المشترك والمؤسسات الاستثمارية والمالية والمصرفية والمؤسسات العربية المشتركة بما فيها الصناديق وشركات الاستثمار العامة والخاصة.