15 ألف رجل أمن شاركوا في تنظيم رمي الجمرات أمس في منى

وزارة الصحة السعودية تعلن سقوط 30 حاجا و7 من رجال الأمن بسبب الإرهاق

TT

كان منظر الحشود وهي تتجه نحو الجمرات منظرا مهولا.. ملايين البشر تسير باتجاه واحد في تظاهرة دينية هي الاكبر على الاطلاق عالميا.. الآلاف من رجال الأمن ينتشرون حول المكان هنا وهناك ممسكين بأيدي بعضهم البعض مشكلين طوقا دائريا حول مواقع الجمرات الثلاث لتنظيم الحجاج.. وهناك على امتداد الابراج الثلاثة يقف جميع مسؤولي الحج والقيادات الأمنية كل منهم ممسك بجهازة اللاسلكي موجها فريقه ورافعا يده الى السماء ان يمر هذا اليوم الاخير على خير وسلامة. كان هذا المشهد مدهشا وأنا اشاهده من أعلى برج في جسر الجمرات وعلى ارتفاع مائة قدم وأنا في غرفة القيادة المركزية على جسر الجمرات.

مر هذا اليوم بنجاح رغم المخاوف التي سبقته بأن يحدث أي تساقط للحجاج ولكنه لم يشهد أي سقوط او تدافع بشكل كبير للحجاج باستثناء سقوط 30 حاجا و7 من رجال الأمن جميعهم بسبب الارهاق حسب ما صرح به لـ«الشرق الأوسط» الدكتور خالد ياسين منسق عام الطوارئ وقائد الاخلاء الطبي في الحج والذين تلقوا العلاج في نفس موقع الرمي وغادروا المكان ساعتها وهم بسلام دون ان يقع حسب قوله أي وفيات في هذا اليوم الذي احتشدت فية الملايين لرمي الجمرات الثلاث.

بدأ الرمي امس منذ ساعات الصباح الأولى وكانت الكثافة في البداية بسيطة الا انها سرعان ما زادت قبل الظهيرة لتصبح في اوجها عندما اشارت الساعة الى الواحدة والنصف.. ساعتها كان الحجاج ونحن نشاهدهم من البرج وكأنهم موج البحر يتحركون كلهم باتجاه واحد وحين يقتربون من الجمرات يبداون حركة دائرية اجبرهم عليها رجال الأمن لمنع التدافع وهنا تبدأ أيديهم بشكل جماعي تتحرك فلا تشاهد الا تلك الأيدي بحركة واحدة باتجاه واحد..

واستمر ذلك الزحام الى قرابة الساعة الثالثة والنصف وهنا بدأ العدد يقل تدريجيا وبدأت الحركة الانسيابية والتفويج يسير بشكل افضل باتجاه الجمرات بعد ان ذهب اكثر الحجاج وقت الظهيرة واستمر الحال كما هو عليه حتى ساعة اعداد هذا الخبر قرابة الخامسة عصرا.

قال لـ«الشرق الأوسط» اللواء مروان الصبح قائد قوات الطوارئ ان اكثر من 10 آلاف من رجال الطوارئ يشاركون اليوم في تنظيم هذا الحشود على جسر الجمرات واكثر من5 آلاف من قطاعات اخرى مختلفة من الحرس الوطني والدفاع المدني والكليات العسكرية والجهات الأمنية الاخرى والتي تعمل بشكل مكثف معنا خلال الرمي مشيرا الى تنظيم وضع الرمي هذا اليوم والذي مر بسلام رغم كثافة الجموع التي توجهت للرمي منذ الساعات الأولى في هذا اليوم. واضاف «ان المشكلة الوحيدة التي تواجهنا مع الحجاج في كل عام اثناء الرمي هو اصطحابهم لأمتعتهم معهم وذلك يتسبب في مشاكل كبيرة».

وقال لـ«الشرق الأوسط» حاتم قاضي وكيل وزارة الحج «ان كثافة عالية يشهدها الرمي خاصة في ساعات الذروة تم تنظيمها وسارت الامور بالشكل الجيد وبالتعاون مع مؤسسات الطوافة مشيرا الى ان الرمي اليوم مر بسلام وبتكاتف جهود جميع القطاعات المشاركة في الحج».