كاميرا فيديو صورت الانتحاري وهو يصافح مسؤولي مقر الاتحاد الوطني الكردستاني مندسا بين المهنئين بالعيد

TT

أربيل ـ أ.ب وأ.ف.ب: اظهرت لقطات لكاميرا فيديو في مقر الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة جلال طالباني، الشخص الانتحاري وهو يصافح المسؤولين قبل لحظات من قيامه بتفجير نفسه في واحدة من عمليتين طالت الثانية منهما مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، في مدينة أربيل الاحد الماضي، مما اسفر عن مقتل 71 شخصا وجرح اكثر من 200 آخرين.

وكشفت لقطات كاميرا فيديو كانت تصور استقبال المهنئين بالعيد في مقر الاتحاد الوطني الكردستاني لقطات للشخص الانتحاري وهو يندس في صف المهنئين خلال تقدمهم لمصافحة المسؤولين. فكان رجلا يتراوح عمره بين 20 و30 عاما. واظهرت الصور الانتحاري من الخلف وهو يمد يده لمصافحة أحد المسؤولين، وتقدم بخطوة اخرى ليضع يده في يد المسؤول شهوان عباس، وفي تلك اللحظة فجر نفسه، كما قال آزاد جندياني المسؤول عن المكتب الاعلامي للاتحاد الوطني.

وازيلت الكثير من آثار الانفجار في مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني أول من امس، ولكن ما يزال من الممكن رؤية آثار دماء جافة على الأرض والجدران، وسجادة صلاة صفراء وسجل تلفون غطته الدماء، وقطعة ملابس واشياء اخرى مرمية على الأرض. وقال هودجر نادر أحد المسلحين الأكراد التابعين للحزب الديمقراطي «الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو انه مما يثير الكثير من الألم رؤية ذلك كله». وأضاف «اشعر ان الانفجار قصم ظهرنا ودمر الملجأ الذي نأوي اليه».

وعلى الرغم من انه لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن العمليتين، الا انه من المعتقد ان جماعة أنصار «الاسلام» الاصولية الكردية هي التي تقف وراءهما.

وذكرت حصيلة جديدة للعمليتين الانتحاريتين عن مقتل 71 شخصا. وبحسب اللائحة التي نشرتها صحيفة «خه بات» التي يصدرها الحزب الديمقراطي الكردستاني امس، فان كل القتلى من الرجال، وبينهم تسعة مسؤولين كبار في الحزب الديمقراطي الكردستاني وستة من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. والباقون هم من أعضاء او أنصار هذين الحزبين ومواطنون جاءوا للتهنئة بالعيد.

وكان مدير المستشفى الحكومي في مدينة أربيل قد اعلن امس ان العملية الانتحارية التي وقعت الاحد في المدينة اسفرت عن سقوط 68 قتيلا.

وقال الطبيب مظفر حبيب «احصينا ستين جثة وتم دفن ثماني جثث اخرى بدون ان يفصحها اطباء شرعيون». واوضح ان خمسة من الجرحى الذين يبلغ عددهم حوالى مائتين ما زالوا في قسم العناية المركزة واحدهم في حالة حرجة.

وكانت مراسم تشييع القتلى انتهت امس حيث انطلقت الحشود المشاركة سيرا على الاقدام من مقر الاتحاد الوطني الكردستاني الذي دمرته العملية الانتحارية، الى مدفن أربيل. ورافق حوالي ألفي كردي نعش المسؤول في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني شوخان عباس والذي لف بعلم الحزب وحملوا اكاليل الزهور وصور القتيل حتى المدفن حيث كان بانتظارهم نحو ألفي شخص آخرين.

وتحدث رجل دين في الحشود فقال «ان العملية لن تحول دون حفاظنا على كردستان وسنواصل المطالبة بحقوقنا مع اشقائنا العرب لبناء عراق جديد». واضاف «الاسلام يرفض الاعمال الارهابية»، في حين كان رئيس وزراء الحكومة المحلية السابق العضو في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني كوثر علي رسول يضم بين ذراعيه ابن وابنة شوخان عباس والدموع تنهمر من عينيه. ودفن ايضا مساعد محافظ الاقليم معقل الحزب الديمقراطي الكردستاني مهدي خوشناو وسط الجموع التي رفعت صور الضحية واعلام كردستان.

وكانت الشوارع التي تكثفت فيها الحواجز، شبه خالية من المارة باستثناء عناصر القوى الامنية المتوترين. وبين العدد القليل جدا من المارة، وضع البعض شارات سوداء على الذراع.

وقال مدير محطة للوقود شرج أحمد «كل الناس في حالة من الحزن لأن هذا الاعتداء يهدف الى منعنا من المطالبة بالفيدرالية، لكننا لا نزال نشدد عليها».

وكانت غالبية المتاجر والمؤسسات مقفلة بسبب الحداد المعلن لثلاثة ايام وعيد الاضحى الذي بدأ الاحد.