مجهولون يهاجمون مقر مجلة «الدار» الأسبوعية في غزة خلال عطلة عيد الأضحى ويدمرون 70% من محتوياتها

TT

تعرضت مجلة اسبوعية فلسطينية في قطاع غزة الى اعتداء اسفر عن تدمير حوالي 70% من معداتها واجهزة الكومبيوتر فيها. وقال رئيس تحرير المجلة حسن الكاشف لـ«الشرق الأوسط» ان مجهولين انتهزوا عطلة العيد واقتحموا مقر مجلة «الدار» والحقوا اضرارا كبيرة في محتويات المقر من مكاتب وكومبيوترات.

وردا على سؤال ان كان هناك اي سبب يدفع «المجهولين» الى القيام بمثل هذا الاعتداء على مقر «مجلة مستقلة» متواضعة، قال الكاشف «ان هذا الاعتداء هو رسالة واضحة من طرف يشعر ان خط مجلة الدار ورسالتها، يتعارضان مع منهجه ومصالحه». واضاف «ان في هذه الخانة الكثيرين»، لكنه لم يشاء تحديد اسماء او توجيه اصابع الاتهام الى جهة محددة وان اعترف بان اطرافا في السلطة تقف وراء هذا الاعتداء الذي بدأ يتكررعلى الصحافيين في الاراضي الفلسطينية لا سيما قطاع غزة الذي تعرض فيه مراسل قناة «العربية» الفضائية الى اعتداء بالضرب قبل بضعة اسابيع. واعتبر الكاشف الاعتداء «رسالة واضحة وجريمة كبيرة تهدف الى تكميم الافواه»، وقال «هذه ليست المرة الاولى التي يجري فيها الاعتداء على صحافيين او مقار صحافية او اذاعية, وهذا ان دل على شيء انما يدل على ان بعض الناس اصبحوا لا يتحملون الرأي الاخر، فهذه المجلة هي مجلة مستقلة وتتحدث بوضوح في كل القضايا ومفتوحة لجميع الاراء في بلدنا، وهذا كما يبدو لا يحظى باستحسان الكثير من الاطراف».

لكنه قال انه لا يريد استباق التحقيق وتوجيه اصابع الاتهام ضد طرف معين، واضاف انه طلب من تولى التحقيق في القضية لكشف الجناة والفاعلين والمعتدين. وتابع القول انه حمل السلطة المسؤولية عن ايجاد المعتدين واعتقاله وتقديمه للمحاكمة وعقابهم على اغفاله ومن دون ذلك تكون السلطة هي المسؤولة عن مثل هذه الاعتداءات، التي اكد انها لن تحيد المجلة عن خط سيرها ولن تتردد في قول الحقيقة.

وادان توفيق ابوخوصة نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين الاعتداء بشدة، معتبرا انه «اعتداء اثم من قبل مجموعة خارجة عن الصف الوطني الفلسطيني وضد حرية الصحافة». ودعا السلطة الفلسطينية واجهزة الأمن والشرطة الى «بذل كل جهد من اجل الوصول الى الاشخاص او الى الجهة التي تقف وراء هذه الجريمة وتقديمهم للمحاكمة».

واوضح ابوخوصة ان «تكرار مثل هذه الاعتداءات ضد الصحافيين والمؤسسات الصحافية الفلسطينية يعتبر ظاهرة خطيرة يجب ان يقف الجميع سلطة ونقابات وفصائل وفعاليات وطنية لمحاربتها لانها لا تخدم الا الاحتلال الاسرائيلي الذي يسعى الى اخراس الصحافة وتكميم الحريات».

وعن الاعتداء قال الكاشف «أنا اعتقد انه وقع في غضون الايام الثلاثة من عطلة عيد الاضحى المبارك، ولم نعلم بالامر حتى صباح هذا اليوم حيث عدنا للعمل، ووجدنا ان اكثر من 70% من محتويات المكتب قد تضررت بفعل الاعتداء، وتدخلت الشرطة وحضرت الى المكان ورفعت البصمات».

وقال «لست ادري ان كان من قبيل الصدف ام ان الحاسة السادسة كانت وراء اخر مقال كتبته في المجلة اطالب فيه بالا يبقى المجهول خارج القفص لان العدالة في حينها ستكون داخله».

ومجلة الدار هي مجلة حديثة العهد اذ صدر اول عدد منها قبل حوالي 6 اشهر وبلغ عدد ما اصدر منها 20 عددا حسب الكاشف. واكد الكاشف ان المجلة سياسية مستقلة ومتواضعة، مفتوحة لكل الاقلام ولا تنتمي لخط سياسي بعينه، وهي ممولة ذاتيا ولا تتلقى اي تمويل من جهات داخلية او خارجية بل كما يقول انها مجلة تعتمد على الاشتراكات والمبيعات.