المدينة المنورة تجتذب المسلمين خلال يوم عرفة وأيام العيد وزيادة تصل إلى أقصى ذروتها في الحركة التجارية

TT

في الوقت الذي تستعد فيه مدينة طيبة الطيبة لاستقبال ضيوف الرحمن بعد الانتهاء من أداء شعائر الحج، شهدت المدينة المنورة خلال يوم عرفة وأيام التشريق ازدحاما من قبل زوارها من داخل المحافظات السعودية ودول الخليج العربي، وقد احتلت مدينتا جدة والطائف الصدارة من حيث عدد الزائرين للمسجد النبوي، فيما أتى أهالي المنطقة الشرقية والخليج في المرتبة الثانية، وبعض من الدول الغربية والإسلامية وذلك لقضاء يوم عرفة ما بين صوم، وصلاة، ودعاء في رحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتصل نسبة الإشغال داخل الفنادق المجاورة للحرم النبوي، والأجنحة، والشقق المفروشة لأقصى ذروتها في هذا الوقت من كل عام لتصل لأكثر من 100 في المائة، ليبلغ سعر الغرفة الواحدة في الفندق الثلاثة نجوم إلى 800 ريال في الوقت الذي يكون فيه سعر الغرفة في خارج أيام المواسم 500 ريال لليلة الواحدة، فيما يصل سعر الجناح ما بين 3000 - 5000 ريال، ويصل سعر الغرفة في الفنادق متوسطة الدرجة بين 180 - 200 ريال، فيما يصل سعر الجناح إلى 350 ريالاً، ويرجع أصحاب الفنادق اختلاف الأسعار إلى أكثر من سبب منها: بعد الفندق أو مدى قربه من المحرم النبوي، والخدمات المقدمة سواء للزوار أو لضيوف الرحمن، وفخامة المكان.

في ذات الوقت تشهد الأسواق التي توجد حول المسجد زيادة في النشاط التجاري عن الأوقات المعتادة، حيث تزيد عملية ضخ البضائع على كافة أنواعها وأشكالها خاصة التذكارية، والدينية منها، مثل الأشرطة القرآنية، سجاد الصلاة، السبح ذات المائة حبة خصوصا سبح خشب الورد والتي يصل سعرها إلى 150 ريالا، وسبح اليسر المطعمة بالفضة والأحجار الكريمة والتي تصنع في إيران ويصل سعرها إلى 300 ريال، بالإضافة إلى أن الحركة الشرائية للتمور تكون في أوجها من هذا العام لكافة أنواعها إلا أن أشهرها (الصقعي، المبرومة، والصفري) وتبقى العجوة النبوية الأكثر مبيعا والتي يصل سعرها إلى 170 ريالا للكيلو الواحد، و40 ريالا للعلبة التي تحتوي على ما يقارب خمس عشرة حبة فقط ومغلفة على شكل الهدايا، وقد تعددت أشكال التمور فهناك المحشو باللوز، الكاجو، الفستق، ومنها المغطى بالشيكولاته، أو العسل، وتتراوح الأسعار كل حسب الحشوة الموجودة داخلها، ونوع التمر نفسه، وإن كان مغلفاً كهدايا، ويؤكد سالم الحربي أحد أصحاب محلات التمور التي تقع أمام الحرم النبوي مباشرة والذي يعتبر في الموقع الأهم في المنطقة يؤكد على أن المواسم الدينية تعد الأهم بالنسبة للتجار والأكثر نشاطا من الناحية الاقتصادية مضيفا: المدينة المنورة بالنسبة للتاجر كل أيامها مواسم لأن زائريها يفدون عليها على مدار العام، إلا أن الأهم منها شهر رمضان الكريم، وأشهر الحج حيث يفضل البعض البقاء بعد انتهاء رمضان إلى الحج بجوار المسجد النبوي للتعبد، والبعض الآخر يأتي لزيارة المدينة بعد الانتهاء من أداء فريضة الحج، ويعتبر التمر الهدية المفضلة للزائرين سواء من الحجاج، أو ممن هم داخل السعودية لذا طرحت الشركات المعنية بتصنيع التمور أنواعا وأشكالا مختلفة حتى أنه أصبح يصنع داخل علب الهدايا مختلفة أسعاره بين نوع وآخر، وبين شكل وشكل، وعن أهم الأنواع رواجا في هذه الفترة يضيف: كل الأنواع مطلوبة خصوصا أن الجميع يعلم أن التمور السعودية هي الأكثر جودة، إلا أن العجوة النبوية يقبل عليها الكثير بسبب مسماها، وأيضا هناك اعتقاد أنها تشفي من بعض الأمراض خاصة السحر، والعمل وغيرها. ولم يتوقف الزائرون فقط أمام الحرم النبوي بل تعدى الأمر إلى التعرف على معالم البلد التي من أشهرها شارع السلطانة والذي يشبه التحلية في مدينة جدة، وتبلغ ذروة الازدحام بعد صلاة العشاء لتجد كافة الماركات العالمية، والمأكولات الغربية والشرقية والشامية على جانبي الطريق.