الكشافة السعودية تساعد 7 آلاف حاج تائه وتعرض صور الأطفال التهائين على الإنترنت

45 طفلا فقدوا أسرهم في عرفات بسبب الزحام ووالد يستعيد طفله بعد 9 ساعات من فقده

TT

سبعة الاف حاج تائه ضلوا طريقهم حتى ظهر يوم امس في داخل المشاعر المقدسة ولم يستطيعوا العودة الى مخيماتهم الا بعد ان قام افراد الكشافة السعودية باعادتهم الى المواقع التي يقطنون فيها. ويعتبر هذا العدد هو الاقل خلال السنوات الماضية في مواسم الحج خاصة ان اغلب الحجاج المفقودين هم من المقبلين من الخارج، وبالمقابل فقدت 45 اسرة اطفالها في عرفات. وقالت احصائية حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منها ان 45 طفلا فقدو من اسرهم في عرفات بسبب الزحام، بعضهم يصل عمره الى ثلاث سنوات واكبرهم يبلغ من العمر سبعة اعوام وغالبا مايفقدون بسبب الزحام الشديد الذي تشهده المشاعر المقدسة وانشغال اهاليهم وذويهم بالعبادة خلال وجودهم في المشاعر، مما دفع المعسكر العام للكشافة في المشاعر المقدسة ان يقوم بنشر صور المفقودين على موقع الإنترنت www.kashaf.org حتى يتسنى لاي من الحجاج العثور على مفقوديهم باسرع وقت ممكن كما تم نشر معلومات عن موقعهم وطرق الاتصال بهم. واستطاعت فرق الكشافة اعادة اكثر المفقودين الذين استعانوا بهم وبقي لديهم حتى ساعة اعداد هذا الخبر تسعة من الاطفال الذين لم يحضر احد من ذويهم، وغير معروف عنهم اي معلومات قد تسمح بايصالهم الى اهاليهم ان كانوا في المشاعر.

قال لـ«الشرق الاوسط» الدكتور ناصر الخليفي المسؤول عن الاطفال المفقودين ان صور الاطفال المفقودين موجودة على الإنترنت، مشيرا الى ان هذا اقل واجب نستطيع تقديمة لحجاج بيت الله الحرام. محمد كامل والد احد الاطفال المفقودين والذي تم اعادة طفله له من خلال الكشافة: كنا انا ووالدته مشغولين، فقد كان المشهد في عرفات مشهدا اسلاميا مؤثرا يخطف الابصار وملايين الحجاج تتحرك كالجسد الواحد باتجاة جبل الرحمة. ذلك المشهد شغلنا عن طفلنا الذي كان ممسكا يد امه وفجأة تنبهنا ولم نجده وهنا انقلب حجنا خوفا ووجلا وانطلقنا نبحث هنا وهناك وكنت سأجن وسألنا عنه رجال الأمن ولكن احد العاملين في الكشافة طلب منا الانتظار الى ان يقوم بالبحث عنه في المركز الخاص بالتائهين، وبالفعل عثر عليه هناك بعد ان شاهده رجال الكشافة وهو يسير باكيا لوحده بين الحجاج ونقلوه الى مقر المركز الخاص بالتائهين. ويضيف: «استغرق بحثنا اكثر من تسع ساعات الى ان تم العثور عليه حتى اننا لم نستمتع بحجنا ووقفتنا على عرفات من شدة الخوف ان نفقد طفلنا الصغير هناك ولو كنت اعلم ان ذلك سيحدث لما احضرته الى هذا المكان ولكن ذلك حدث واعتقد ان هذا سيكون درسا لي ولمن اعرفة ممن سيحج».

محمد جاد والد طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات من الجنسية الباكستانية قال لـ «الشرق الاوسط» ان ابنتي ضلت طريقها ونحن مشغولون بالعبادة في يوم عرفة ولم نلاحظ ذلك الا بعد دقائق وكنت اعتقد انها المرة الاخيرة التي رأيتها فيها بل وبعد ان استغرق بحثنا عنها عدة ساعات ولكن امس واثناء بحثي وسؤالي لم اصدق عندما ادخلني رجال الكشافة لأتعرف على طفلة عثروا عليها في عرفات وتبلغ من العمر ثلاث سنوات، رأيتها واذا هي طفلتي، كدت اجن من الفرح فبعد ان فقدت الأمل برؤيتها فاذا هي امامي احتضنتها وكدت من الفرح ان اموت.

واضاف «احمد الله ان ابنتي عادت الي واعتقد ان هذا الحج بالنسبة لي سيكون حجا لن ينسى بعد ان فقدت ابنتي اكثر من 50 ساعة عثرت عليها بعدها. كان اطول وقت مضى في حياتي امتلأ بالرعب والخوف والألم لفقد طفلتي الحبيبة».