حزب هولندي يطرد نائبا من أصل مغربي من صفوفه بسبب دعوته تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في فشل سياسة الأقليات ورفضه تسليم راتبه لخزينته

TT

قرر الحزب الاشتراكي الهولندي طرد النائب من أصل مغربي، علي الأزرق، من المجموعة البرلمانية للحزب المكونة من تسعة نواب من مجموع 150 نائبا يشكلون مجلس النواب الهولندي.

ولم يتسن امس الاتصال بالنائب الأزرق لمعرفة الاسباب التي أدت به الى القطيعة مع حزبه الذي فاز باسمه في الانتخابات التشريعية التي عرفتها هولندا في يناير (كانون الثاني) 2003. بينما قال مراسل «الشرق الأوسط» في بروكسل ان سبب الطرد يعود الى خلاف قديم ازاء حق العضو في البرلمان الهولندي في الحصول على مرتبه الشهري الذي يتسلمه من البرلمان، وهو المرتب الذي يطالب الحزب بضرورة تسليمه لخزينته.

وكانت الامور قد تطورت بصورة سيئة بين قيادات الحزب الاشتراكي الهولندي والنائب الأزرق بسبب مطالبة الحزب اعضاءه تسليم مرتباتهم النيابية (حوالي 6 آلاف يورو شهريا للنائب الواحد) لخزينة الحزب، على ان يقوم الحزب بعدها بتحديد القيمة الشهرية التي تصرف لأعضاء مجموعته البرلمانية.

بيد ان اصل الخلاف كما رواه النائب الأزرق لـ«الشرق الأوسط» خلال وجوده في الرباط نهاية العام الماضي، وفضل آنذاك عدم نشره الى حين معرفة ما ستؤول اليه نقاشاته مع الحزب، هو انه طالب بتشكيل لجنة برلمانية تضم جميع الاحزاب الممثلة في البرلمان للتحقيق في فشل سياسة الاقليات وادماجهم في المجتمع الهولندي، وهو الامر الذي لم يرق لحزبه.

وحدد الأزرق آنذاك جوانب فشل سياسة الاقليات في معطيات عدة من بينها النتائج التعليمية في صفوف الاقليات، وعدم حل ازمة الاسكان التي يعانون منها، كما ان نتائج سياسة الاقليات رغم ضخامة الموازنة المخصصة لها لم تؤد الى المساواة المطلوبة.

ولمح الأزرق آنذاك الى احتمال انسحابه من الحزب اذا وصلت الامور بينهما الى الطريق المسدود .

وفي سياق ذلك، قال الأزرق امس في تصريح لراديو 1 الهولندي انه ليس حزينا لقرار الحزب وانما هو حزين على الحزب الاشتراكي، وعبر عن أسفه كون قيادات الحزب لا تستطيع ان تتحمل الانتقادات التي يمكن ان توجه لها.

وشدد الأزرق على انه سيظل عضوا مستقلا في البرلمان الهولندي ولن يعطي مقعده او صوته لمجموعة الحزب الاشتراكي. بيد انه قال انه سوف يتخذ قراره النهائي بشأن مصير مقعده داخل البرلمان عقب لقائه مع رئيس البرلمان وايس خلاس، الذي كان متوقعا مساء امس، موضحا انه ابلغ زعماء الحزب الاشتراكي امس انه يجب ألا ان يتوقعوا منه ان يترك لهم مقعده النيابي .

ومن جهته، قال رئيس البرلمان الهولندي في تصريحات نقلتها امس وكالة الأنباء الهولندية ان الأزرق من حقه الاحتفاظ بمقعده النيابي، ولا أحد يستطيع ان يجبره على التخلي عنه، مشيرا الى انه مستعد دائما للتشاور مع الأزرق لايجاد حل لهذه الازمة.

وكان الأزرق قد هاجر الى هولندا عام 1973 في اطار الاتفاقيات الثنائية بين المغرب وهولندا والخاصة بجلب اليد العاملة. وعمل مدة سنة في مصنع للسيارات، وتقلب في عدة اعمال داخل مطاعم ومعامل حتى أتقن اللغة الهولندية. وحينما غادر مسقط رأسه الحسيمة (شمال المغرب) كان مستواه التعليمي لا يتجاوز الثانوية العامة (البكالوريا)، عمل بعد ذلك مساعدا اجتماعيا للجاليات الاجنبية في مدينة روتردام. وفي عام 1983، التحق بالاذاعة المحلية الهولندية قسم اللهجات، وعمل صحافيا في قسم اللهجة الامازيغية حتى وصل الى منصب رئيس التحرير، واستمر عمله في المجال الصحافي 18 سنة، وهو ما نمى عنده الميل للعمل في المجال السياسي. وانضم الى الحزب الاشتراكي الهولندي. ومع بداية عام 2002 طلب منه الحزب ان يترشح في الانتخابات النيابية ففاز بمقعد في البرلمان، وفي انتخابات عام 2003 السابقة لأوانها ترشح وكان الفوز من نصيبه ايضا.