علمت «الشرق الأوسط» أن عوديد طيرة رئيس جمعية الصناعيين الإسرائيليين وأحد المقربين من أرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قام نهاية الشهر الماضي بزيارة سرية إلى القاهرة التقى خلالها الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام في محبسه بسجن طره جنوب القاهرة، في محاولة لاحتواء استيائه من إخفاق الحكومة الإسرائيلية في إقناع نظيرتها المصرية بالإفراج عنه وإطلاق سراحه ضمن الصفقة، التي تمت أخيرا بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني.
ويعد طيرة أحدث مسؤول إسرائيلي يقوم بزيارة عزام الذي أمضى حتى الآن نحو ثماني سنوات في السجن بتهمة التجسس لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ضد عدد من الأهداف والمصالح الحيوية المصرية، علما بأن ثلاثة من أعضاء الكنيست الإسرائيلي عن تكتل الليكود الذي يتزعمه شارون قد قاموا على مدى الأسابيع الخمسة الماضية بزيارات متعاقبة إلى عزام في محبسه للغرض نفسه. ونقلت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط» عن مسؤول رفيع المستوى بالسفارة الإسرائيلية في القاهرة إن الحالة النفسية للجاسوس الإسرائيلي المعتقل منذ عام 1997 تدهورت بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين لدى متابعته الأنباء الخاصة بالإفراج عن مئات الأسرى العرب والفلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل رفات عدد من الجنود الإسرائيليين.
وذكرت تقارير صحافية إسرائيلية وردت للقاهرة أمس أن عزام طلب من عوديد الذي التقاه أخيرا، نقل رسالة خطية منه إلى شارون تم تسليمها إلى داني نافيه وزير الصحة الإسرائيلي المكلف منذ أكثر من عام متابعة ملف الجاسوس الإسرائيلي مع السلطات المصرية.
وطبقا لنفس التقارير فقد قال عزام لشارون ما نصه: لقد استمعت في وسائل الإعلام إلى الصفقة الأخيرة مع «حزب الله» وأهنئك على ما تحقق ولكني أذكرك بأنني هنا في المعتقل منذ ثماني سنوات بدون تهمة ثابتة».
وطالب الجاسوس الإسرائيلي شارون بالوفاء بوعوده التي أدلى بها علنا بشأن محاصرته للدور المصري تجاه عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط ما لم يتم الإفراج عنه وإطلاق سراحه في أسرع وقت ممكن.