صفقة تبادل الأسرى رفعت رصيد «حزب الله» عشية الانتخابات البلدية في الجنوب والبقاع

TT

قبل شهرين ونيف على موعد اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، لا تزال حماسة الراغبين في خوضها والناخبين شبه معدومة، باستثناء بعض التحركات الخجولة في عدد من البلدات والمدن الكبرى والتي يأخذ بعضها طابع «جس النبض»..

والواضح حتى الآن ان من هم في السلطة الآن على مستوى النيابة او الوزارة، لا يحبذون خوض معارك انتخابية في مناطقهم ومدنهم وبلداتهم. ولكن من هم في صفوف المعارضة، سواء المعارضين منهم للنظام او المنافسين لهم انتخابياً وسياسياً، سيغتنمون الانتخابات البلدية فرصة لتسجيل نقاط ضدهم فيها يستفيدون منها عندما يخوضون غمار الانتخابات النيابية ربيع السنة المقبلة. ولذلك فإن محاولات الإئتلاف التي قد يسعى اليها الوزراء والنواب في مناطقهم قد لا تنجح.

وواضح من اداء رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري في بيروت حتى الآن انه لا يُحبِّذ ان تشهد العاصمة معركة حادة لانتخاب مجلس بلديتها. ويفضل ان تخاض هذه العملية توافقياً، بما يعزز وحدة المدينة ويمكنها من اجتياز استحقاق الانتخابات النيابية بالروحية نفسها، بل ان الحريري يعتبر ان التوافق على استيلاء مجلس بلدي للعاصمة من شأنه ان يكون توطئة لتوافق مماثل في الانتخابات النيابية ربيع السنة المقبلة.

ولذلك لا يريد الحريري حصول معركة انتخابية، في بيروت بمعنى انتخابات «كسر العظم» كما يقال. وانما يريد لها ان تتم مظللة بالتوافق، لا ان تكون معركة انتخابية بالوكالة عن القوى السياسية المتنافسة على الساحة البيروتية، لكن البعض لا يستبعد ان تشهد بيروت اختبار قوة محدوداً بين الاطراف السياسية الناخبة فيها، في اعتبار ان عدد الناخبين ارتفع في بعض اللوائح الطائفية عما كان عليه في انتخابات عام 2000 النيابية وقبلها في الانتخابات البلدية عام 1998.

وفي الجنوب، قد تكون صورة الانتخابات البلدية مختلفة الى حد كبير عن سابقتها، خصوصاً في ضوء الرصيد السياسي والمعنوي الكبير الذي حققه «حزب الله» منذ الانتخابات الماضية، وجاءت صفقة تبادل الاسرى لترفع هذا الرصيد على الساحة اللبنانية عموماً وفي منطقة الجنوب تحديداً.

وتبدو الصورة الجنوبية كالآتي: حركة «امل» ستسعى الى اتفاق مع «حزب الله» على تشكيل لوائح ائتلافية في المناطق التي تشعر فيها انه يقاسمها النفوذ السياسي او يفوقها نفوذاً، فيما ستسعى في الوقت نفسه احزاب وقوى سياسية اخرى الى التحالف مع «حزب الله» بما يمكنها من التأسيس لتحالف معه في انتخابات عام 2005، خصوصاً ان الحزب يشعر ان رصيده الشعبي والسياسي يتعزز. وسيخوض الحزب الانتخابات بقوة في كل مناطق وجوده، اذ يبدو انه اقل الاطراف السياسيون تأثراً بالتنافس الانتخابي العائلي خصوصاً في الجنوب والبقاع فهو يبدو اكثر من غيره التصاقاً بالقاعدة الشعبية عبر شبكة الخدمات التي يقدمها على المستويين الاجتماعي والتربوي.

من جهتها، ستحاول المعارضة المسيحية التحالف او استمالة بعض القوى السياسية الى التحالف معها، بانية معركتها الانتخابية على ما جمعته من رصيد في الانتخابات الفرعية في دائرة بعبدا ـ عاليه التي جرت العام الماضي لملء المقعد النيابي الذي شغر بوفاة النائب بيار حلو. ومن الواضح حتى الآن ان هذه المعارضة ستعمل على خوض معركة شاملة في مختلف المناطق التي لها حضور فيها. لكن معركتها الكبرى ستكون في محافظة جبل لبنان من الشوف وصولاً الى جبيل، مضافاً اليها بعض المتفرقات في بعض اقضية محافظة الشمال ومحافظات اخرى.