محادثات سداسية حول البرنامج النووي الكوري الشمالي في 25 فبراير

TT

تستضيف الصين في الخامس والعشرين من فبراير (شباط) الحالي سلسلة ثانية من المحادثات السداسية في محاولة لتسوية المسألة النووية الكورية الشمالية، لكن بكين بدت متحفظة ازاء احتمال حل الأزمة بسرعة مع التعبير عن الامل في تحقيق تقدم كبير.

وبعد ستة اشهر من المحادثات الاولى التي جرت في بكين ستلتقي الكوريتان والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة في محاولة لدفع بيونغ يانغ الى التخلي عن برنامجها النووي. وصدر اعلان استئناف المفاوضات الذي كان مقررا اولا في نهاية 2003، من كوريا الشمالية عن طريق وكالتها الرسمية للانباء. واكدت الحكومة الصينية بعد ذلك النبأ بدون ان تحدد مدة المفاوضات.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية دجانغ كيو: «اعتقد ان مختلف الاطراف ستتناقش حول الفترة التي ستستغرقها المفاوضات. لكن استئنافها، في حد ذاته، مرحلة مهمة لتسوية الأزمة». واضافت: «بالتأكيد نعرف جميعا ان كل المسائل النووية الكورية الشمالية معقدة ولا يمكن حلها بلقاء او لقاءين» وعبرت عن املها في ان «تسمح هذه المفاوضات الجديدة بفضل جهود كل من الاطراف المشاركة فيها بتحقيق نتائج مهمة».

وكانت محادثات سداسية قد عقدت في اغسطس (آب) الماضي في بكين لكنها لم تسمح بتسوية الأزمة التي نجمت عن اعلان بيونغ يانغ في اكتوبر (تشرين الاول) 2002 انها تسعى لامتلاك سلاح ذري منتهكة بذلك اتفاق عدم انتشار الاسلحة النووية. ومنذ ذلك الحين فشلت الجهود الدبلوماسية في مواصلة المحادثات وخصوصا تقريب وجهات النظر بين الكوريين الشماليين والاميركيين الذين تشكل معارضتهم الشديدة محور الجمود الحالي لانهاء الأزمة.

وعبرت كوريا الشمالية في بداية يناير (كانون الثاني) الماضي عن استعدادها لوقف التجارب وانتاج الاسلحة النووية ووصفت هذه المبادرة بأنها«تنازلات جريئة». لكن الدولة الستالينية طالبت في الوقت نفسه بان تتخذ واشنطن «اجراءات متزامنة» مثل شطب كوريا الشمالية من لائحة الدول المتهمة بدعم الارهاب ورفع مختلف العقوبات وتسلم شحنات من المحروقات معلقة منذ الكشف عن برنامج بيونغ يانغ النووي.

ووصفت واشنطن هذا الاقتراح بأنه «مهم»، لكنها قالت من جديد ان بيونغ يانغ يجب ان تتخلى عن هذا البرنامج بدون شروط مسبقة وبطريقة نهائية ويمكن التحقق منها.

ولم تكن الصين، جارة كوريا الشمالية وحليفتها، تريد تنظيم هذه المحادثات الجديدة بدون ان تكون واثقة من انها ستؤدي الى الحد الادنى من النتائج المطلوبة. وقالت المتحدثة الصينية، بدون ان تكشف السبب الذي جعل استئناف المفاوضات ممكنا، ان المشاورات في الاسابيع الاخيرة «اثارت الامل في التوصل الى تفاهم يمكن ان يؤدي الى وثيقة مشتركة».

وفي سيدني اكد وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر امس أن كوريا الشمالية صارت الآن مستعدة لاستئناف المحادثات. وقال داونر للاذاعة الاسترالية «ايه بي سي» ان المسؤولين في كوريا الشمالية «اصغوا باهتمام» الى وفد استرالي وصل اول من امس الى بكين بعد زيارة استمرت ثلاثة ايام لبيونغ يانغ.

وعبر الوزير الاسترالي عن ارتياحه لما نقله الوفد الاسترالي. وكان الوفد، الذي يقوده المسؤول عن شمال آسيا في وزارة الخارجية موراي ماكلين، قد التقى اول من امس في بيونغ يانغ وفدا رسميا كوريا شماليا برئاسة نائب وزير الخارجية كيم يونغ ـ ايل. ومن جهتها، ذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية امس ان الجانبين ناقشا «المسائل النووية والعلاقات الثنائية».