دراسة: إندونيسيا تواجه مخاطر أمنية على المدى البعيد

TT

جاكارتا ـ رويترز: أفادت دراسة صدرت امس أن اندونيسيا، أكثر الدول الاسلامية سكانا، تواجه تهديدا طويل الامد من جانب اصوليين واحتمال تزايد أعداد الهجمات الصغيرة، اذ تشجع الحملة على المتشددين تجنيد المزيد ممن يميلون الى العنف.

وشهدت اندونيسيا أعنف هجوم منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على نيويورك وواشنطن عندما هاجم متشددون يعتقد أنهم على صلة بتنظيم «الجماعة الاسلامية» منتجع بالي السياحي في أكتوبر (تشرين الاول) 2002 مما أسفر عن سقوط 202 قتيل.

وفي أغسطس (اب) 2003 أسفر هجوم بسيارة ملغومة في جاكارتا عن سقوط 12 قتيلا أمام فندق ماريوت. ومثل هجوم بالي ألقت السلطات المسؤولية عن هجوم ماريوت على الجماعة الاسلامية التي تريد اقامة دولة اسلامية في جنوب شرقي آسيا.

وأفادت الدراسة التي أعدتها جماعة الازمة الدولية أن الجماعة الاسلامية أضعفت منذ ذلك الحين بفعل انقسامات بشأن التكتيكات. وقالت انه اذا أمكن القبض على أعضاء الجماعة الطلقاء الذين ما زالوا على صلة بالفصيل الاكثر تشددا داخل الجماعة، وسيتراجع التهديد المباشر بشن هجوم جديد على غرار هجمات بالي او ماريوت من جانب الجماعة في اندونيسيا.

لكن الدراسة حذرت من أن الفصيل الذي يمثل الاغلبية داخل الجماعة الاسلامية «سيظل يشكل تهديدا أمنيا أطول أمدا». ويرجع ذلك الى أن زعماءها يعتقدون ان القوة العسكرية ستكون مطلوبة في نهاية الامر لتحقيق هدفهم المتمثل في اقامة دولة اسلامية حتى اذا كانوا أقل حرصا من الفصائل الاكثر تشددا على استخدام العنف الان أو مهاجمة أهداف غربية.

وتابعت الدراسة أن التهديد يتمثل كذلك في المفهوم الديني للجماعة وجهود التجنيد المرجح أن تسفر عن ظهور كوادر أكثر تشددا. وقال سيدني جونز، مدير مجموعة الازمة الدولية للصحافيين في تعليق على الدراسة: «أعتقد أن هناك العديد من الجماعات الاصغر حجما التي ما زالت مهتمة بزرع القنابل في اندونيسيا رغم أنهم يفتقرون للقدرة التي تمتعت بها الجماعة الاسلامية في أوج ازدهارها».

وهذه الجماعات قد يكون احتمال تلقيها توجيهات من تنظيم القاعدة أكبر منه بالنسبة للزعماء الحاليين الذين سيطروا على الجماعة منذ القبض على زعمائها الاكثر تشددا ـ مثل حنبلي ومخلص.