قيادي كردي نجا من تفجيرات أربيل: ما حدث كان مثل زلزال مدمر لم أر مثله إلا في أفلام هوليوود

عدنان المفتي لـ«الشرق الأوسط»: الانتحاري صافحني وكان يبتسم وكأنه كان على موعد مع فرحة كبيرة

TT

وصف قيادي كردي بارز جرح خلال عملية تفجير مقر الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني في اليوم الاول من عيد الاضحى المبارك في اربيل ما جرى بـ«زلزال مدمر»، مشيرا الى ان الاصوليين ارادوا تعطيل حركة الحياة المدنية ومحاولة اجهاض التجربة الكردية والاستقرار الذي تنعم به منطقة كردستان العراق لتتحول الى ساحة اخرى للارهاب الدولي. واكد عدنان المفتي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، الذي نجا من الحادث بأعجوبة ويرقد في مستشفى اربيل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» اصرار العراقيين على مواصلة البناء واقامة دولة ديمقراطية تحترم المواثيق وحقوق الانسان وتقطع الطريق امام عناصر متسللة من خارج العراق للاخلال بأمنه وسيادته الوطنية. وقال المفتي «كنت انا وزملائي في قيادة الاتحاد الوطني نشارك فرحة سكان اربيل الذين تجمعوا واقاموا كرنفالات تنسجم مع عمق سعادتهم بالعيد وبزوال النظام السابق واعتقال رموز القيادة التي دأبت على الحاق الاذى بالشعب العراقي ونفذت اعمال الابادة الجماعية. ولكن خلال لحظات تحولت تلك المراسم الى مأتم لم يسبق له مثيل واعاد للاذهان الويلات والحروب التي واجهت هذا الشعب المظلوم ومنها مآسي مجزرة حلبجة». وتابع المفتي انه «في الساعة 10:50 من صباح اليوم الاول من العيد دخل الانتحاري مع مجموعة من المهنئين واتضح بعد تنفيذه عملية التفجير بانه كان يبتسم وكأنما يقابل يوما سعيدا في حياته ويعتبر ذلك فرحة كبيرة لانه لم يدرك ماذا كان سيفعل بناس ابرياء كانوا يحلمون بالمشاركة في عيد ديني وبمختلف اتجاهاتهم واعمارهم».

واستطرد المفتي قائلا «انني شخصيا صافحت الرجل الذي نفذ العملية وهو كان طبيعيا وتصافح معي وزملائي شاخوان عباس وخسرو شيره وديدوان اعضاء القيادة في الاتحاد وخلال لحظات لا تتجاوز دقائق فجر نفسه وتحولت القاعة الى مجزرة حقيقية لم اشاهدها الا في افلام هوليوود واحترق كل شيء في ثوان قليلة وكسرت الابواب كاملة وتناثرت الجثث على الارض وتفحم بعضها.. اما بالنسبة لي فقد شعرت بفقدان الوعي التام ووجدت نفسي بالمستشفى ولم اتمالك نفسي بسبب فقدان رفاقي وناس ابرياء اصبحوا ضحية السياسات والاجندات التي تأتي من الخارج وتخطط من اجل مواجهة الحالة المدنية التي يتمتع بها الانسان العراقي من جديد وهو لم يرتكب جريمة غير دعواته المتكررة للحرية».

وأمضى القيادي الكردي الى القول ان تلك التفجيرات واعمال العنف الاخرى لا تستهدف الا اذلال العراقيين حيث تحولت اربيل خلال الاسبوع الماضي الى مدينة الاشباح ولم تجد جامعا لم يقم فيه العزاء والشوارع العامة امتلأت بلافتات التعازي وقفلت ابواب الحدائق امام الاطفال في العيد الذي الغيت مراسم الاحتفال به في كردستان والمدن العراقية الاخرى التي شاركت الاسى بل تجاوزت تلك المشاركة لتشمل مدنا كردية في ايران وتركيا والفضائيات التابعة للحزبين الرئيسيين تستمر بالرغم من مرور 5 ايام من الحادث في بث برامج تعبر عن استياء وتذمر الشارع العراقي من هذا الاعتداء والذي كما وصفه محمد بحر العلوم كان محاولة قتل العراقيين جميعا وليس الاكراد.

وشدد المسؤول في حزب طالباني على ان التفجيرات الانتحارية «جاءت في حين تزايدت المطالبة الكردية باقامة عراق موحد على اساس فيدرالي وقومي ورفض مطلق من جانب القيادات الكردية لفكرة تقسيم العراق على اساس فيدرالية المحافظات والتي تقف ضد الطموحات التاريخية للاكراد وتهدد تجربتهم الديمقراطية المتمثلة بالبرلمان المنتخب والحكومة المستقلة التي عملت لجعل المنطقة نموذجا للديمقراطية وانشاء المؤسسات المدنية لتعويض ما اصاب الاكراد من الدمار جراء السياسات السابقة».

وفي الختام دعا المفتي الى حملة وطنية عراقية لمواجهة الارهاب بشتى انواعه وعدم تكرار مجزرة اربيل وسد الطريق امام المتطرفين الذين نفذوا العمليتين وهم يتباهون علنا بدماء الابرياء.