إسرائيل والسلطة الفلسطينية تتبادلان الاتهامات حول تأجيل لقاء شارون ـ أبو علاء

الإدارة الأميركية مهتمة بمعرفة تفاصيل خطة الفصل الأحادية الجانب

TT

على عكس التوقعات المتفائلة، لن يعقد لقاء القمة الفلسطيني ـ الاسرائيلي، بين احمد قريع (ابو علاء) وارييل شارون، في غضون هذا الاسبوع. وتبادل الطرفان الاتهامات حول مسؤولية هذا التأجيل. ومع ان اوساطاً سياسية توقعت ان الادارة الاميركية ستعمل على عقد اللقاء في القريب، فان السياسيين الإسرائيليين يشيرون الى ان واشنطن مهتمة بالاساس في متابعة خطة شارون للانفصال الاحادي الجانب دون اتفاق، التي تشتمل على الانسحاب من قطاع غزة وازالة المستوطنات منه.

وكان مديرا مكتبي شارون (دوف فايسغلاس) وابو علاء (حسن ابو لبدة) قد عقدا اجتماعا لهما في القدس الغربية، مساء اول من امس، بهدف الاعداد للقاء المذكور. وبدا ان كل شيء جاهز لذلك، خصوصا الطرف الاسرائيلي الذي ظل يلح على عقد لقاء القمة طيلة الاشهر الاربعة الماضية. الا انه، وبشكل فاجأ الفلسطينيين، طلب ان يعقد لقاء تحضيريا آخر في الاسبوع المقبل. فاعتبر الفلسطينيون هذا الطلب تهربا من اللقاء ومحاولة لتأجيله اسبوعين على الاقل. اذ ان الاسرائيليين يعرفون ان ابو علاء نظم برنامجه على نحو يغادر فيه فلسطين يوم الاحد المقبل في جولة سياسية في اوروبا، وسيرافقه بطبيعة الحال مدير مكتبه، ابو لبدة. ولذلك، فان مثل هذا اللقاء التحضيري لن يعقد قبل اواسط فبراير (شباط) الجاري. فغادر الفلسطينيون الاجتماع بخيبة امل ظاهرة.

وعقب ذلك صرح المتحدث الاعلامي باسم الرئيس الفلسطيني، نبيل ابو ردينة، بان اسرائيل ليست جادة في اجراء اللقاء مع ابو علاء، وليست مهتمة بتحريك المسيرة السياسية. بينما قال مستشار شؤون الامن القومي للرئيس عرفات، العميد جبريل رجوب، ان اسرائيل تستمد التشجيع من الموقف الاميركي الذي يدل على ان واشنطن تدير ظهرها للعملية السياسية. ورد الاسرائيليون على ذلك بالقول ان الطرف الفلسطيني هو الذي يماطل «فنحن نطلب اللقاء منذ عدة اشهر وهم يتهربون. وهذه المرة طلبنا ان نعقد اجتماعا آخر للتحضير للقاء القمة، بعد ان اثار الفلسطينيون في لقاء امس تساؤلات وقضايا جديدة».

وتوجه صائب عريقات، وزير المفاوضات في الحكومة الفلسطينية، بنداء الى الادارة الاميركية وبقية اعضاء اللجنة الرباعية (الامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي) طالبا التدخل العاجل لمنع اسرائيل من افشال التحرك السياسي المأمول. وقال ان «رئيس الوزراء الاسرائيلي يحاول بشكل مكشوف التهرب من تطبيق خطة خريطة الطريق، لكي ينفذ مشروعه للفصل العنصري».

بيد ان الادارة الاميركية، كما يرى الاسرائيليون، مهتمة في الوقت الحاضر بفهم خطة الفصل التي طرحها شارون، مع ان رئيس الوزراء الاسرائيلي نفسه كان قد اكد انه يطرحها فقط اذا فشل تطبيق خريطة الطريق.

وكشف النقاب، امس، ان القائم بأعمال رئيس الحكومة الاسرائيلية، ايهود اولمرت، اكثر المتحمسين لخطة شارون، سيلتقي في واشنطن كلا من وزير الخارجية الاميركي، كولن باول، ومستشارة الامن القومي، كوندوليزا رايس، ويتباحث معهما في هذه الخطة. وسيحاول تمهيد اجواء ايجابية في البيت الابيض وغيره من مواقع صنع القرار الاميركي قبيل وصول رئيسه، شارون، الى هناك مطلع مارس (آذار) المقبل.

كما ان وفدا من الادارة الاميركية سيصل الى القدس المحتلة في الاسبوع المقبل، ليستمع الى توضيحات اسرائيلية وردود على عدة اسئلة تثار في واشنطن حول خطة شارون.

وفي الاسبوع التالي، سيغادر فايسغلاس اسرائيل الى الولايات المتحدة، ليواصل المباحثات حول الموضوع ويمهد لزيارة شارون.

يذكر ان اسرائيل تواصل عملياتها العسكرية على الارض، رغم الاحاديث عن السلام والخطط السلمية. وعادت امس لتقتحم مرة اخرى مدينة بيت لحم، التي تعتبر المدينة الوحيدة الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية. واقر شارون مع وزيري المالية والدفاع اضافة جديدة الى ميزانية الجيش بقيمة 25 مليار شيكل (555 مليون دولار)، تدفع غالبيها هذه السنة.