لحوم الأضاحي تشجع أهالي جدة للخروج إلى المتنزهات لممارسة الشواء والاحتفال العائلي

TT

أحمد البياري الموظف في الخطوط السعودية، وعائلتة المكونة من 4 أفراد امضوا ثلاث ليال في منطقة أبحر الشمالية، وهم يشوون اللحوم، ويتصلون بأقاربهم بواسطة الهاتف الجوال ليحضروا اليهم في المساء ليشاركوهم الطعام. وظاهرة الشواء هذه الايام ليست هواية يمارسها السعوديون بانتظام، ولكن اسبابا كثيرة منها الجو البارد اللطيف واجازة عيد الأضحى وظهور النتائج الدراسية لاختبارات الفصل الاول, حولت منطقة الكورنيش والمتنزهات والحدائق الموجودة في جدة، اماكن لممارسة شوي اللحم وتقسيم العمل سواء كانت أسرية او شبابية، فمن الطبيعي ان تجد مجموعة من الشباب يقطعون الخيار او طفلاً صغيراً يقشر البصل، او تجد امرأة منقبة تقطع اللحم.

انها ايام عيد الأضحى المبارك، فمثلما يحتفل السعوديون والمقيمون في البلاد بذبح الأضحية، فانهم يحتفلون بالشواء بطريقتهم الخاصة، ولهذا يشم زوار جدة هذه الايام روائح الشواء تنبعث من المتنزهات والحدائق او حتى من اسطح المنازل وكأن جدة تحولت الى مطعم كبير لا يوجد فيها غير اللحم المشوي.

تحضير النار واعداد السلطات والتوابل ووضع اللحوم في السفافيد وتجهيز المائدة التي عادة ما تكون كبيرة وعامرة وفرحة الأطفال، وخاصة لحظة اسكات جوعهم بقطع صغيرة من اللحم المشوي ريثما ينتهي الكبار من اعداد مائدة المشويات الشهية، كلها طقوس تصاحب وجبة الشواء التي تتحول إلى حفلة تضم الى هذا الموقد عائلة كبيرة وربما عائلتين او اكثر، طقوس لا تتغير في أي مكان في العالم الا انها قد تختلف في التوقيت والموقع، هذا العام انغمر شاطئ جدة بالعائلات التي تحتفل بعيد الأضحى وانتشرت موائد الشواء للحوم الأضاحي التي توزعت بين الأهل والجيران وامتلأ الكورنيش برائحة الشواء ودخانه المتصاعد ساعد في ذلك الطقس المعتدل والمناسب اضافة الى موسم الاجازات والعطل فعائلة حميدان حامد الشيخ جاءت من قرية برزة بحثا عن مكان اكثر دفئا كما يقول: «انها لمناسبة هامة ان نأتي الى جدة ونحمل معنا لحوم الأضاحي ونقوم بشوائها هنا فعادة تكون كمية اللحوم كبيرة ومن الافضل ان تقام عليها مأدبة شواء وخاصة في مناخ معتدل وامام شاطئ البحر وفي جمعة عائلية طيبة»، وبحثا عن الجو المعتدل ايضا يقول المهندس أحمد عبد الكريم: «جئت من المنطقة الشرقية حيث الطقس شديد البرودة هناك ولا يسمح للناس بالخروج إلى شاطئ البحر فقصدت جدة كي ألتقي بالأهل والاحباب واقضي العيد مع أسرتي في جو دافئ اما الشواء فلم يكن من لحوم الأضاحي وانما هو ذبيحة بمناسبة العيد»، اما خلدون العبد الله فقال: «أنا مقيم في جدة ولكننا لا نخرج الى الكورنيش الا قليلا بسبب ضغوط العمل ولكن العيد ولحوم الأضاحي التي يتبادلها الأصدقاء تعد مناسبة جيدة لحفلة شواء كبيرة»، سعود السعود من بحرة شرق جدة يقول: «اشعر احيانا ان عيد الأضحى اقترن بحفلات الشواء ففي كل عام نأخذ لحوم الأضاحي ونأتي الى هنا وعلى فكرة اظن ان ثلاثة ارباع سكان بحرة يشوون اللحم الآن على شاطئ جدة وخاصة في هذا الجو المعتدل».

ومن جهة اخرى ينظر الدكتور أحمد مليباري عضو هيئة التدريس في كلية الطب الى ان الشواء افضل الطرق لاعداد اللحم وقال: «شواء اللحم وتحديدا اذا كان طازجا يعقمه وينظفه ويجعله اسهل هضما ويحفظ للحم فوائده، وبالنسبة لي افضل الشواء بشكل شخصي وعدم احضاره جاهزا من المطاعم وذلك لضمان ان يكون طازجا ومن نوعية جيدة، لذلك أرى انه من الجميل ان نستغل الفرصة الآن ونصطحب عائلاتنا لعمل وليمة شواء طازجة وممتعة».