إسلامي سوري بارز في أوروبا: منفذو تفجيرات الرياض هواة أفلام مغامرات حللوا السرقة والتزوير

TT

ندد شيخ سوري معروف في اوساط الاسلاميين في اوروبا بتفجيرات الرياض ومن يقف وراءها، وطالب ابناء التيار الاسلامي «بالابلاغ عن الارهابيين واماكن تواجدهم». ويعرف الشيخ محمد سرور زين العابدين رئيس تحرير مجلة «السنة» بأنه من اشد خصوم التيار الجهادي الذي يصفه بـ«تيار المغامرين» واحيانا بتيار «الغلاة»، وله مقالات سابقة شن فيها هجوما كاسحا على «الجماعة الاسلامية المسلحة» في الجزائر واتهمها بالتكفير وقتل الابرياء من المسلمين. وهو صاحب تيار اسلامي معروف في الدول العربية واوروبا باسم التيار «السروري» نسبة اليه. وكذلك للشيخ السوري سرور خصومات مشهودة مع الاصولي الفلسطيني ابو قتادة الزعيم الروحي لـ«القاعدة» في اوروبا المحتجز بموجب قانون «الاحتجاز دون ادلة» الذي يحتجز بموجبه 13 من الاصوليين في سجن بيل مارش شديد الحراسة بجنوب لندن، والصادر بعد شهرين من هجمات سبتمبر (ايلول) 2001 . والداعية السوري له فتوى حديثة تقول «اذا كان سجن هؤلاء «المغامرين» والتبليغ عنهم يؤدي الى حفظ ارواحهم، وارواح الابرياء، فما المانع في ذلك». وقال في توضيحه ردا على المعترضين على مقالاته وبعضهم من قيادات «الجماعة الاسلامية» المصرية المحظورة: «نحن وهؤلاء المغامرون في سفينة، والخطر يتهددنا من كل جانب، وهم يريدون خرق السفينة فهل نتركهم وما يريدون؟!».

وقال الشيخ زين العابدين: «عندما وقع انفجار «المحيا» بالرياض كان قد مضى على وجودي في جوار بيت الله الحرام بضعة أيام بعد أن أديت مناسك العمرة، وكان أيضاً قد مضى يومان أو ثلاثة على الاشتباك الذي حدث بين الشرطة ومجموعة من هؤلاء المغامرين في أحد أحياء مكة المكرمة». وتساءل الشيخ السوري: «وما ذنب هؤلاء الضحايا الذين تناثرت أشلاؤهم، ومزجت دماؤهم أرض المجمع باللون الأحمر القاني؟ وأين الأميركيون ومباحثهم الذين قتلوا في المحيا؟ وتحت هذه الذريعة قد يفعل هؤلاء أي شيء يحرّمه شرع الله تحريماً قطعياً من قتل وسلب ونهب». واضاف: «ان نفراً من الذين يُنْسَبُون إلى القاعدة في السعودية، أو لنقل بقايا المجاهدين السابقين في أفغانستان يقولون: ليس لنا علاقة بانفجار المحيا، والذين يقدمون على مثل هذه الأفعال نعرفهم وهم غلاة خطرون». واوضح أن «القاعدة» بعد أن أصبحت رهينة لأفكار مجموعة «الجهاد» المصرية، أصدرت فتواها التي اعتبرت الأميركي حيثما كان هدفاً، ولم يكن بين هؤلاء المفتين المصريين عالم واحد يعتد بقوله، ونتيجة لهذه الفتوى الخرقاء جاء مسلسل الانفجارات الذي فتح باب الشر على مصراعيه. واضاف: «سألت من أثق به: من يكون هؤلاء الجناة؟!، فأجابوا: هم شباب أحداث تتراوح أعمارهم بين السادسة عشرة والثالثة والعشرين، كان معظمهم عصاة كما كانوا مغرمين بأفلام المغامرات، ثم تابوا قبل عام أو عامين، فانصرفوا إلى مغامرات من نوع آخر سموها جهاداً في سبيل الله، أو هكذا سميت لهم، ومن الأعمال المنكرة التي يزاولونـها بعد توبتهم المزعومة: تزوير جوازات السفر، وتزوير النقد، ولبعضهم علاقات تعاون وشراكة مع نيجيريين يمتهنون هذه المهنة، وسرقة السيارات سواء لاستخدامها في التفجيرات أو لأهداف أخرى، وزيادة على هذا وذاك فهم غلاة يُصْدِرُون أحكامهم بالتكفير والتضليل والتفسيق وفق أهوائهم وأمزجتهم المتقلبة. مرة أخرى أقول: هذا ما علمته من ثقات، ومن هؤلاء الثقات أقرباء لبعضهم. وأنا في ذلك لا أعمم على كل منهم، ولكن الصالحين العقلاء من الشباب لا يقبلون مثل هذه الأجواء المحمومة، ولا يرضون مثل هذه الأفعال».

وأضاف: «أما عن الأسلحة التي تكتشف في فترات متلاحقة، وهل من المعقول أن تكون بمثل هذا الحجم الكبير والمثير للدهشة، أقول رداً على هذه الأسئلة: تأكد عندي في حادثتين أن هذه الأسلحة هي بالحجم الذي أعلنت عنه قوات الأمن، وأنـها مهربة من بلد عربي مجاور للسعودية». وافاد: «لقد أصبح الإسلام متهماً، وما كان الأمر كذلك قبل هذه الفتن والتفجيرات، أصبحنا كلنا بلحانا وثيابنا الإسلامية متهمين. فقبل سنوات أفتى شيوخ هؤلاء المغامرين بجواز السرقة في ديار الغرب وسموها غنيمة، ولن أنسى ما حييت كم أساءت هذه الفتوى لنا ولديننا، وكيف تقنع البريطاني أو الفرنسي أو غيرهما أن ديننا لم يأمر بـهذا، وأن هؤلاء الشباب يعبثون بدين الله؟.

فنحن ندين هذه الأفعال لأن ديننا يحرمها ثم نذكر الأسباب التي لا تخفى على المبتدئين من طلاب العلم. وندين عبث هؤلاء الشباب بدين الله، واستهتارهم بدماء المسلمين والمستأمنين من أي دين كانوا». واوضح: «نحن المتضررون من مسلسل الانفجارات التي تَحْدُثُ في كل مكان وليس عدونا. لقد تعطلت آلاف المدارس والمراكز الإسلامية بعد أن وقف عنها الدعم، ومنعنا من دفع زكاة أموالنا وصدقاتنا لمن أوجب الله علينا دفعها لهم، وفرضت قيود على البنوك لا مثيل لها من قبل، وأصبحت الحسابات في البنوك وسيلة من وسائل التجسس ومعرفة أسرار الناس، وسُجِنَ كثير من المسلمين لأنـهم ساعدوا أخاً لهم اتهم فيما بعد أن له صلة بمجموعة جهادية». وتطرق الشيخ زين العابدين الى الحل بالقول: «أريد في هذا المجال أن أذهب إلى أبعد من هذا، فبيانات الشجب والاستنكار لم تعد تجدي نفعا، والذي أراه أن يكون للعلماء والدعاة والجماعات خطة شاملة في مواجهة هذه الفتنة كما واجه سلفنا من قبل فتنة الخوارج والإرجاء وغلاة الباطنية، ولا بأس أن يكون من فقرات هذه الخطة إخبار السلطات عن المعلومات المتوفرة لديهم، وأن تكون المعلومات المتوفرة أكيدة، وأن يكون القصد من السجن التأديب والإصلاح والحوار». وقال: «لا أرى بعد الآن أن يبحث بعضنا وبحسن نية عن أعذار لهؤلاء الجناة كقوله: هذه ردود فعل على انتشار الفساد، والتضييق على الدعاة، وترك الحبل على الغارب للعلمانيين الذين يسيطرون على وسائل الإعلام».