هئية كبار العلماء تؤكد ضرورة تطوير منطقة الجمرات

TT

اصدر مجلس هيئة كبار العلماء في السعودية قرارا عقب الجلسة الطارئة التي عقدت في مكة المكرمة امس اكد فيه ضرورة تطوير منطقة الجمرات بما يضمن سلامة الحجاج، كما طالب الدولة ببذل مزيد من الجهود في هذا السبيل، وفيما يلي النص الكامل للقرار:

"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد، فان مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية قد عقد جلسته الطارئة بمكة المكرمة يوم الخميس 1424/12/14هـ وذلك لاستكمال دراسة موضوع المشروع المقترح لتطوير جسر الجمرات الذي سبق ان درسه في دورات سابقة وذلك بناء على البرقية الواردة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله رقم 59743 وتاريخ 1424/12/11 هـ المتضمنة عقد جلسة طارئة للمجلس لانهاء دراسة هذا الموضوع واتخاذ قرار حاسم بشأنه يتماشى مع مقاصد الشريعة الاسلامية في الحفاظ على ارواح الحجاج، وبعد النظر والدراسة قرر المجلس ضرورة تطوير منطقة الجمرات بما يضمن سلامة الحجاج ويدفع عنهم الضرر وانه يجب على الدولة وفقها الله بذل الجهود اللازمة لذلك. هذا وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه".

الى ذلك اكد الدكتور أسامة فضل البار عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى بمكة المكرمة ان المعهد ووزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية اعدا مشروعا لتطوير شامل لمنطقة الجمرات. وقال الدكتور البار لـ"الشرق الأوسط" ان هذا المشروع يعتمد على اربعة محاور لتطوير منطقة الجمرات في منى:

المحور الأول: فصل حركة المشاة عن السيارات تماما، وهذا يتطلب انشاء انفاق تحت الارض. والمحور الثاني يقتضي تفتيت الكتلة البشرية الى مداخل متعددة بدلا من تجميعها في نقطة واحدة. والمحور الثالث هو زيادة الطاقة الاستيعابية، وذلك بتعدد الطوابق على مراحل. اما المحور الرابع: فالهدف منه زيادة الطاقة الانسيابية في الرمي، وذلك بتطوير شكل الحوض والشاخص (الرمز) من الشكل الدائري الى الشكل البيضاوي (قطع ناقص).

وقال الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية لـ"الشرق الأوسط" ان وجهة النظر الشرعية واضحة في قرار مجلس هيئة كبار العلماء، وذلك بأنه من الضرورة بمكان تطوير منطقة الجمرات، ومن المؤكد ان قضية التطوير تستند الى التجارب التي مرت في الماضي، ومن المؤكد ايضا ان الاجهزة المختصة في الدولة لديها دراسات متكاملة لأنها تتابع متابعة مستمرة وآنية كل حدث، وان جسر الجمرات الحالي وضع في فترة سابقة وأدى الهدف الذي انشئ من اجله، ومع ما جدّ من تطورات وتجديدات في منى والمشاعر المقدسة كلها، فان منطقة الجمرات هي من المناطق التي يكتظ فيها الحجيج.

وأوضح الدكتور التركي انه من الاهمية بمكان زيادة وعي الحجاج لأن الوسائل مهما طورت وجددت، فلا بد من التعامل معها بوعي، مشيرا الى ان كثيرا من المسلمين حينما يأتون لرمي الجمرات ويجدون الاختناق او الكثافة البشرية يجب ان يتأخروا او ينتظروا حتى يخف الزحام. وبتتبع الاحداث الى وفيات في هذا العام او الاعوام السابقة نجد ان من اهمها اخطاء يرتكبها الحجاج انفسهم إما لأمتعة يحملونها او اطفال يحملونهم اثناء الرمي، او عجزة لا يستطيعون الرمي الا بمساعدة الآخرين (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها). موضحا ان كل هذه الامور تؤدي الى التعثر وسقوط بعض الحجاج، مما يؤدي الى سقوط الآخرين.

وقال: نحن نرى كل عام من التجديد والتطوير ما يتلافى السلبيات التي قد تحدث، وكل المخلصين الذين يشاهدون جهود المملكة وما تبذله في سبيل راحة الحجاج دون منّ، يقدمون الشكر للمسؤولين ويدعون الله لهم بدوام التوفيق.