وزارة الداخلية العراقية تقيم «حزاما أمنيا» حول بغداد للقضاء على الإرهاب

مقتل جنديين أميركيين بانفجار عرضي في الشمال وحملة اعتقالات في مدينة بعقوبة

TT

أعلن مسؤول أمني كثير في بغداد أمس وجود خطط لإقامة حزام أمني حول العاصمة العراقية والمدن الأخرى «للقضاء على الإرهاب والجريمة» في حين أعلنت القوات الأميركية مقتل جنديين في مدينة سنجار في شمال العراق، وقيامها بحملة مداهمات في مدينة بعقوبة.

وقال الوكيل الامني في وزارة الداخلية العراقية الفريق احمد كاظم ابراهيم ان الوزارة «اعدت خططا ودراسات لاقامة الحزام الامني حول بغداد والمدن الكبرى الاخرى في وقت قريب». واضاف ان «البدء في تنفيذ هذه الخطط ينتظر وصول اجهزة الاتصال والمعدات الخاصة اللازمة لها لأننا بحاجة ماسة اليها الآن ونفتقدها بشدة لأن غيابها يؤدي الى اصابة عملنا وتحركنا بالشلل».

واجاب ردا على سؤال ان «غياب اجهزة الاتصال الحديثة يحرمنا من معرفة الكثير من الامور الامنية (...) فالاتصالات مع المحافظات من اصعب ما يكون وقد تكون مقطوعة كليا في بعض الاحيان، وهذا ما يحصل غالبا».

واوضح الفريق ابراهيم ان «الهدف من الحزام الامني هو حماية المواطنين». وتابع ان «الحزام الامني هو عبارة عن جملة استعدادات لتأمين حماية كاملة عبر انتشار قوات الشرطة ومجموعة النجدة في جميع النواحي والسيطرة على المداخل والمخارج» وشدد على «وجوب اقامة الحزام الامني في كل المدن للحد من الجريمة المنظمة والارهاب».

وتضم قوات الامن العراقية الجديدة نحو 67 الف شرطي وتسعة الاف من حرس الحدود و19 الفا من قوات الدفاع المدني و40 الفا من قوة حماية المنشآت ونحو 1800 جندي في الجيش الجديد. يضاف الى ذلك 57 الفا من حراس قوة حماية المنشآت الذين توظفهم قوات التحالف «ما يرفع عدد العراقيين العاملين في نطاق القوات الامنية الى 193 الفا» حسب ما اعلن المتحدث باسم التحالف شاين وولف في 31 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وقد اعاد التحالف تشكيل قوات الامن العراقية بعد ان تم حل الجيش واجهزة الاستخبارات في مايو (ايار).

وكشف الفريق ابراهيم ان وزارة الداخلية «ستشكل مفارز خاصة لتقصي الارهابيين تتخذ مقرات لها مهمتها الكشف عن اوكارهم» الا انه اقر بان «الشرطة ما زالت بحاجة الى التدريبات المتخصصة لمحاربة الارهاب والجريمة والسرقة».

وردا على سؤال عما اذا كانت الخطة سترى النور قبل نقل السلطات المتوقع في 30 يونيو (حزيران) المقبل ام بعد هذا الموعد، قال الفريق ابراهيم «آمل ان تتوفر لدينا الاجهزة والمعدات قبل نقل السلطات». واضاف ان «الخطة بجميع تفاصيلها ما زالت قابلة للدرس ومن الممكن بحثها مع سلطة التحالف المؤقتة» بقيادة الولايات المتحدة خصوصا ان «القوات الاميركية بدأت بالانسحاب تدريجيا من المدن الكبرى».

وكان الجنرال مارتن دمبسي قائد الفرقة المدرعة الاميركية الاولى التي تتخذ من بغداد مقرا لها اعلن مطلع الشهر الحالي «لقد خفضنا معسكراتنا من 60 الى 24 حاليا وسيكون هناك ثمانية معسكرات بحلول الاول من مايو (ايار)». وقال ان الامن سيسلم بشكل اوسع الى الشرطة التي سيصل عدد عناصرها، في بغداد، الى عشرة آلاف في مايو (ايار) المقبل و19 الفا في فبراير (شباط) 2005.

وكان بيان وزعته الشرطة اواخر يناير (كانون الثاني) الماضي افاد ان «ثمة نقصا بمعدل حوالي 32 الف عنصر في الشرطة العراقية للوصول الى تدريب سبعين الف عنصر في الشرطة في برنامج مكثف مدته عامان». واضاف البيان: «للوصول الى هذا العدد والاستمرار في تأمين التدريب التأهيلي لحوالي 38 الف عنصر سابق في الشرطة، تم اعداد برنامج تدريبي منسق يشمل دورات تدريبية في عدة مراكز».

من ناحية اخرى، قال الجيش الاميركي ان جنديين قتلا وجرح ستة آخرون امس اثناء محاولتهم ازالة متفجرات في بلدة سنجار في شمال العراق. وقالت السارجنت سونيا ويتنجتون: «كانوا يقومون بالتخلص من متفجرات عندما حدث ما حدث».

وفي مدينة بعقوبة، قام نحو 200 من الجنود الاميركيين من الفرقة الرابعة المدرعة يرافقهم 100 من رجال الشرطة العراقية بمداهمة منازل قرب بعقوبة بحثا عن اربعة من المشتبه فيهم بشن هجمات على القوات الاميركية وقوات التحالف.

واعتقلت القوات الاميركية اثنين على الاقل وصادرت اسلحة ومعدات في بعقوبة التي تعد احدى بؤر الهجمات ضد قوات التحالف.

ومع قيام القوات الاميركية بتكثيف ضرباتها للجماعات المسلحة في الشهور الاخيرة بدأ المهاجمون يستهدفون بشكل متزايد الشرطة العراقية وقوات الدفاع المدني وغيرها من الوحدات الامنية التي تدعمها الولايات المتحدة والتي يرون انها أهداف أسهل.