مراقب الإخوان الأردنيين: لم نعقد لقاءات تنظيمية مع إخوان العراق

TT

أعرب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن عبد المجيد الذنيبات عن تفائله بالقيادة الجديدة لجماعة الاخوان في مصر وانتخابها محمد مهدي عاكف الذي وصفه بأنه من «جيل الشباب» في روحه وحبه للعمل. واوضح الذنيبات في حوار مع «الشرق الأوسط» ان لا وجود لما سمي بالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين، معتبراً ذلك تسـمية خاطئة واصطلاحاً أطلقه الخصوم. وبين ان موقف الاخوان في الاردن من مسألة وقف الحوار مع اميركا ليس امراً مبدئياً يدخل في باب الحلال والحرام بل هو اجتهاد سياسي. وشدد الذنيبات على أنه لم يجر عقد اية لقاءات تنظيمية بين قيادة الحركة الاسلامية في الاردن مع قيادة الحركة الاسلامية في العراق مبدياً عدم تخوفه على اهل السنة في العراق بعد سقوط نظام صدام. وحذر الذنيبات قيادة حزب العدالة والتنمية التركي من الانفتاح في علاقاته مع اسرائيل، معتبراً هذا الانفتاح مخالفا لتوجهات الشعب التركي. وأشار الى ان ما حصل في ليبيا من نزع لأسلحتها هو استجابة للاملاءات والضغوط الغربية وعلى رأسها اميركا.

* كيف تنظرون عاكف مرشداً سابعاً للاخوان في مصر؟

ـ الجماعة في الاردن شاركت في مراسم التعزية بوفاة مأمون الهضيبي بوفد وهنأت محمد مهدي عاكف. ونحن في الاردن نقر للجماعة في مصر بفضل السبق والتأسيس واستمرار الجماعة. ولذا نحن من طرفنا باركنا هذا الانتخاب وانا شخصياً تعرفت على المرشد محمد مهدي عاكف من خلال لقاءات قديمة حديثة وهو من جيل الشباب بروحه وحبه للعمل وانتمائه التاريخي المبكر الى الجماعة وقدرته على الحوار مع الآخرين. لذا فنحن متفائلون من ان تكون الفترة المقبلة لوضع الاخوان في مصر افضل مما كانت عليه سابقاً لما نعرفه من صفات قيادة في المرشد الجديد والقدرة على التفاهم والاستيعاب وقراءة الواقع والتعبير عن فكر الجماعة تجاه المستجدات.

* المرشد الجديد تجاوز الـ70 عاماً ألا تعتبره من الحرس القديم؟

ـ جرى تداول هذا الاصطلاح في معرض عدم التطور والحفاظ على الاصول وعدم التكيف مع الاحداث والمستجدات في حين ان مثل هذا الامر غير موجود فعلاً في الجماعة ففي الجماعة اجيال متعددة والقيادة تورث من جيل الى جيل والجماعة تفسح المجال للجميع بأن يساهموا بأفكارهم وفعلهم فيرقوا الى أعلى درجات القيادة.

* ما هو دور التنظيم الدولي بانتخاب عاكف؟

ـ لم أقف على تفاصيل انتخاب المرشد الجديد في مصر لأن الامر يخص الاخوة في مصر ولا علم لي بوجود منافسة له ام لا والمعلومات التي حصلت عليها ان الانتخاب حصل بروح من الاخوة من دون اية منافسة او صراع كما يحلو للبعض تسميته وكانت رغبة الاخوة في مصر بتولي عاكف منصب المرشد بشكل سلس وبسرعة فوتت على الكثير من المتربصين الرهانات بوجود صراعات.

* لماذا موقع المرشد محصور بالاخوان في مصر؟

ـ منصب المرشد هو منصب تاريخي فمنذ عهد حسن البنا وحتى الآن لم تنازع الاقطار الأخرى الاخوة المصريين على ما جرى عليه العرف من ان المرشد يكون من مصر بفضل السابقة والتضحية والتأسيس، وان كان لا يوجد ما يمنع ان يكون المرشد العام من خارج مصر.

* المرشد تحدث عن امكانية تحول الجماعة في مصر الى حزب اذا وافقت الحكومة، ما رأيكم؟

ـ هذا خاص بالاخوان في مصر وهم ادرى بشؤونهم والمعنيون بالاجابة عن مثل هذا السؤال لأنهم الاقدر على الاجابة والاعرف بما يناسبهم.

* ما هي سلطة التنظيم الدولي للجماعة على الاخوان في العالم؟

ـ ما سمي بالتنظيم الدولي هي تسمية خاطئة واصطلاح اطلقه الخصوم على الاخوان الذين يسعون في كافة الاقطار الى توحيد الفهم والفكر والموقف تجاه الاحداث العالمية لكافة التنظيمات ضمن لقاءات تحصل بين الحين والآخر طبقاً للظروف الامنية والعالمية يتم فيها بحث هذه القضايا الفكرية وتوحيد المواقف تجاه السياسات العالمية من دون ان يكون هناك التزام بأي سياسة على المستوى المحلي فلكل قطر خصوصيته التنظيمية والسياسية وعلاقته بالدولة التي يعيش ضمنها وليس لهذا التجمع اية صفة إلزامية لأي قرار محلي وهو لا يعتبر حلقة دينية كما يتصور البعض انما هو باب التعاون في القضايا العامة في مجالات الفكر والفهم لتوحيد الفكرة وتأصيلها.

* هل تتم اللقاءات في دولة محددة لمناقشة قضايا محددة؟

ـ لا.. اللقاءات تتم بين الحين والآخر على هامش المؤتمرات العامة أو الندوات التي تعقد في كثير من البلدان ويتسنى لنا التجمع مع القوى الاسلامية والوطنية الاخرى فيصار الى بحث هذه القضايا وتبادل وجهات النظر والخبرات.

* المرشد في مصر اعلن انه لا يمانع بالحوار مع اميركا ولكنكم تمانعون ما السبب؟

ـ الامر ليس مبدأ حتى يعم على جميع الحركات وانما هو امر سياسي واجتهاد تقديري لكل واحد منا واذا كان اجتهاد المرشد الذي يمثل مصر انه لا مانع من الحوار مع اميركا فهذا امر يخصه ويخص مصر وهو ادرى بظروفهم، اما نحن في الاردن فنحن نرى من باب الاجتهاد مع عالمنا العربي والاسلامي خاصة في ما يتعلق بافغانستان والعراق وفلسطين ودورها في المنطقة انها لا تريد حواراً يمكن ان تسمع للآخر ويمكن ان تغير من سياساتها وانما ما نراه انها تريد املاءات تسوقها عن طريق ما يسمى بـ«الحوار» وهو اشبه بالتعليمات لذلك نرى انه لا فائدة من مثل هذا الحوار مع القائمين على السياسة الاميركية.

* رغم موقفكم هذا الا ان حزب جبهة العمل الاسلامي لا يمانع الحوار مع اميركا؟

ـ جبهة العمل الاسلامي هي حزب سياسي له منطلقات سياسية وهو يدرس البعد السياسي وله ان يختار الوسيلة المناسبة لأنني كما قلت ان الامر ليس مبدئياً محكوماً بالحلال والحرام انما هو امر اجتهادي سياسي.

* اعلن حزب الجبهة عن لقاءات تنظيمية مع اخوان العراق ما هي طبيعة هذه اللقاءات؟

ـ انني استغرب مثل هذه الاخبار والمعلومات وأجزم انه لم يتم اي لقاء تنظيمي بين قيادة العمل الاسلامي بالعراق والاردن ولم يتم تبادل وجهات النظر في القضايا التي تهم العراق او تهم الاردن لا في الساحة الاردنية ولا في خارجها وهذا لا يمنع وجود زيارات فردية لأشخاص يمثلون انفسهم ولا يمثلون القيادة العراقية ويجري الحوار معهم من قبيل الاطلاع على ما يدور لا اكثر ولا أقل ونحن كجماعة لم نلتق.

* ما هو موقفكم من اخوان العراق الذين شاركوا في مجلس الحكم الانتقالي؟

ـ اصدرنا بياناً يدين الاحتلال ونطالب بزواله ونرى ان مجلس الحكم هو شكل من اشكال الاحتلال، ويطيل في عمره ونحن مع حق الشعب العراقي مع مقاومة الاحتلال لازالته بكل الوسائل الممكنة.

* هل ساهمت الجماعة بتشكيل هيئة الدفاع عن صدام حسين؟

ـ هيئة الدفاع التي شكلتها نقابة المحامين انبثقت عن موقف للنقابة من خلال نظرتها القانونية وانضم الى هذا الفريق عدد من المحامين من بينهم بعض الاسلاميين. ونحن نرى ان الاسلوب الذي جرى فيه اعتقال الرئيس العراقي السابق اسلوب غير قانوني وغير انساني ويخالف مبادئ الحق والعدل وحقوق الانسان وفيه اهانة لمشاعر الامة وان ما قامت به اميركا هو جزء من اجراءاتها التعسفية تجاه العراق والامة.

وعلى اية حال نحن نعتقد ان من حق الشعب العراقي عندما يستقل ويملك زمام اموره ويشكل مؤسساتها ذات السيادة التامة بما فيها المحاكم المستقلة والبعيدة عن تحكم السياسة الاميركية ان يحاكم اي مسؤول عراقي بمن فيهم الرئيس صدام اذا كان قد ارتكب اي فعل يمكن ان يحاكم عليه.

* وزير خارجية الاردن ابدى قلقه على تمثيل السنة في العراق هل تشاطره التخوف؟

ـ لا اجد سببا للتخوف على اهل السنة في العراق فهم قادرون على التفاهم مع الآخرين ونحن مع ان يأخذ كل مواطن عراقي حقه ضمن مفهومنا للعراق الواحد والموحد والتضحيات التي نسمعها بين الحين والآخر اشفاقاً على السنة قد تكون مبالغة وهي تخدم المشروع الاميركي الاحتلالي للمنطقة.

* ما ردكم على تهديد رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون للأردن بترحيل الفلسطينيين اليه؟

ـ نحن ندين بشدة الوقاحة التي جاءت على لسان رموز الليكود حول تصرفاتهم لحل معضلتهم السياسية في الترحيل. وما جاء على لسان شارون من تهديد مبطن للأردن حول موقف الاردن من جدار الفصل العنصري امر غير مستغرب من اعداء السلام ودعاة التوسع الذين يرون ان الاردن جزء من المشروع الصهيوني. كنا نأمل في موقف واضح حاسم من الحكومية الاردنية تجاه هذه التصريحات لكننا فوجئنا بأن وزير خارجية العدو الصهيوني سيزور الأردن قريبا، وكان الاجدر ان تلغى الزيارة بل ويستعد سفير العدو لحمل اوراقه مغادراً.

* ما هي رسالتك الى شارون؟

ـ رسالتي التي يسمعها من خلال الصحف ان هذا الشعب هو شعب حي ولن يموت وهو قادر على انتزاع النصر باذن الله عاجلاً أو اجلاً وان امتنا هي الامة التي تحدث القرآن عنها بأنها خير الامم والمستقبل للسلام والامة وان بقاءهم على ارض فلسطين امر طارئ سيزول قريباً بعون الله «ويقولون متى هو قل عسى ان يكون قريبا» ولن تنفعهم دباباتهم او حصونهم او جدارهم من ضربات المقاومة والانتفاضة.

* هل توافقون الحزب الاسلامي الحاكم في تركيا على الانفتاح مع اسرائيل؟

ـ نحن نلتقي مع حزب التنمية والعدالة في تركيا في بعض السياسات ونخالفه في سياسات اخرى ومن هذه السياسات التي نخالفهم فيها هو الالتقاء مع دولة العدو الصهيوني فنحن نعتقد ان هذا الامر هو مخالف لتوجهات الشعب التركي المسلم وسيفقد حزب التنمية التعاطف الشعبي التركي اذا استمر في هذا الانفتاح.

* ما تعليقكم على قرار ليبيا التخلي عن اسلحتها؟

ـ ما حصل في ليبيا امر مفاجئ للجميع وكان يمكن ان يأتي مثل هذا الامر ضمن مشروع عربي يقوم على نزع اسلحة الدمار الشامل من المنطقة بما فيها دولة العدو الصهيوني. لذلك فان ما أقدمت عليه ليبيا يأتي استجابة للاملاءات والضغوط الغربية وعلى رأسها اميركا.